( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
منذ نشاة الحوزة العلمية في العراق في عهد شيخ الطائفة الطوسي 448 للهجرة المباركة على اثر فتنة السلاجقة وهجرته للنجف الاشرف اظلعت المرجعية الدينية بدور ريادي كبير في حفظ وحدة التراب العراقي ووحدة الشعب الى جانب الحفاظ على نشر العلم وتخريج العلماء. واستمر هذا الدور حتى بات جزء من تراث المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف. اما في تاريخ العراق المعاصر فقد لعبت المرجعية الدينية دورا كبيرا في العراق بدء من ثورة العشرين التي قادها زعماء الحوزة العلمية.
وعلى مدى السنوات التالية كانت المرجعية صمام الامان للعراق. ولوحدته التليدة. ولعل مرجع الطائفة الاعلى السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف كان السباق لوضع اللبنات الاساسية لهذا التوجه وجاء من بعده الامام الشهيد الصدر وزعيم الطائفة السيد ابو القاسم الخوئي وكلاهما سار على درب الامام الحكيم في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وحفظ وحدة العراق . الا ان الدور الابرز للمرجعية الدينية تجلى بوضوح بزعامة الامام السيد علي الحسيني السيستاني في حفظ وحدة العراق ووحدة الشعب العراقي خاصة وان العراق شهد دخول قوات احتلال بجيوش جرارة وتقنيات حديثة. ورغم الضجيج والعجيج الذي اثاره اعداء العراق . كان لسماحته موقفا مشرفا في كيفية التعامل مع هذه المحنة حتى اثار اعجاب العدو قبل الصديق . فمن دعوة الامة الى ضرورة انتخاب جمعية وطنية الى دعوة الامة للمساهمة في كتابة دستورها بيدها الى ومعالجة الازمات الخانقة التي عصفت بالبلاد بعد احداث سامراء الى الموقف الوطني من الاتفاقية الامنية مع امريكا. اثبتت المرجعية الدينية حرصها لا على العراق فحسب بل والسهر على مصالح الامة ومتابعتها بشكل يومي حتى كانها تعيشها يوميا كما يقول نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي حينما تشرف بزيارة المرجعية الدينية قال وجدتها محيطة بكافة شؤون العراق ولمست الحرص فيها. هذا الارث التاريخي للمرجعية الدينية في حفظ الامة يتجلى اليوم بوضوح كامل كيف انها دعت الساسة العراقيين بكافة توجهاتهم السياسية الى تحقيق الاجماع الوطني للوقوف بوجه هذه الاتفاقية .
كما انها اعلنت ان سيادة العراق والحفاظ على الدم العراقي واحترام الشخص العراقي خطوط حمر يجب ان يتفهما المفاوض العراقي ويعمل وفقها. وبعد ذلك انتقاداتها التي اصبحت مستمرة للاداء الحكومي حتى بات العراقيون من مختلف الطوائف والمذاهب يستمعون لخطبة معتمد المرجعية الدينية في كربلاء ويثنون على دور المرجعية في نقد الحكومة . ورغم هذا الدور الكبير والخطير لمرجعية النجف الاشرف الا اننا نسمع بين الحين والاخر اصوات نشازا تحاول النيل من دور المرجعية الشريف ولعلنا نتذكر جيدا ان البعثيين ومن ولاهم هم من يرفعون عقيرتهم بهذا الشان.
https://telegram.me/buratha