المقالات

المال العام حق لا يجوز الاعتداء عليه


الشيخ محمد الربيعي ||

 

يُقصد بالمال العام جميع ما يخص الدولة من أموال منقولة و عقارات خُصصت للمنفعة العامة ، و هي تشمل بذلك النقود ، و الأراضي ، و المصانع ، و المعدّات ، و الأدوات ، و المقتنيات ، و الموارد الطبيعيّة ، و المعالم الأثريّة ، و ما إلى ذلك ، و يُعتبر المال العام ركيزة أساسية من ركائز نهضة و نمو أي شعب من الشعوب ، فهذه الأموال ملك لكل المواطنين الذين يعيشون على أرض الوطن دون استثناء .

 تُعتبر صيانة المال العام أمانة في عنق كل مواطن يتحتّم المحافظة عليها في ظل ما نراه من تفريط فيه ، حيث تتعدد صور هذا التفريط في المجتمعات ، فالاختلاسات التي تحدث في بعض المؤسسات بغير حق ، و سرقة الأموال العامة ، و العبث بالمرافق التي خصصتها الدولة لخدمة الشعب ، و الإسراف في الموارد الطبيعية كالماء و الكهرباء التي تكلّف الدولة ما لا تحتمله من نفقات هي من أشكال التفريط في المال العام ، و هي من الأمور التي حرّمها الله تعالى حين قال: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ]، فيما يكون حلّ هذه المشكلة في زيادة الوعي لدى المواطنين منذ نعومة أظافرهم ، عن طريق بث القيم الحميدة بينهم، و تنبيههم إلى خطورة الإقدام على انتهاك حرمة الممتلكات العامة ، كما ويجب على الدولة تشديد العقوبات على كل من تسوّل له نفسه بالإضرار بالمال العام بأي و سيلة كانت ، بالإضافة إلى تولية خيار الناس و تقاتهم المناصب الإداريّة في الدولة لضمان محافظتهم على أموالها و التصرّف فيها بإخلاص ومسؤولية .

إنّ حفظ المال العام من العبث ، و عمليات التخريب مسؤولية وطنية ، و أولوية دينية ، و قيمة أخلاقية تُظهر مدى رقي الشعب و تقدمه ، فكلما كان الشعب أكثر تحضُّراً حافظ على المال العام باعتباره مالاً خاصاً لكل فرد فيه ، لهذا يبنغي الاهتمام بالثروات الوطنية ، و المال العام حتى يصيب الخير جميع المواطنين الذين ساهموا في بناء وطنهم بعرقهم ، و عرق آبائهم ، و أبنائهم من بعدهم .

ان من سبل حماية المال العام إصدار القوانين التي تُجرِّم انتهاك هذه العموميَّة ، و تضع العقوبات المناسبة ضدَّ كل من تسوِّل له نفسه التصرف في المال العام لمصلحته الشخصيَّة ، و تكون أبسط هذه العقوبات بفرض غرامات ماليَّة معيَّنة ، مروراً بالحرمان الوظيفيّ و وصولاً إلى السجن و ذلك حسب طبيعة هذا الانتهاك أو التصرُّف في المال العام ، ومن هذه السبل أيضاً تفعيل مؤسّسات الرقابة و مكافحة الفساد الإداريّ ، و منحها الحصانة الإعلاميَّة المناسبة دون ملاحقة أو مضايقة أو تعطيل لعملها.

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك