المقالات

دور المرجعية الدينية في حفظ وحدة العراق

2213 06:10:00 2008-06-12

( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )

منذ نشاة الحوزة العلمية في العراق في عهد شيخ الطائفة الطوسي 448 للهجرة المباركة على اثر فتنة السلاجقة وهجرته للنجف الاشرف اظلعت المرجعية الدينية بدور ريادي كبير في حفظ وحدة التراب العراقي ووحدة الشعب الى جانب الحفاظ على نشر العلم وتخريج العلماء. واستمر هذا الدور حتى بات جزء من تراث المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف. اما في تاريخ العراق المعاصر فقد لعبت المرجعية الدينية دورا كبيرا في العراق بدء من ثورة العشرين التي قادها زعماء الحوزة العلمية.

وعلى مدى السنوات التالية كانت المرجعية صمام الامان للعراق. ولوحدته التليدة. ولعل مرجع الطائفة الاعلى السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف كان السباق لوضع اللبنات الاساسية لهذا التوجه وجاء من بعده الامام الشهيد الصدر وزعيم الطائفة السيد ابو القاسم الخوئي وكلاهما سار على درب الامام الحكيم في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وحفظ وحدة العراق . الا ان الدور الابرز للمرجعية الدينية تجلى بوضوح بزعامة الامام السيد علي الحسيني السيستاني في حفظ وحدة العراق ووحدة الشعب العراقي خاصة وان العراق شهد دخول قوات احتلال بجيوش جرارة وتقنيات حديثة. ورغم الضجيج والعجيج الذي اثاره اعداء العراق . كان لسماحته موقفا مشرفا في كيفية التعامل مع هذه المحنة حتى اثار اعجاب العدو قبل الصديق . فمن دعوة الامة الى ضرورة انتخاب جمعية وطنية الى دعوة الامة للمساهمة في كتابة دستورها بيدها الى ومعالجة الازمات الخانقة التي عصفت بالبلاد بعد احداث سامراء الى الموقف الوطني من الاتفاقية الامنية مع امريكا. اثبتت المرجعية الدينية حرصها لا على العراق فحسب بل والسهر على مصالح الامة ومتابعتها بشكل يومي حتى كانها تعيشها يوميا كما يقول نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي حينما تشرف بزيارة المرجعية الدينية قال وجدتها محيطة بكافة شؤون العراق ولمست الحرص فيها. هذا الارث التاريخي للمرجعية الدينية في حفظ الامة يتجلى اليوم بوضوح كامل كيف انها دعت الساسة العراقيين بكافة توجهاتهم السياسية الى تحقيق الاجماع الوطني للوقوف بوجه هذه الاتفاقية .

كما انها اعلنت ان سيادة العراق والحفاظ على الدم العراقي واحترام الشخص العراقي خطوط حمر يجب ان يتفهما المفاوض العراقي ويعمل وفقها. وبعد ذلك انتقاداتها التي اصبحت مستمرة للاداء الحكومي حتى بات العراقيون من مختلف الطوائف والمذاهب يستمعون لخطبة معتمد المرجعية الدينية في كربلاء ويثنون على دور المرجعية في نقد الحكومة . ورغم هذا الدور الكبير والخطير لمرجعية النجف الاشرف الا اننا نسمع بين الحين والاخر اصوات نشازا تحاول النيل من دور المرجعية الشريف ولعلنا نتذكر جيدا ان البعثيين ومن ولاهم هم من يرفعون عقيرتهم بهذا الشان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك