( بقلم : لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية)
في خطوة استفزازية ليست الأولى من نوعها , أصدرت ( المؤسسة الدينية السعودية ) بياناً وقعه اثنان وعشرون شيخاً من موظفيها وعلى رأسهم عبد الله بن جبرين وعبد الرحمن البراك وناصر العمر يهاجمون فيه المواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية وينالون من مذهب أهل البيت عليهم السلام والتشكيك في عقائدهم , كما يخبئ هذا البيان بين طياته تحريضاً على استخدام العنف والكراهية ضد شيعة الجزيرة العربية حيث وصف البيان الطائفة الشيعية بـ " شر طوائف الأمة وأشدهم عداوة وكيداً ".
وتأتي خطورة هذا البيان في وقت تمر فيه المنطقة بأزمة سياسية وأمنية حادة مما يجعله دعوة لوضع أبناء الطائفة الشيعية في موقف حرج جداً وهدفاً سهلاً للمتصيدين في الماء العكر للنيل منهم والنيل من أمن الوطن ووحدته .ويبدو أن هذا البيان هو رد على الاجتماع الذي عقد في الخامس والعشرين من هذا الشهر في مدينة جدة برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي وبحضور ثمانية فقهاء إسلاميين يمثلون المذاهب الإسلامية الرئيسية والذي مثل فيه الطائفة الشيعية آية الله محمد علي التسخيري , حيث اتفق فيه العلماء الذين حضروا ذلك الاجتماع على نبذ التعصب والفكر التكفيري وحرموا دماء أتباع جميع المذاهب وأعراضهم وأموالهم كما أقروا بأن هذه المذاهب جميعاً تؤمن بالدين الإسلامي , كما نددوا " بالجرأة على التكفير والفتوى من غير المؤهلين، الذين يلقون الأحكام جزافاً من دون مستند شرعي أو دليل. "
ومن الملاحظ بان هذه الخطوة التي بادرت إليها مؤسسة آل سعود الدينية غير بعيدة عن تحريض ودعم ومباركة النظام السعودي الذي يمارس سياسة التمييز الطائفي البغيضة تجاه أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام والذي يكن لهم الحقد والكراهية , وتجنباً للتصريح بذلك فانه يوعز إلى وعاظه أمثال بن جبرين والبراك لبث سمومه وحقده على مواطني شبه الجزيرة العربية الشيعة وكأنهم دخلاء على هذا البلد متناسياً العضو الشاذ ( عائلة آل سعود ) في الجسم الناصح للجزيرة العربية .
لقد سبق للجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية أن أصدرت عدة بيانات حذرت فيها من خطورة السياسة التي يتبعها النظام السعودي وكذلك من السلوك الغير أخلاقي ( للمؤسسة الدينية السعودية ) اللذان سيؤديان بدون شك إلى زيادة القمع والإرهاب الحكومي تجاه الشيعة في البلاد , كما تحذر من نتائج السلوك الطائفي للنظام السعودي لأن ذلك من شانه أن يزيد من تفاقم الحالة الأمنية وتكريس حالة التمييز بين المواطنين على أسس مذهبية وتعميق العداء والبغض للمواطنين الشيعة والقضاء على وحدة الصف والانسجام بين المواطنين.
ان ما يمارسه النظام السعودي وبصفاقة من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان هو خطوة جريئة منه لتحدي المجتمع الدولي والذي لم يضطلع وللأسف الشديد بمسؤولياته في الوقوف ضد انتهاكات النظام الخطيرة لحقوق الإنسان ويبدو بأنه يتجاهل نداءات المنظمات المحلية والدولية حفاظاً على المصالح المشتركة مع النظام .
تدعو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية مراجع الدين العظام والعلماء الأعلام للتنديد بممارسات النظام السعودي ومؤسساته الدينية التي تؤدي إلى إشاعة الفرقة ما بين المسلمين وبين أبناء البلد الواحد ووضع حد لسياسات النظام الطائفية التي ترقى إلى مستوى الإرهاب الحكومي بحق المواطنين.
كما تدعو اللجنة الحكومات المرتبطة مع النظام السعودي بمعاهدات اقتصادية أو أمنية إلى التقيد بالتزاماتها الدولية لمنع جميع أشكال الهجمات والتهديدات الطائفية الموجهة ضد الشيعة من قبل مسؤولي النظام أو من مؤسساته القمعية المتسترة باسم الدين.
نص بيان المؤسسة الدينية السعودية مذيل بأسماء 22 شخصية من علماء الوهابية(( اعرفوهم واحذروهم ))بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين ...أما بعد ، فهذا بيان بحقيقة الشيعة [ الرافضة ] فإنها الطائفة التي نبتت في جسم الأمة الإسلامية منذ عهود متطاولة بفعل بعض اليهود ، وقد قام مذهبهم أولاً على أصلين :1 ) الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته من فاطمة رضي الله عنهم .2 ) بغض جميع الصحابة إلا قليلاً منهم وهم في هذا الغلو وفي هذا البغض متفاوتون ، فمنهم من يؤلّه علياً رضي الله عنه ، وسلف هؤلاء السبئية الذين حرّقهم علي رضي الله عنه بالنار ومنهم القائلون بعصمة علي رضي الله عنه ، والأئمة من بعده .
ثم منهم من يكفر جمهور الصحابة رضي الله عنهم ، ويزعم أنهم ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يفسقهم ويقول إنهم ظلموا بمبايعة أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة لأنهم يزعمون أن علياً رضي الله عنه هو الوصي بولاية الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الصحابة رضي الله عنهم كتموا الوصية واغتصبوا علياً رضي الله عنه وأهل البيت حقهم في الأمر ، وهؤلاء كلهم يتدينون بسب الصحابة رضوان الله عليهم خصوصاً أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، وقد كانت بداية هؤلاء في عهد علي رضي الله عنه ، ولهذا صح عنه رضي الله عنه أنه قال : " لا أوتى بمن يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ".
ومن أصولهم ما يُعرف عندهم بالتقيّة ؛ الذي حقيقته النفاق بإخفاء باطلهم ، فيظهرون خلاف ما يبطنون . وشرُّ طوائفهم الباطنية كالإسماعيلية والنصيرية ، وكانوا يعرفون قديماً بالقرامطة ، وكان من زعمائهم أبو سعيد الجنّابي في بلد القطيف وهو الذي عاث هو وحزبه في الأرض فساداً ، وكانوا يقطعون الطريق على الحجاج بالقتل والنهب . وجاءوا إلى مكة سنة / 317هـ / فقتلوا الحجيج ورموهم في بئر زمزم ، وقلعوا باب الكعبة وقلعوا الحجر الأسود ، وحملوه إلى بلدهم القطيف وبقي عندهم ثنتين وعشرين سنة .
ومنهم دولة الفاطميين بمصر الذين قال فيهم بعض أهل العلم إنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض .والشيعة الروافض هم الذين أحدثوا في الأمة شرك القبور فبنوا على قبور أئمتهم القباب والمعابد التي يسمونها المشاهد وعمروها بأنواع الشرك والبدع فهم يطوفون بتلك القبور ويصلون عندها ويحجون إليها ويستغيثون بأصحابها من قرب وبعد ، ولا سيما في الشدائد ، فكان شركهم أغلظ من شرك الذين قال الله فيهم [ فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله ملخصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ] فالرافضة يشركون في الرخاء والشدة ، وقد سرى داء القبورية منهم إلى طوائف من الصوفية .
ومن خرافات الشيعة الرافضة اعتقادهم أن الإمام الثاني عشر عندهم وهو محمد بن الحسن العسكري الذي يزعمون أنه دخل سرداب سامراء وهو ابن خمس أو ست سنين ، وذلك سنة [ 256 هـ ] وأنه لم يزل حياً ، وهم ينتظرون خروجه ، ويدعون بذلك فإذا ذكروه قالوا عجل الله فرجه وهو المعروف عندهم بالإمام المنتظر ، والمهدي المنتظر . فهذه أصول مذهب الرافضة مع ما دخل عليهم من أصول الخوارج والمعتزلة .وبهذا يتبين أن طائفة الشيعة الرافضة شر طوائف الأمة وأشدهم عداوة وكيداً لأهل السنة والجماعة . ولذلك يتدينون بلعن جميع أهل السنة الأولين والآخرين . ولا يقرون بشرعية خلافة أحد من خلفاء وملوك المسلمين من عهد أبي بكر رضي الله عنه إلى اليوم عدا علياً رضي الله عنه فعندهم لم تكن للإسلام دولة بعد الرسول إلا ما كان من خلافة علي رضي الله عنه .
ولهذا لم يزل الإسلام والمسلمون منهم في محنة يكيدون لهم بأنواع المكايد مما به فساد دينهم ودنياهم ويناصرون أعداء المسلمين عليهم كلما سنحت لهم الفرصة وإذا كانت لهم دولة أذلوا وتسلطوا على من في ولايتهم من أهل السنة كما عليه الحال في إيران والعراق . وهم يثيرون الفتن وأنواع من الفساد والدمار بالمسلمين وزعزعة الأمن في بلاد المسلمين كما حصل في بعض مواسم الحج في مكة وفي اليمن من الحوثيين .ومع هذا فكثير من المسلمين من المتعلمين والمثقفين فضلاً عن العامة قد انخدعوا وينخدعون بمزاعم الرافضة في نصرة الدين وعداوة اليهود والأمريكيين كما حصل من الانخداع بمزاعم من يسمى بحزب الله في لبنان . ولا ريب أن الذين يصدقونهم في مزاعمهم لم يدركوا حقيقة مذهبهم وما بني عليه من أصول كفرية كما تقدم بيانه.ومن العجب أن مع هذا الانفتاح والتمكن من الاطلاع على مؤلفاتهم وتصريحاتهم لم يزل كثيرون غير متصورين لعداوة الرافضة لأهل السنة عموماً ولأهل السنة والجماعة خصوصاً ولهذا هم أعدى الأعداء لدعوات الإصلاح السلفية التي تقوم على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين فاعرفوهم واحذروهم أيها المسلمون .نسأل الله أن يجعل لنا فرقاناً بين الحق والباطل وبين أوليائه وأعدائه وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يجعله ملتبساً علينا فنضل إنه المان بذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون1 الشيخ العلامة/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين2 الشيخ العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك3 د. الشيخ/ عبد الله بن حمود التويجري 4 د. الشيخ/ عبد الله بن حمد الجلالي5 الشيخ/ عبد الله بن ناصر السليمان 6 د. الشيخ/ ناصر بن سليمان العمر7 د. الشيخ/ عبد الله بن عمر الدميجي 8 د. الشيخ/ سليمان بن عبد الله السيف9 د. الشيخ/ عبدالعزيز بن عبد الله المبدل 10 د. الشيخ/ محمد بن عبد العزيز اللاحم11 د. الشيخ/ إبراهيم بن محمد عباس 12 د. الشيخ/ عبد الله بن إبراهيم الريس13 د. الشيخ/ محمد بن عبدالله الهبدان 14 د. الشيخ/ عبد العزيز بن محمد الراشد15 الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي 16 الشيخ/ عبد العزيز بن ناصر الجليل17 الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن الوطبان 18 الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام19 الشيخ/ أحمد بن حسن بن محمد آل بن عبد الله20 الشيخ/ العباس بن أحمد عبد الفتاح الحازمي21 الشيخ/ عيسى بن درزي المبلع22 الشيخ/ عبد العزيز بن سالم العمر
https://telegram.me/buratha