المقالات

إنهم يكرهون الانتخابات

1121 14:44:00 2008-06-10

( بقلم : سهيل أحمد بهجت )

كـــان العراق في الماضي و تحديدا في عهد البعث المجرم، غارقا في خضم ثقافة و هيمنة فكرة الوحدة ذات المضمون السلبي، فالرأي واحد و كذلك الحزب و الانتماء إلى الطائفة و القومية و كل هذا في سبيل الدكتاتور الذي يعتبر نفسه "ظل الله على الأرض" و بالتالي فكل من يعارضه يستحق الفناء و الإفناء و الإبادة، و الآن و قد حل نظام التعدد و الديمقراطية الذي لا يجوز تغييره حتى لو أصبح كل العراقيين أو غالبيتهم مؤمنين بالقومية أو الإسلام السياسي، لأن النظام الطبيعي ينظر إلى الحقوق و الحريات على أنها "مقدسة" بذاتها و لا تستمد قدسيتها من دين أو حكومة أو حزب.

لكن للأسف فإن هناك من بين الأحزاب القومية و الدينية من يكره الانتخابات و ينظر إلى كل انتخابات قادمة، سواء كانت انتخابات مجالس محافظات أو انتخابات عامة، و كأنها لحظة الحكم بالإعدام على الحزب و زعيمه الذي لا شريك له، فكل حزب يتلكأ الآن في الذهاب إلى الانتخابات في العراق فهو يفعل ذلك لا لحسابات سياسية و انتخابية كما قد يظن البعض، خصوصا و أننا سمعنا عن أحزاب ترفض إقامة انتخابات مجالس المحافظات في كل العراق، لأنها ببساطة أحزاب تعتاش على الإدارة و هي تنظر دوما إلى الحكم على أنه "غنيمة" يجب العضّ عليها بالنواجذ.إن العراق ككل من أقصاه إلى أقصاه بحاجة إلى تغيير في مجالس المحافظات التي ينخر فيها الفساد و الرشوة و كسل الإدارة، و طبيعي أن محافظ أي مدينة يعيش في بحبوحة و ضامنا الكرسي بفضل الحزب المناضل و شهداءه، سوف لن يهتم للمواطن و معاناته و يروج بشكل طبيعي بين المواطنين فكرة "أن المناصب هي قسمة الله على عباده" أو أنه يستحق المنصب لأنه ضحى أيام ثورة "عم يكحلها عماها"!! و هو مناضل و مجاهد عريق.

الآن لا قيمة لكل هذه التخرصات، فأصحاب التضحية لم يضحوا منتظرين نفوذا و سلطة كمقابل عن تضحيتهم، اللهم إلا أن يحصلوا على حقوقهم ككل المواطنين الآخرين، و التضحية إنما تمت إما لوجه الله أو من أجل الشعب أو من أجل كليهما، و حينما يأتي إبن الشهيد و المناضل عبر الانتخابات الحرة و النزيهة فهو مُرحّب به بالتأكيد، لكن المشكلة هي أن هناك طرفا حزبيا دوما يريد تجاوز الاستحقاق الانتخابي و الشعبي بحجة "التضحية" و هذا ما لا يختلف بتاتا عن الابتزاز و الرشوة و الفساد الإداري، بل هو أسوأ لأنه متاجرة بأرواح و دماء أريقت من أناس حلموا بمستقبل أفضل لأبناء شعبهم، لكن ما نراه على الساحة ـ الأحزاب القومية تحديدا ـ هو أنهم ينهشون دماء عوائل المضحين و في الوقت نفسه يريدون الحكم باسمهم. نرجوا من البرلمان العراقي أن يقرّ الانتخابات لكل العراق و بالقائمة المفتوحة و إلا فإنهم يغدرون بالمواطن و يريدون المتاجرة بمعاناته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك