( بقلم : جميل الحسن )
تشهد مختلف المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة عناصر جيش المهدي متنفسا كبيرا بعد زوال هيمنة وسطوة هذه العصابات على مختلف المناطق في البلاد ومحاولة فرض هيمنتها وقوانينها الظلامية الخاصة والتي ما انزل الله بها من سلطان من خلال التدخل في ادق تفاصيل وحياة المواطنين ومنعهم من ممارسة حياتهم بحرية تامة ولعل ردة الفعل العفوية وفرحة الناس الكبيرة بزوال هذه العصابات من مناطقها يمثل اصدق تعبير عن زوال الكابوس الذي كان جاثما على صدورهم فالتعبير عن الفرح واقامة مراسيم الزفاف تعد من المحرمات وحق المواطنين في التعبير عن مناسباتهم واقامتها بالصورة التي تلائمهم وتناسبهم .
حيث تضع هذه العصابات الكثير من الخطوط الحمراء امامها والتي وصلت الى حد التدخل ومراقبة تصرفات المواطنين في الشارع وبطريقة بوليسية لم يكن حتى نظام الطاغية المقبور صدام يمارسها ,فقبل اكثر من ثلالثة اعوام تعرضت مجموعة من طلبة جامعة البصرة الذين كانوا في نزهة سياحية الى اعتداءات من قبل مجموعة متخلفة من هذه العناصر وضرب الطلبة والاعتداء عليهم تحت ذريعة مخالفتهم للشريعة الاسلامية في الوقت الذي لم تكن هناك اية مخالفات للشريعة الاسلامية في ارض الواقع ,بل انها ارادت من خلال هذه الممارسات والسلوكيات تعميم منهجها وسلوكها لتخريبي الدموي ومصادرة حرية الاخرين والذي شكل بداية لسلوكها الهمجي المتخلف .
كما ان هذه العناصر قد قامت ايضا بالزام الموظفات في الدوائر والمدارس بارتداء الحجاب الكامل وعلى الطريقة السلفية ومن تخالف ذلك يتم فصلها وطردها من الخدمة ,بل وقتلها مما تسبب في تشويه حقيقي لصورة الاسلام والطريقة التي تحاول بها هذه العناصر تشويه الشريعة الاسلامية وتخفيفها لشروط الحجاب وبصورة مغايرة للطريقة التي حاولت من خلالها هذه العناصر تشويه الفقه الاسلامي الصحيح .وهذه التصرفات وسواها ادت الى نفور عام في الشارع العراقي ورغبة كبيرة في زوال هذه العناصر وهيمنتها من مختلف المناطق في العراق وهو ما تجلى في مظاهر الفرح العارمة التي اجتاحت هذه المناطق عقب العمليات الامنية التي قامت بها الحكومة في البصرة ومدينة الصدر مؤخرا وزوال هيمنة هذه العصابات على الاهالي فيها .حيث كانت هذه العناصر تعمل على مصادرة حرية الاهالي وارادتهم وسلوكياتهم وقتل كل من يخالف ذلك ,حيث شهدت هذه المناطق العديد من حالات القتل والاعتداء على المواطنين تحت ذريعة مخالفة الشريعة التي اتخذوا منها مبررا للتجاوز على حريات الاخرين ومصادرتها وعدم السماح للمواطنين بالتعبير عن حرياتهم وعاداتهم وتقاليدهم .
عودة مظاهر الفرح التي سادت مختلف المناطق هذه الايام انما تؤكد فشل المشروع الذي حملته هذه العناصر ودعت اليه وتاكل ارضيتها وانهيارها وعدم وجود مقبولية لها لدى المواطنين العراقيين ونبذهم لهذه السلوكيات المتخلفة والدخيلة على ارضهم وتاريخهم .
https://telegram.me/buratha