المقالات

قمة غذائية تحت خط الفقر!

1364 21:17:00 2008-06-08

( بقلم : بشرى الخزرجي )

كل ما حولنا يدفعنا إلى الشعور وكأنً العالم يعيش حالة من الصراع الأزلي من اجل الاستمرار والبقاء، فدنيانا التي نعيشها حبلى بالتناقضات و(عيارها فالت) كما يقال!وفي كل شيء من شأنه أن يكون سببا للحياة وديمومتها، والقول هنا ليس من باب الاعتراض على الدنيا وبلائها لاسمح الله ، إنما للوقوف عند هذه البلايا والامتحانات المتعددة الصنوف الدائمة الفصول والصروف، والتي يكون الإنسان وفي معظم الأحيان السبب الرئيس في وقوعها، فالطبيعة وتقلباتها وثوراتها من زلازل وبراكين وفيضانات وعواصف مدمرة، والتي نسمع عن أخبارها ونشاهد مخلفات دمارها بين الحين والآخر عبر شاشات التلفاز، هي في الحقيقة رسالة تحذير ونذير شؤم ليس لتلك الشعوب التي نكبت بها فحسب، إنما آثاراها غير المحمودة على المناخ والتربة والإنتاج الزراعي تضر مناطق قد تبعدها بآلاف الكيلو مترات .

وبين غضب الطبيعة وتجني بني البشر على نفسه ومخلوقات الله من زرع وضرع حيث الحروب ومخلفاتها وانعكاساتها السيئة على الجنس البشري، نجد الخير وقد شح والفقر بدا متزايداً والأمراض وقد تفشت وأصبح غذاؤنا اليومي الذي نملأ به بطوننا لايخلو من المواد الضارة من حيث الجينات المعدلة المستعملة في عملية حفظ الطعام لمدد أطول، فحتى الخضار والفاكهة تبدو ومن طعمها ومذاقها صناعية وتحمل موادا كيماوية.لا يحمد عقباها.

معادلة صعبة وبسيطة في ذات الوقت بحثها زعماء العالم الذين اجتمعوا في روما العاصمة الايطالية حيث عقدت قمة الغذاء العالمية التي ختمت أعمالها يوم الخميس 5-6-2008، و نظمتها منظمة الغذاء والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبحضور واسع لدول العالم الكبرى والصغرى والنامية منها،وجمعت هذه القمة زعماء العالم وأصحاب القرار على الرغم من خلافاتهم السياسية فكان من بين ابرز حاضريها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاة والرئيس الأمريكي جورج بوش ، مجموع من حضر الاجتماع العالمي هذا 180 دولة ،كلها توجست خيفة خطر ارتفاع الأسعار الغذائية الذي أيقض العالم بأسره.

بلدان تعد قويه الاقتصاد تحدثت عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية واعتبر ممثلوها المشكلة كارثيةّ! فكيف بالفقيرة المعدمة؟ والتي تفتك بها المجاعة والأمراض المزمنة! كدول أفريقيا السمراء، مثل أثيوبيا التي تتناقل وسائل الإعلام صور موت أبنائها الجماعي نتيجة المجاعة وقلة المياه الصالحة للشرب والدواء، وزمبابوي التي مثلها في القمة رئيسها روبرت موغابي غير المرغوب فيه من قبل الإدارة الأمريكية والدول الأوربية التي تتهمه بنشر العنف والتشجيع عليه خلال العملية الانتخابية الأخيرة!، وإذ يعاني ويكابد شعبها مرض الايدز الفتاك (نقص المناعة المكتسبة) الذي يتحالف ويتسابق مع الجوع والفقر على قتل الصغار والكبار على حد سواء فيه.

وليس ببعيد عنا وضع دول كأفغانستان التي عاش شعبها الفقر والعوز حتى بعد أن تخلص من زمر طالبان المتشددة القمعية،ظلت هذه الدولة تعاني الوضع الاقتصادي المزري ،والجوع والحرمان بقى نصيبها وقدر أبنائها الذي لا يفارقهم أبدا! وغزة وحصار الجوع المؤسف الذي يتعرض له أبناؤها، ومصر وأزمة رغيف الخبز! والقصة تطول! وكي لا نطيل وننسى وطننا ،عراقنا وشعبنا الصابر المكابر على الآلام والجراح الذي يسبح ببركة الخالق المنان على بركة من النفط ما شاء الله تبارك الله! والنعم الوفيرة الأخرى مثل الزراعة والحضارة والسياحة الدينية والتنوع والتعدد وكل مقومات الدولة المدنية العصرية القوية ، في ظل كل هذه النعم كيف يمكن أن نتصور الوضع الاقتصادي للفرد العراقي يا ترى؟ هل كما ينقل لنا عبر التقارير شبه اليومية ومن قبل الكثير من الفضائيات العراقية إن كانت حكومية وغيرها ؟؟ وهل تبالغ التقارير إن تحدثت عن عمالة الأطفال ونزول الكثير منهم الشوارع من اجل البحث عن مصدر رزق لعوائلهم الجائعة في وطن النفط والخيرات؟

وحتى لا نبخس الحكومة العراقية حقها فقد نقر ونقول أن المشهد الأمني قد تغير وانعكس إيجابا على الحالة الاقتصادية! ، لكن ماذا عن الأمن الغذائي في العراق ؟ هل ارتفعت الأسعار في الأسواق العراقية وشكلت عبئا على محدودي الدخل والفقراء أم لا؟. . وماذا عن وضع التيار الكهربائي والوقود ؟ هل توفرت وبأسعار تناسب جيب المواطن المسكين الحيران؟

قلت لصديقتي: القمة الغذائية العالمية إنتهت! وتعهد حاضروها على العمل بجد من اجل تقليص عدد جياع الكرة الأرضية، فأجابت مبتسمة "بابا العراق ومسألة النهوض باقتصاده وبنيته التحتية والقضاء على الجوع فيه وليس القضاء على جياعه!...مسألة تحتاج إلى قمم ضميرية ذاتية لاعلاقة لها بقمم الأمم المتحدة العالمية!

بشرى الخزرجي_لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك