د.مسعود ناجي إدريس ||
نص الجواب
الجهاد في الإسلام نوعان؛ أحدهما "الجهاد الدفاعي" والآخر "الجهاد الابتدائي"، فالجهاد الابتدائي هو جهاد يذهب به المسلمون إلى الكفار بحضور المعصوم ويزيلون العوائق غير العقلانية أمام حرية الفكر من خلال الحرب. وليس لهذا علاقة متناقضة بالآية السابقة. لأن: أول وأهم حق من حقوق الإنسان هو الحق في الحياة الصحية، وهو حق ينبع من حرية الفطرة البشرية الخالصة. (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها). (الروم 30) إن الظالمين وقادة الكفار في بلاد الكفر قد سلبوا هذا الحق من الناس، وبأساليبهم المختلفة ودعايتهم الكاذبة ضد الحق، ومع الفتنة والفوضى ضد هدى الإسلام ونشره، فإنهم لا يتركون نور الهدى الديني، الذي هو رغبة طبيعة للبشر جميعا، أن يصل إلى حدود بلاد الشرك والكفر، وهذا هو ما فعله كل أعداء الأنبياء عليهم السلام على مر تاريخ البشرية، وفي هذا الموقف يأتي الأمر «وَقَـاتِلُوهُمْ حَتَّي لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ» (الانفال، 39) ومن أجل القضاء على الفتنة والفوضى بحيث يتم بعد ذلك إزالة عوائق أئمة الكفر يتم تحرير الطبيعة الأسيرة لأهل تلك الأرض بخطاب منطقي للدين بصيغة «بلاغ مبين» و تقديمها لهم حتى يتمكن الناس أنفسهم من العثور على الوجه الحقيقي للحقيقة واختيارها بحرية «فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَ مَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ؛ (الكهف، 29) ولذلك فإن الحرب والجهاد الابتدائي ليس فرض الدين على الناس؛ بل هي معركة ضد زعماء الدول الكافرة غير المنطقيين ودعواتهم الخادعة التي لا أساس لها من الصحة، وليست مجرد فرض رأي؛ بل هو لصالح حرية الاعتقاد وإعداده.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أنه في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم والامام علي عليه السلام ظاهر الأمر لكل الجهادات كانت للدفاع عن حقوق المسلمين المنتهكة أو استردادها وغالباً تحدث بعد تلقيهم أخبار مؤامرة قومية أو طائفية، فكانوا يستعدون للحرب والهجوم.
https://telegram.me/buratha