المقالات

اتفاقية ولكن؟

1068 14:56:00 2008-06-09

( بقلم :عبد الرزاق السلطاني )

إن استعراض ملامح العراق للفترة الراهنة يكمن بين ثناياه الكثير من الرؤى والتصورات التي لازمت عمقه وبنيته المجتمعية، فقد استطاع العراق خلال السنوات الاربع الماضية التكيف الى درجة كبيرة مع التحولات الكبرى التي احاطت به، وتجاوزت حكومته المنتخبة الكثير من المشكلات واحدثت تقدماً نوعياً في الجانب الأمني والسياسي والاقتصادي، فضلاً عن نجاحات استراتيجيته في تجفيف منابع الارهاب وحفظ هيبة الدولة وسيادة النظام، فتحول العراق من الاطار التنظيري الاستراتيجي وتطبيقه الى سلوك واداء احدث انقلاب في مسارات التغيير مما عكس البناء الديناميكي وتناغمه مع معطيات المرحلة الحالية بما يضمن نجاح العملية السياسية وخلق نوع من التوازن السيوسولوجي، وهذا يكون في سياق انهاء كل اشكال الطائفية والعنصرية عن مضامين النظام الجديد، ولا بد من قراءة الاوضاع بصورة واضحة وعبر رؤية تحليلية تحدد كل الابعاد ليتم رسم خارطة آفاق المستقبل، كون البعض لازال يقف عند الحدث ولحظته الراهنة ويستنبط الاحكام الارتجالية التي تكون في الاعم الغالب غير دقيقة وغير صائبة، وعليه فاننا كقوى وطنية نعاضد الحكومة في رفض الاتقافيات والمعاهدات التي فيها مساس للسيادة الوطنية ورفض اي بند فيه شيء من التهاون من حقوق العراقيين، وبالتالي لابد من اخراج العراق من الفصل السابع، اذ ان العراق يحتاج من الدول الاقليم ـ عربية ان تنأى بنفسها عن الساحة العراقية وعدم استخدامه حلبة للسجالات والمزاد السياسي، وعلى حكومات الجوار العراقي توفير افضل الظروف والاجواء لجعل العراق طريقا ومعبراً للتلاقي اكثر من ان يكون طريقاً للتصادم، واستثمار الوقت لتعزيز الجهد العربي لدعم العراق وتعزيز امنه واستقراره، فإن الدبلوماسية العراقية أثبتت مدى نضوجها وقدرتها في التصدي واتخاذ القرارات الحاسمة اذا ما استوجبت الاحداث التي لازلنا ندفع استحقاقاتها منذ التغيير ولحد الآن.  كما لابد من تكثيف الجهود لاعادة فتح البعثات العربية وارسال وفود لتعزيز التواصل العربي مع العراق حكومة وشعباً.

إن انعطافة الأحداث السياسية لبناء دولة المؤسسات الدستورية الفاعلة يبدأ من ترشيق الدولة لتحمي المواطن لا تحمي النظام، وتبديد الهواجس والتجاذبات لبعض القوى من خلال تقنين العلاقة بين القوى السياسية الفاعلة للوصول الى مسارات مشتركة تقوم التماسك والتلاحم، وبالتأكيد فإن هذه المشتركات تفعل اجواء المصالحة الوطنية وتقوض الحركات الارهابية والنشاط المسلح، فالاعمار والبناء وخروج المتعددة الجنسية قد ارتهن ببناء النسيج الداخلي وصولاً الى الاهداف العليا لبناء العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك