المقالات

الأعور في بلد العميان أمير  !!

1003 2023-06-02

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

أنبثقت حكومة السيد السوداني بعد زوال حكومة مصطفى مشتت والتي أقل ما يقال عنها بأنها حكومة عملاء ومرتزقة . أذا سلمنا بهذه القضية فأن محمد شياع السوداني أستلم كومة ركام أسمه العراق . بلد محطم ومهشم بأمتياز  . الحكومات المتعاقبة سلبت العراق الهوية الوطنية والسياسية على حد سواء . فقد غابت ملامح الهويتين في ظل تنامي كسر الأرادات التي سبقت تشكيل الحكومة الحالية . 

عندما شرع السيد السوداني ببرنامجه الحكومي الخدمي الذي أعلن عنه ، تصور خطأً أن تقديم الخدمات هو أثبات للهوية الوطنية ، وعند تنفيذ ما يراه قادة الأطار هو ترجمان للهوية السياسية !  الغلط في كلتا الحالتين مرَّكب  ، لان الخدمات التي يريدها المواطن ليست رصيف مقرنص حتى يحسب للحكومة بأنه أنجاز ، وأن كان هذا الرصيف مطلوب . لكن الخدمة الحقيقية تكمن بأنشاء المشاريع الإستراتيجية التي تلامس حياة المواطن العراقي ، ونرى أن أهم هذه الخدمات التي بأمس الحاجة اليها الشعب العراقي اليوم هو تفعيل قرار البرلمان العراقي بأخراج القوات المتحلة الامريكية  خارج العراق . 

فأن طرد المحتل الأمريكي سيفتح باب الخدمات للمواطن على مصراعيه . وستنجح هذه الحكومة ، أو الحكومات القادمة برسم ملامح هوية وطنية عراقية خالصة ، لها القرار السيادي بتفكيك وتصفير جميع الأزمات وأولها ورقة الضغط الداعشي الارهابي المستمر على العراق والتي تدار من قبل السفارة الامريكية في بغداد .  هذه هي الهوية الوطنية التي يجب على كل حكومة قادمة ، فضلاً عن هذه الحكومة أن تعمل جاهدة على ترسيخ مفهومها العام بما يحفظ سيادة الدولة وحقوق الشعب . 

اليوم العالم بأسره أمام تحولات كبرى ، فهناك انحسارًا كبيرا للقطبية الواحدة عالمياً . كما أن هناك صعود قوي لقوى دولية واقليمية واعدة ، فعلى العراق أن يكون جزءاً مهماً في هذه المتغيرات الدولية وخصوصاً لدينا كعراقيين ما يؤهلنا أن نكون جزءاً من التغيير القادم ، لا أن نكون رقعة شطرنج تتحكم بنا رومانوسكي كيفما تشاء ، ومتى ما تشاء . عندما تصل الحكومة العراقية الى هكذا مستوى من البناء الحقيقي ستعود الهوية الوطنية التي سلبت بسبب الأحتلال الامريكي ، وبالتالي ستترسخ الهوية السياسية العراقية وسيلتئم شمل القوى السياسية العراقية بعيداً عن التشظي والأنقسام الحاد الموجود حاليا لدى جميع المكونات السياسية العراقية بعربها وكوردها وشيعتها وسنتها . 

أذن المطلوب اليوم أرادة وطنية حقيقية تعيد للعالم صورة العراق التي طمست بسبب الاحتلال الامريكي وبعض الأدوات المنحرفة في الداخل العراقي . أما ( تبليط ) الشوارع وتزيين الأرصفة ، وأن كانت مطلوبة ، ألا أنها لا تُعتبر منجزاً حقيقياً في القياسات الدولية ، ألا أذا أسلمنا بشعار الأعور في بلاد العميان أمير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك