( بقلم : كريم النوري )
الاتفاقية المفترضة بين واشنطن وبغداد كانت الاكثر حضور والاشد اثارة في الواقع العراقي الراهن.هذه الاثارات والتصريحات تعكس واقعاً مهماً تجدر الاشارة اليه وهو ان العراق غادر الكواليس المعتمة والغرف المظلمة والصالات المغلقة لصناعة القرارات والاتفاقيات.
وغادر العراق الجديد أيضاً سياسية السرية والتعتيم وتغييب الشعب عن قراراته المصيرية وقضاياه الاساسية وهو ما يدعو الى الفخر والاعتزاز وان كان بعض المبتدئين والطارئين على السياسة قد استغلوا هذا الواقع استغلالاً سيئاً وحاولوا المزايدات وتشويه الاخرين بدوافع سياسية ومواقف مسبقة ومبيتة.المرجعية الدينية اعلنت موقفها بوضوح ووضعت شروطاً لحماية سيادة واستقلال العراق وطالبت القيادات السياسية بالتريث والحرص الشديد على التعامل مع مثل هذه الاتفاقية.
وموقف منظمة بدر والقوى السياسية الفاعلة كان بمستوى المسؤولية والحرص والتعقل فقد اعلنت موقفها بعد دراسة مستفيضة ومتانية وتشخيص زوايا الخلل والخطر في بنود الاتفاقية المفترضة.بينما وجدنا حشوداً من المزايدين ظهروا يتصارخون ويتباكون على استقلال العراق وسيادته ويطالبون بتحريره من اتفاقية (الاحتلال والهيمنة) وهم لم يراجعوا او يقرأوا بنودها ولم يعلموا بمضمونها بل غاية ما علموا عنها انها تتعلق بتقنين العلاقة بين العراق وامريكا.
المهم ان الطرف الاخر من المعادلة وهم الامريكان تعاملوا مع التحفظات والاعتراضات العراقية بروح من التفهم والشفافية ولن يروا ان الموقف العراقي الرافض مستفز لهم. مواقفنا الوطنية من كل قضية مصيرية تمس سيادتنا واستقلالنا ووحدة العراق ارضاً وشعباً لا يمكن فيها المزايدات او الاتهامات.فلا يزايدنا الاخرون بالوطنية والاخلاص للعراق الحبيب فان الاخلاص الحقيقي ليست بالشعارات البراقة واللافتات الخادعة بل الاخلاص والوطنية والتأريخ الجهادي والانتماء الاصيل والمشاركة الفاعلة والدفاع الحقيقي عن الوطن وتحمل مسؤولية المواجهة.
https://telegram.me/buratha