المقالات

الديمقراطية بين الإيمان بآلياتها أو بها..!

1093 2023-07-18

قاسم العجرش ||

 

qasim_200@yahoo.com

 

 من المؤكد أن الإنتخابات المحلية القادمة؛ لن تغير المعادلة بشيء يذكر، وهي كما هو معلوم إنتخابات محلية، تعنى بمجالس المحافظات، هذه الحلقة الزائدة في معادلة الحكم، والتي حذفناها من قاموس العملية السياسية العراقية لعدة سنوات، دون أن يحدث ما يعكر صفو ديمقراطيتنا المفصلة على قياس المحتل الأمريكي..

لقد تعود المواطنون على اختيار مرشحيهم ،على أسس بعيدةP عن كونهم قادرين على تلبية مصالحهم ، وأصبح نجاحهم أو فشلهمK هو الآخر لا علاقة له بكفاءاتهم، لأنها لم تكن أصلا معيارا لاختيارهم من قبل المواطن.

إن نجاح مرشح ما في هذه الظرفية، لا يعطي أية دلالة على كونه هو الأمثل، على الرغم من  أن هنالك من سيفرح ويمرح،  لنجاحه ومن سيكتئب و يحزن في الطرف المنافس له.

هذا كله لا يعني بأننا لا حظ لنا في أن نجد "المستبد العادل"،  الذي قد ينقذنا لكننا لم نتخذ له سبيلا.

إن تكلفة الإتستحقاقات الديمقراطية، التي تزيد الأزمة عمقا في بلد مضطرب كالعراق،  تسوده قيم الشعبوية والجهل والغبن باهظة جدا. وهذا الأمر سنعيشه بعد سنة او اكثر فى الإنتخابات النيابة القادمة، التي ستواجه هي الأخرى مشكلات لا حصر لها، أولها التشكيك بشرعيتها ومشروعيتها، وعدم الإعتراف بمخرجاتها من قبل طيف سياسي واسع، وسنسمع مطالبات جدية بعدم الإعتراف بها، وسيلقى ذلك صدى دوليا بالتأكيد، خصوصا ان "دولة كوردستان" باتت في الفق المنظور!

قبل الشروع بالإعداد للإنتخابات المحلية، التي ستؤسس للإنتخابات النيابية القادمة، والتي تعد تمرينا عليها، كان من الأجدر بنا، أن نقف وقفة جادة، لتقييم هذا المشهد الكاريكاتوري المكلف، المسمى بالديمقراطية، التي لم تسهم على مدى عشرين سنة، في تطوير وتنمية بلادنا، ولعل استغلال الأموال الضخمة التي تصرف على الإنتخابات، ما يغنينا عن الإقتراض الخارجي، إن تم إنفاقها حقا في التعليم  الصحة والبنية التحتية.

أليس من الأجدر بنا؛ أن نطالب بانخراط الأحزاب السياسية، والمثقفين والفاعلين السياسيين والسلطة، في بناء أسس تمكن المواطن؛ من المشاركة الجادة في الديمقراطية الحقيقية، بعيدا عن إنتاج أوضاع سياسية مضطربة على الدوام، نحاول أن نلوكها باسناننا، فنكتشف أنها لحوم غير مطهية جيدا..!

نحن اليوم أمام تحد كبير، خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار، بقاء الإحتلال الأمريكي الأطلسي جاثما على صدورنا، والمشاكل السياسية والأمنية المستعصية في المنطقة، وفي المناطق المؤثرة في منطقتنا، وانعكاسات تراكمات الحكامة السيئة، التي خلفتها الأنظمة السابقة على نمو بلادنا.

كلام قبل السلام:  نتطلع إلى اختيارات سياسية شجاعة، قد تحدث قفزة نوعية في مسار ديمقراطيتنا البائسة، توصلنا بها إلى برِّ الأمان، خصوصا إذا أعترفنا أننا شعب لا يحب الديمقراطية، ويقوده ساسة لا يؤمنون بالديمقراطية، بل يؤمنون بآلياتها، لآنها توصلهم الى السلطة وحسب، وهذا هو المطلوب عندهم، وعند هذا الحد فقط، تنتهي علاقتهم بالديمقراطية..!

سلام..

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك