بقلم : سامي جواد كاظم
المدلسون والمحرفون في التاريخ يعتمدون ثلاثة أساليب لتشويه التاريخ طبقا لمآربهم الخبيثة الوسيلة الأولى هي طمر الحقيقة حتى لا يعلم بها احد والأمثلة كثيرة على هكذا وسيلة استخدمها هؤلاء الشواذ مثلا عندما أخفى ما استطاع اخفائه معاوية من فضائل علي (ع) على أهل الشام لدرجة عندما علموا باستشهاده في المحراب قالوا عجبا او كان يصلي !!!! ، الوسيلة الثانية هو تحريف المعنى الحقيقي للحدث او الرواية وهذه كذلك اقدم عليها سيد المحرفين معاوية عندما اجزل العطاء لسمرة بن جندب حتى يفسر الاية الكريمة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة : 204]) انها نزلت في امير المؤمنين وكذلك الاية (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ [البقرة : 207]) انها نزلت في عبد الرحمن بن ملجم ، ولكن في النهاية لم ينل مطلبه ، الوسيلة الثالثة لصق اكاذيب سلبية بصاحب المواقف الايجابية ولصق مدائح وهمية بصاحب المواقف السلبية ، مثلا قولهم ان علي (ع) والعياذ بالله كان يشرب الخمر او انه تزوج من بنت ابي جهل وما الى ذلك من اكاذيب ما صمدت امام نور علي (ع ) ، او ان عمر بعث لابي الاسود الدؤولي وعلمه كيف يكون النحو وقال له انح هذا النحو .
واذا ما حدثت حادثة تاريخية لصاحبها اعداء اشداء ونجد هذه الحادثة ناصعة البياض لم يستطع احد من خدشها او النيل منها فهذا يعبر عن عظم هذه الحادثة وما يترتب عليها من دروس وعبر وابعاد .بعد هذا الشهر الكريم يطل علينا شهر رجب المرجب صاحب المناسبات السعيدة والحزينة واحد هذه المناسبات السعيدة هي ولادة سيد الوصيين علي بن ابي طالب عليه السلام .لم اعثر على باب من ابواب المدح او وجه من وجوه الثناء لم يتطرق لها الله عز وجل او رسوله او اهل بيته او محبيه او مواليه بل وحتى بقية الطوائف والملل الصديقة والمعادية الا وطرقوها او استخدموها بحق امير المؤمنين علي (ع) ، فحرت في أي باب اكتب وعن أي وجه ثناء استخدم ؟!! فما كان مني الا الالتفات الى امتياز عجز عن طمره او تحريفه او تنسيب مثله لغيره الا وهو كيف ولد علي (ع) ؟!!!لو اردت اخي القاريء ان تعيش حجم الرواية او الحادثة تخيل نفسك انك احد ابطالها او انك شاهد عليها أي انها جرت امام عينك ،فستعلم كم هي حجم الابعاد المترتبة على هذه الرواية او تلك .فلو قرات او سمعت عن مقتل الحسين (ع) تخيل انك في ساحة الطف وقد جرى عليك ما جرى على الحسين (ع) ستعلم حجم الماسي التي مر بها الحسين (ع) وحجم الحقد الاموي في نفس الوقت .هذه بعض المصادر الغير شيعية تذكر ولادة علي (ع) في جوف الكعبة (مروج الذهب 2 ص 2 تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي ، تذكرة خواص الأمة ص 7 سبط ابن الجوزي الحنفي ، الفصول المهمة ص 14 إبن الصباغ المالكي ، السيرة النبوية 1 ص 150 نور الدين علي الحلبي الشافعي ، شرح الشفا ج 1 ص 151 الشيخ علي القاري الحنفي ).
الان تخيلوا معي امرأة حامل على وشك الولادة تترك بيتها وتتوجه الى الكعبة وتدعو الله عز وجل ليسهل لها ولادتها ويُسلم لها جنينها فينفلق جدار الكعبة ، في هذه اللحظة ما هي المشاعر التي يمكن ان نكون عليها لو انشق جدار امامنا لا اقل من الذهول والاستغراب بل وحتى الهرب والابتعاد ، بينما ماذا فعلت فاطمة بنت اسد عليها السلام ؟ دخلت من فتحة الانفلاق باتحاه الكعبة وبدون تردد مع الخطى الثابتة ، ان هذا الامر لا يمكن له ان يتم الا اذا كان هنالك اتصال ايحائي بينها وبين اصحاب الشأن ابتداءا من الله عز وجل ومرورا برسوله وحتى بجنينها فهذا امر لايمكن له ان يكون اعتباطي او عشوائي ، واذا ما ثبت هذا الاحتمال اذن صاحب الشان والسبب يكون ذو منزلة خاصة عند الله عز وجل ورسوله (ص) .
الامر الاخر وحسب كل او اغلب الروايات ان بقاء السيدة فاطمة في الكعبة دام ثلاثة ايام فهل كانت الولادة في يومها الاول ام الثاني ام الثالث اذن بقية الايام ماذا كانت تفعل ومن كان معها ؟ البقاء لثلاثة ايام الغى الاعتبارات المادية المتعارف عليها عند البشرية من ماكل ومشرب وتطهير من الحدث الاصغر بل حتى الجلوس والنوم على سرير وما الى ذلك من ابسط مستلزمات الحياة ، فهذه الامور كان لها ترتيب الهي خص فيه ام الامير عليه وعليها افضل الصلوات والسلام .
عدم القلق عليها والسؤال عنها من قبل رسول الله (ص) وبعلها مؤمن قريش ابا طالب عليه السلام يدل على الاطمئنان لما آلت اليه امور فاطمة وما هي عليها من المنزلة الرفيعة لحمل هذا الحدث العظيم .بعد الولادة وكل العلماء والعلوم تتحدث عن مخلفات ونجاسات ترافق المولود حال الولادة وهذه طبقا لشريعة محمد (ص) هي نجاسة والكعبة الطاهرة التي لا يمكن للمرء الطواف او الدخول اليها من غير طهارة تامة من غسل ووضوء فكيف هو الحال بالنسبة للسيدة فاطمة بنت اسد وام الاسد عليها السلام ؟!!بعد الثلاثة ايام انفلاق جدار الكعبة ثانية وكانه ايذان لها بان المامورية انتهت فخرجت وبخطى ثابتة كما دخلت وهي تحمل البشرى لمن يبغي العلا في يوم القيامة ، واستقبال النبي محمد (ص) لها ولمولودها وكانه امر طبيعي كان على علم به وهذا ينطبق على ابي طالب (ع) الذي لم يستغرب الامر كذلك .
المعلوم ان هنالك من داب على مسح اثار الاسلام حتى لا يبقى ذكر لمن لا يروق لهم او لمن سيكون الشاهد عليهم يوم القيامة على ما اقترفوه من جرائم الا انهم خابوا في مسح اثر مكان ولادة علي (ع) فبيت الامام وبيت فاطمة والشجرة التي كانت تجلس فاطمة (ع) تحتها وتبكي رسول الله (ص) وتشكو من ( صحابة ) رسول الله (ص) ومواقع المعارك التي انتصر فيها الامام علي (ع) كلها تم ازالتها حتى لايكون هنالك اثر لال بيت النبوة فكيف هو السبيل في مس اثر الولادة ؟ وطالما انهم عجزوا فهذا لوحده دليل صدق على ما هية علي (ع) والتي لايعرفها الا الله عز وجل ورسوله (ص) ونحن لانعرفها لكن نبني النتائج على حصر المعرفة بالله ورسوله فهذا يعني حجم واهمية ماهية علي (ع) التي نعرف عنها الجزء اليسير .شاءوا ام ابوا ممن يكره الاسلام وهو محسوب على الاسلام ان كان يصلي فما عليه الا الاتجاه الى مكان مولد علي حيث القبلة لكي يصلي وغير ذلك فالصلاة باطلة .
https://telegram.me/buratha