المقالات

الديمقراطية بين الإيمان بآلياتها أو بها..!

922 2023-07-18

قاسم العجرش ||

 

qasim_200@yahoo.com

 

 من المؤكد أن الإنتخابات المحلية القادمة؛ لن تغير المعادلة بشيء يذكر، وهي كما هو معلوم إنتخابات محلية، تعنى بمجالس المحافظات، هذه الحلقة الزائدة في معادلة الحكم، والتي حذفناها من قاموس العملية السياسية العراقية لعدة سنوات، دون أن يحدث ما يعكر صفو ديمقراطيتنا المفصلة على قياس المحتل الأمريكي..

لقد تعود المواطنون على اختيار مرشحيهم ،على أسس بعيدةP عن كونهم قادرين على تلبية مصالحهم ، وأصبح نجاحهم أو فشلهمK هو الآخر لا علاقة له بكفاءاتهم، لأنها لم تكن أصلا معيارا لاختيارهم من قبل المواطن.

إن نجاح مرشح ما في هذه الظرفية، لا يعطي أية دلالة على كونه هو الأمثل، على الرغم من  أن هنالك من سيفرح ويمرح،  لنجاحه ومن سيكتئب و يحزن في الطرف المنافس له.

هذا كله لا يعني بأننا لا حظ لنا في أن نجد "المستبد العادل"،  الذي قد ينقذنا لكننا لم نتخذ له سبيلا.

إن تكلفة الإتستحقاقات الديمقراطية، التي تزيد الأزمة عمقا في بلد مضطرب كالعراق،  تسوده قيم الشعبوية والجهل والغبن باهظة جدا. وهذا الأمر سنعيشه بعد سنة او اكثر فى الإنتخابات النيابة القادمة، التي ستواجه هي الأخرى مشكلات لا حصر لها، أولها التشكيك بشرعيتها ومشروعيتها، وعدم الإعتراف بمخرجاتها من قبل طيف سياسي واسع، وسنسمع مطالبات جدية بعدم الإعتراف بها، وسيلقى ذلك صدى دوليا بالتأكيد، خصوصا ان "دولة كوردستان" باتت في الفق المنظور!

قبل الشروع بالإعداد للإنتخابات المحلية، التي ستؤسس للإنتخابات النيابية القادمة، والتي تعد تمرينا عليها، كان من الأجدر بنا، أن نقف وقفة جادة، لتقييم هذا المشهد الكاريكاتوري المكلف، المسمى بالديمقراطية، التي لم تسهم على مدى عشرين سنة، في تطوير وتنمية بلادنا، ولعل استغلال الأموال الضخمة التي تصرف على الإنتخابات، ما يغنينا عن الإقتراض الخارجي، إن تم إنفاقها حقا في التعليم  الصحة والبنية التحتية.

أليس من الأجدر بنا؛ أن نطالب بانخراط الأحزاب السياسية، والمثقفين والفاعلين السياسيين والسلطة، في بناء أسس تمكن المواطن؛ من المشاركة الجادة في الديمقراطية الحقيقية، بعيدا عن إنتاج أوضاع سياسية مضطربة على الدوام، نحاول أن نلوكها باسناننا، فنكتشف أنها لحوم غير مطهية جيدا..!

نحن اليوم أمام تحد كبير، خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار، بقاء الإحتلال الأمريكي الأطلسي جاثما على صدورنا، والمشاكل السياسية والأمنية المستعصية في المنطقة، وفي المناطق المؤثرة في منطقتنا، وانعكاسات تراكمات الحكامة السيئة، التي خلفتها الأنظمة السابقة على نمو بلادنا.

كلام قبل السلام:  نتطلع إلى اختيارات سياسية شجاعة، قد تحدث قفزة نوعية في مسار ديمقراطيتنا البائسة، توصلنا بها إلى برِّ الأمان، خصوصا إذا أعترفنا أننا شعب لا يحب الديمقراطية، ويقوده ساسة لا يؤمنون بالديمقراطية، بل يؤمنون بآلياتها، لآنها توصلهم الى السلطة وحسب، وهذا هو المطلوب عندهم، وعند هذا الحد فقط، تنتهي علاقتهم بالديمقراطية..!

سلام..

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك