المقالات

زيارة الاربعين تلبية لنداء النصرة


الشيخ محمد الربيعي ||

 

 في مقدمة هذه المقالة:  نحن ندعو كل السياسيين ان يتخذوا من زيارة الامام الحسين ( ع ) يوم الاربعين و التي هي من سباب الى وحدة الامة المتجهة الى الهدف الالهي وهو رضا الله تعالى واعلان حالة الاصلاح والبناء ، المتمثلة بتضحية الامام الحسين ( ع ) ،  ومرتبطة بشعار نهضته وثورته وهو ( طلب الاصلاح في امة جدته رسول الله ( ص ) ضمن ادوات الامر بالمعروف ونهي عن المنكر ) مثالا لوحدتهم يقتدوا به . ومن هنا نعرف ونؤكد ان الامام الحسين ( ع ) كان مصلح وليس ثائر وان الاصلاح يكون بعيدا عن الدم والاخلاف ، وانما يتحقق الاصلاح بالحوار الصحيح ضمن معايير مصلح الاسلام العليا ...  

وبغض النظر عن جدلية الاثبات و عدم الاثبات كتشريع لزيارة الاربعين ، فهي ضمن واقعية العموم المطلق ، لها وجود من ناحية القصد المشرع و المستحب المؤكد لزيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) ، و ان لم تكن بهذا العنوان المخصص و المقيد ، كما ان السير الى زيارة مرقد الامام الحسين ( ع )  ، من الجوانب الذي ثبت صحته و الفضل الكبير لمن كان سائر على هذه المنهجية بطريقة توجه الى الزيارة مرقده ( ع ) . 

 محل الشاهد :  

 اعتقد ان الكل مشاركا بها زيار ة الاربعين ، سواء سابقا او اليوم  وهو نصر عظيم انما نصرا حسيني للفتح المبين ، و الكل يرى ان ذكرى زيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) بعد مضي اربعين يوما على ذكرى شهادته بإعدادها المليونية ، انما هو تجمع الهي مستحيل ان يحصل و يتكرر بهذا الشكل الطوعي البعيد عن النفع الدنيوي لأي مناسبة اخرى .   

السؤال المهم ما هو اثر كل ذلك على الذات و المجتمع ما اثر كل ذلك على السلوك السياسي و الافكار السياسة ؟!!  اليس من المفروض ان تكون هكذا ممارسات و التي مصدرها و منبعها و انطلاقتها  من ذلك الاصل الطيب الطاهر الامام الحسين ( ع ) ، و هو الثائر و الرافض لكل اشكال معصية الله تبارك ، و كل اشكال السياسات الظالمة ،  و الجاحدة للمجتمع ،  ان تتخذ من ذلك الامام الأسوة الحسنة بكافة توجهاتها و حركاتها و قراراتها ، و ان تكون سائرة على اهدافه .

اما اذا السياسي و الحاكم و صاحب النفوذ و السلطة و المسؤول و شيخ العشيرة و الفرد و المجتمع  ، لم يكن اندفاعه الى طريق الامام الحسين ( ع ) ، الذي يمثل طريق الاحرار في الدنيا و الاخرة ، من اجل تحقيق هدف القيام بالتغيير و استحصال اثر الاصلاح على الذات و المجتمع بل و الاصلاح على كافة الاصعد الاخرى ، التي منها المنهج السياسي و طريقة الحكم ، و التحسين الاقتصادي و الاسلوب العشائري ، و الخطط الامنية ، الى اخر الجوانب التي يجب ان تتخذ من منهج الامام الحسين ( ع ) ، المثلالاعلى و الأسوة الحسنة للاستفادة من الإبحار بسيرته و منهجيته الفكرية في ادارة امور العباد والبلاد ، اذا لا قيمة لذلك المسير و لا لتلك الزيارة .  

▪️ لان الامام الحسين ( ع ) و الائمة بهذه الممارسات و الزيارات ارادوا ربط الامة بمصدر الحرية المنضبطة التي تبتعد عن معصية الله تبارك و تعالى و كل اشكال الظلم و الاضطهاد .  

▪️و تكون الساعية بخطى حثيثة و حقيقية من اجل التغيير نحو الافضل .   

اما السير الى زيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) ،  دون نتاج و انعكاس و اثر ، اكيدا هذا لن يكون مقبولا بالقبول الحسن المرضي لمحمد وال محمد ( عليهم السلام ) . 

  اذن علينا بعد هذا الجمع المبارك و الذي قصد زيارة مرقد الامام الحسين  ( ع )  ، بعد مرور اربعين يوما عن ذكرى شهادة ( ع ) ، ان نراجع انفسنا و إصلاحها و اصلاح الجوانب المتعلق بها فمثلا السياسي عليه مراجعة نفسه و اصلاح منهجه و المسؤول عليه مراجعة نفسه و اصلاح طريقة ادارته و شيخ العشيرة ان يراعي الله بطريقة حل المشاكل وقضية ما يسمى الفصل و هكذا .

 عندئذ نفوز في الدنيا والاخرة ونكون ممن نصر الامام الحسين ( ع ) ، وممن لبى دعوته الا من ناصر ينصرنا . 

 يجب ان تكون ممارساتنا واقوالنا في اتجاه الامام الحسين ( ع ) ، و القضية الحسينية ، ذات نتاج ذات اثر على ذات الفرد والمجتمع و الأمة و العالم بأسره و الا كنا ممن اراد اخماد الاثر الحسيني بالوجود ، فكن ناصر للامام الحسين ( ع ) من خلال التزامك بتعاليم الله تبارك وتعالى و التزامك بمنهج محمد وال محمد ، وابتعادك عن منهج الشيطان و اتباعه هنا يكون لزيارة الاربعين النتائج المرجوة،  و النتيجة التي استشهد من اجلها الامام الحسين ( ع ) ، وتكون حققة نصرته الحقة و لبيت النداء ( الا من ناصر ينصرنا ) .  الملاحظه المهم ان تقيدنا بعبارة الا من ناصر ينصرنا، نكتشف ان الامام الحسين ( ع ) ، نداءه مستقبلي اي اراد ان نبقى بطريقة النصرة الى قيام القائم ( ع ) ، و بمعنى ادق انه لم يقصد النصرة المقيدة في زمن و مكان النداء ، بل هي مستمرة الى قيام القيامة ، والا الامام الحسين ( ع ) ، عرف انه لا جدوى ممن كان في موقف العداء لخطه ان ذاك ، و ان  غايته  (ع ) ، كانت الى الاجيال عبر الزمن المستمر . 

 فاذن كونوا لذلك ملبين ذلك النداء ( الا من ناصر ينصرنا ) من خلال التزامكم بمنهجية الاسلام الحقيقي ، مع الثبات على الولاية الحق و اهل الحق فكما قلنا في مقالات سابقة، ان الامام الحسين ( ع ) لم يدعونا الى ذاته المقدسة و انما دعانا الى الاسلام الحقيقي و الالتزام به ، فنصرته معناها نصرة الاسلام الحقيقي ، و الحفاض عليه و الدفاع عنه ، و هذا لا يكون الا بالتزامنا بشريعة و ضوابط و احكام و عقائد الاسلام الحقيقي ، المأخوذ من علوم المعصومين الاربعة عشر .

  بدأ من الرسول الخاتم محمد بن عبد الله  (  ص ) ، الى الامام الخاتم محمد بن الحسن ( ع )  نسال الله حفظ الاسلام و اهله   نسال الله حفظ العراق و شعبه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك