المقالات

ويسألونك عن طريق التنمية..!


واثق الجابري ||

 

 عقد  في العاصمة العراقية بغداد، مؤتمر للإعلان  عن انطلاق مشروع طريق التنمية،كمشروع اقتصادي متكامل،  فيه الموانئ والمدن الصناعية  والمجمعات السكنية ومطار ومدن سياحية، وطرق سريعة  وسكك حديد قطارات فيها 13 محطة  في 10 محافظات عراقية، تبدأ من الفاو جنوباً وتنتهي عند الحدود التركية شمالاً.

شاهدت مثالاً قبل أيام، شارعاً يربط 4 أحياء سكنية بطول 3كم مهملًا منذ سنين،  وبمجرد مباشرة الجهد الحكومي  لتبليطه وتشجيره، في اليوم الثاني  فتحت محال تجارية ومطاعم وأسواق ومحال بيع المواد الانشائية، وتسارعت وتيرة بناء قطع الأراضي الفارغة وارتفعت أسعار العقارات، وكلما اقتربنا من الشارع، وهذا مثال لشارع واحد لساكني هذه المناطق، فكيف اذا كان بطول 1175كم، وممرًّا دوليًّا وطريق نقل بضائع من الشرق الى العرب، وبالعكس؟؟

يبدأ طريق التنمية من ميناء الفاو، الذي وصل الى إنجاز 55‎%‎ من المشروع ،ويستعد الان لإستقبال البواخر العملاقة، وبسعة استيعابية تصل الى 25 مليون حاوية عند إكتماله، وينطلق الطريق مرورًا بعشر محافظات  بالسكك الحديد وقطارات حديثة  بعمل مزدوج،   أحدهما لنقل البضائع بسرعة 140 كم/ ساعة، والآخر لنقل المسافرين بقطارات سرعتها 250-300 كم/ ساعة، ويقترب من المدن بمسافات تتراوح بين 8-28 كم، بينما الطرق السريعة فستسلك المناطق الصحراوية والمناطق الغربية من البلاد، وصولًا الى ربيعة شمالًا ثم الحدود التركية.

لا يختصر عمل المشروع بالنقل والمرور ، وستتوسع الأراضي قرب ميناء الفاو  الى مدن صناعية ومجمعات سكنية وفنادق ودور استراحة وترفيه، ومحطات توليد الكهرباء وتنقية المياه ومصانع بتروكيمياويات، وفي كل محافظة   مدن صناعية  ومواقع تبادل تجاري ودور استراحة ومطاعم وورش صيانة وفنادق وأسواق كبيرة ومناطق سياحية، فيما تسعى الدول الإقليمية للارتباط بالعراق، لتلتحق بطريق تنموي يربط الشرق بالغرب، ويختصر ايام النقل من 33  الى 15 يومًا، ويوفر لها الوقت والجهد والأموال.

إن طريق التنمية مشروع عراقي استراتيجي كبير بكلفة 17 مليار دولار ، ستنتهي مرحلته الاولى في  العام 2028 والثانية في العام 2038 والثالثة في العام 2050، وفي كل مرحلة تطوير يواكب التقدم الفني والتكنولوجي  والاقتصادي، وهو أساس لتكامل  وتعاون اقليمي اقتصادي،  وتأسيس لمنظومة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية بين الدول الاقليمية، ويدفع كل هذه الدول الى تعزيز العلاقات الدولية فيما بينها بمختلف المجالات.

يعد طريق التنمية نقلة نوعية اقتصادية عراقية هائلة، تعبر عن برنامج الحكومة وتطلعات الشعب، ويغير من وجه الاقتصاد من الريعي ودولة الرعاية الاجتماعية، الى الاستثمار والانتاج والصناعة والسياحة  والاعتماد على الطاقة النظيفة،ويوفر 100ألف فرصة عمل عند الشروع به، وتصل الى أكثر من مليون فرصة عمل عند اكتمال المرحلة الأولى،. وتكون لهذه الارقام انعكاسات مضاعفة على الاقتصاد لمردوداته على السكان والعاملين، الذين يستجمع عدد كبير منهم قرب الطرق  ومخارجها، وتقدر الارباح السنوية  18.4‎%‎ من تكلفته اي ما يقارب 4 مليار و للقطاع الخاص والسكان أرباح بنسبة 11.8 وما يقارب 3.5 مليار سنوياً، وبنجاح المشروع نعرف أن النقل ينقل الدول الى مواقع متقدمة أن أُحسن استثماره،  وأفضل من النفط والغاز، وهذا المشروع سيؤسس اقتصادًا مستدامًا.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك