المقالات

هابيل العراق وقابيل الجوار

1295 15:00:00 2008-06-13

( بقلم : ميثم المبرقع )

لا أدري ما هي اسرار هذا الترابط الوثيق والتجاذب القهري بين التطورات العراقية والواقع العربي والاقليمي كما لا اعرف الغاز الترابط بين استقرار العراق وانهيار امن المنطقة واهتزاز حكوماتها. كل ما حدث في العراق من تطورات على مستوى التغيير الكبير في التاسع من نيسان 2003 وما أعقبه من انتخابات وتصويت على الدستور كان المحيط العربي والاقليمي متوجساً مما حصل ويحصل بل كان يهمه كل ما يدور في العراق فكان دستورنا يناقش في اورقة وزارات الخارجية العربية والاقليمية وكانت نتائج الانتخابات تؤرق وتقلق اصحاب القرار الاقليمي والعربي بل حتى ترشيح وزير سياسي لوزارة الداخلية لحكومة منتخبة يواجه بمعارضة عربية شديدة وتدخلات سافرة في شؤوننا.

بل حتى مرشحي رئاسة الوزراء في العراق لابد ان يحظى باهتمام واحترام الجوار الاقليمي والعربي!بدأنا نناقش اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية ونقرأ بنودها فانفجر الجوار الاقليمي والعربي غضباً وعتباً على هذه الاتفاقية رافضاً لها قبل الاطلاع على مضامينها بينما هم لديهم عشرات الاتفاقات الدولية والامنية!.والملفت ان قادة سياسيين مقاومين للصهاينة الغاصبين نكن لهم الاحترام والتقدير تدخلوا في شؤوننا ونصبوا انفسهم علينا اوصياء وقيمين بينما هم يتفقون مع اسرائيل لاستعادة اسير واحد فقط ونحن وطننا كله اسير الارهاب والقوى الظلامية! بينما لم يتدخل جميع اشقائنا واصدقائنا الاقليميين والدوليين في كوارثنا بل اعتبروا ان ما حدث في حلبجة والانفال هو شأن عراقي داخلي!

ولم يذرفوا دمعة واحدة على مذابح اطفالنا في الاهوار وجرائم الانفال احتراماً لتعهداتهم السياسية بعدم التدخل في الشأن العراقي واستفزاز مشاعر صدام المقبور. واليوم يتباكون ويتصارخون على عملية مفبركة افتعلتها زمر الارهاب حول مسرحية صابرين الجنابي ولم يطيقوا صبراً على صابرين، ولم يتحملوا تفتيش مسجد تحول الى مستودع للاحزمة الناسفة واعتبروا ذلك انتهاكاً صارخاً لدور العبادة وعمل طائفي لا يمكن السكوت عليه لكنهم لم ينبسوا ببنت شفه على استهداف مرقد الامام الحسين في كربلاء وقتل المتحصنين به من ثوار انتفاضة شعبان عام 1991لانه شان داخلي محض!.

قتل قابيل المصالح الاقليمية هابيل عراق السلام وتمادى قابيل ليمنعنا من البكاء على هابيل معتبراً ان ذلك البكاء والعويل تدخلاً في شؤون اصدقائنا واشقائنا ويزعجهم صراخنا ويعكر هدوءهم. لدى اشقائنا واصدقائنا عشرات الاتفاقات الامنية والسياسية الدولية واغلبها سرية بينما يتدخلون في اتفاقية علنية مع واشنطن لتقنين علاقتنا وتواجد قواتهم في بلادنا وقبل ان يطلعوا عليها ويناقشوا بنودها رفضوها واتهموا من يناقشها بالعمالة والخيانة والكفر!

والمفارقة المؤلمة ان قائد قوات متعددة الجنسيات في العراق قال تعقيباً على التفاهم العراقي الايراني بان اية اتفاقيات امنية وتفاهمات عراقية مع ايران شأن داخلي فلماذا لا يقتدي اشقاؤنا العرب والمسلمون بهذا الجنرال المتحضر ويعتبرون ويعتبرون أي اتفاقية بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية شأن داخلي ايضاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك