المقالات

ال الجهاد والفقاهة من الامام محسن الحكيم الى عمار الحكيم. (1)

1678 15:42:00 2008-06-13

( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )

الحديث عن ال الحكيم سوف يقودنا بالضرورة الى الحديث عن تاريخ العراق المعاصر ولعل الباحثة سوسن هادي في دراستها عن الامام محسن الحكيم اصابت كبد الحقيقة حينما ربطت بين تاريخ العراق المعاصر وبين الامام محسن الحكيم الذي رافق نشوء تكوين الدولة العراقية الحديثة منذ الاحتلال البريطاني ,

فمنذ سنواته المبكرة انضوى تحت الوية الجهاد في الشعيبة يقود الثوار هناك مع القائ والمجتهد الحبوبي . ثم دوره الاصلاحي في مواجهة الحكومات الطائفية في العراق وصولا الى موقفه من البعثيين والذي سوف نتطرق اليه بشئ من التفصيل

ولد السيِّد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد بن حمود بن إبراهيم بن علي الطباطبائي الحكيم، أحد علماء الإمامية، في النجف الأشرف سنة 1306هـ. ، وشرع في قراءة القرآن الكريـم وهو ابن سبع سنين، ثُمَّ ابتدأ بدراسة علم النحو، ودرس المقدّمات على أخيه السيِّد محمَّد، وعلى جملة من الفضلاء.حضر الأبحاث العالية ـ الدرس الخارج ـ على فطاحل العلماء، كالشيخ محمَّد كاظم الخراساني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والميرزا محمَّد حسين النائيني، والسيِّد محمَّد سعيد الحبوبي.برز في الأوساط العلمية في النجف الأشرف، حتى أصبح سنة 1333هـ في مصاف العلماء، وعندما قاد السيِّد الحبوبي جمهور المسلمين في العراق في جبهة الناصرية ضدَّ الاحتلال الإنكليزي، استصفاه السيِّد الحبوبي لنفسه، وأولاه ثقته.توجه للتدريس بعد رجوعه من الجهاد، وسافر في سنة 1350 هـ إلى جبل عامل في لبنان، فمكث فيها، يفتي ويعظ ويرشد ويفض الخصومات، ثُمَّ رجع إلى النجف الأشرف سنة 1315هـ.اتجهت إليه الأنظار بعد وفاة السيِّد أبو الحسن الأصفهاني، وكان السيِّد البروجردي قد حلّ في مدينة قم المقدسة بإيران، فتقسمت المرجعية بين السيِّد الحكيم في النجف، والسيِّد البروجردي في قم، وبعد وفاة السيِّد البروجردي استقل بالمرجعية العامة.

قام بنشر الثقافة الدينية والعلمية عن طريق تأسيس المكتبات العامة، فأسس المكتبة المعروفة باسم «مكتبة آية اللّه الحكيم» في النجف، وهو أوّل من أسس مكتبة عامة فيها، وأنشأ لها فروعاً في العراق، وأندونيسيا، وسوريا ولبنان. له عدّة مؤلفات، منها: مستمسك العروة الوثقى، نهج الفقاهة، حقائق الأصول، شرح التبصرة، دليل الناسك، منهاج الصالحين، منتخب الرسائل، منهاج الناسكين.

قال الشيخ محمَّد هادي الأميني: «فقيه العصر، وسيِّد الطائفة، وزعيم الأمّة، كبير مراجع التقليد والفتيا».قال الزركلي: «مجتهد إمامي، نعت بالمرجع الشيعي الأعلى».ذكـرت كـتب الانساب بان عائلة آل الحكيم ينتهي نسبها الى الامام علي (ع ) بثلاثين عقباً, وكان احـد اجـداد الـسـيـد محسن الحكيم وهو السيد علي الحكيم طبيبا مشهورا في زمانه, وله كتاب في الطب اسماه (التجارب الطبية ) ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب الحكيم بمعنى الطبيب , و اصبح هذا لقبا مشهورا لهذه العائلة .

صفاته و اخلاقه: تـحـدث الشهيد محمد علي القاضي الطباطبائي عنه وقال: لم يحدث الفقيد الحكيم نفسه بالرياسة يوما من الايام, لكني وجدت الزعامة والرياسة هي التي وجدته لائقا وجديرا بها, وقد نقل لي احد مقربيه بانه لم ير السيد يوما يضحك بصوت عال, وفي اشد الاحوال التي تدعو الى الضحك وجدته مـبـتـسـمـا لا اكثر, بالاضافة الى ذلك كان رجلا فريدا من نوعه بالشجاعة في تلك الايام لا يهاب الرؤساء والسلاطين ولايتردد في اصدار الفتاوى .- كـان الـسـيد رحمه اللّه سمحا عطوفا يعامل الاخرين بلطف, ولهذا اصبح محبوبا ومهابا من قبل الجميع .- كان شديد التواضع, ولاعجب ان يجد التواضع الى تلك الروح الواسعة سبيلا.

- ومـن خصائصه الاخرى: عدم اعتماده في تامين اموره المعاشية على ما يحصل عليه من الاموال الشرعية، بل كان يعتمد على الهدايا الخاصة التي كان يرسلها اليه مقلدوه، اذ كانوا يعلمون ان السيد الحكيم لا يصرف على احتياجاته الشخصية من الاموال الشرعية .- وكـان له ايضا برنامج دقيق جدا لحياته اليومية, فهو لايفرط بالوقت, ومن عاش معه من الطلبة في النجف الاشرف يعرف جيدا متى يذهب لمواجهته وفي اي ساعة .- وكـان لـلسيد الحكيم اهتمام كبير باحياء مناسبات اهل البيت (عليهم السلام ), وبالخصوص احياء مـجالس عزاء ابي عبد اللّه الحسين (عليه السلام ), اضافة الى قيامه بالعبادات المستحبة مثل النوافل اليومية والتهجد بالليل وغير ذلك .

الامام الحكيم والاقلام البعثية:تعرض الامام الحكيم قدس سره الشريف لحملة ظالمة قادها البعثيون حينما استلموا الحكم في عام 1968 ويذكر المؤرخ العراقي السيد حسن شبر ان السيد الحكيم تعرض لاكبر ظلم من قبل البعثيين الذين حاربو الامام واولاده للقضاء على المرجعية. ابتدءت تلك الحملة ولم تنتهي فما زالت الاقلام البعثية تشن هجومها الاذع على مرجع الطائفة وامامها الاوحد دون كلل ولاتعب والمقصود هو النيل من الفكر الشيعي لا غير .

ان الاساليب البعثية التي يتبعها رجال المخابرات لم تعد خافية على العراقيين الذين يعرفون جيدا من هو الامام الحكيم صاحب اليد الطولى في ارساء الثقافة الاسلامية. فهو الذي رعى الحركة الاسلامية بكافة فصائلها في الوقت الذي كانت الكلمة الاسلامية محرمة وعلى تعبير السيد مرتضى العسكري كنت في بغداد ورايت الكلاب السائبة في المساجد ولم ارى الا الشيبة يرتادون هذه المساجد .

 وما ان ثنيت الوسادة للامام الحكيم حتى ارتفعت راية الاسلام خفاقة واصبح صوت الدعاة عاليا ونظمت الحملات الدينية والبرامج التي تحي ولادات الائمة عليهم السلام . وليس هذا بل تعدى اثر الامام الحكيم الى الوقوف بجانب كل المظلومين في الارض فبعث برسالة الى جمال عبد الناصر يطلب فيها ايقاف تنفيذ احكام الاعدام بسيد قطب وعبد القادر عودة في الوقت الذي اختفت اصوات الاخرين.

وحينما قاد عبد السلام عارف حملته الشهيرة ضد الاكراد وقف الامام الراحل سيد محسن الحكيم ضد هذا التوجه واصدر فتوى تحرم قتال الاكراد. في الوقت الذي افتى الزهاوي مفتي بغداد بجواز قتل الاكراد لانهم بغاة. هذه المواقف هي التي تثير اعداء العراق وتجند الكتاب لينالوا من الامام الحيكم قدس الله نفسه الزكية من خلال تلفيق الاكاذيب وكان التاريخ غير مدون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نبيل العابد
2008-06-14
كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها وإن صح التعبير فأهل العراق أدرى برجالاتها، وتاريخ جهاد أفراد هذه الأسرة الكريمة غنية عن التعريف بين هذه السطور ولا يسع المجال لذكرها والعالم العربي والغربي يعرف تماماً نضالهم ورفضهم لكل أولوان الظلم أينما يكون، ما أود بيانه هنا نظرا لعنوان المقال الجهاد والفقاهة من الامام محسن الحكيم الى عمار الحكيم حقيقة يتمتع السيد عمار الحكيم بمزايا القائد المحنك والأسلوب الرائع في إدارة المشروع السياسي في ربوع العراق وهذا ما ألمسه في اجتماعاته في المحافل السياسية وطرحه لقضايا وهموم الشعب أمام الحكومة لتأخذ مجراها نحو التفعيل. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ سماحة السيد ونرى فيه الإمام المجدد والمحلص لمعاناة شعبه والأمة الإسلامية,
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك