( بقلم : شاهد الساعدي )
البارحة استولت مليشيات مايسمى بالتيار الوطني للاصلاح على مكاتب حزب الدعوة الاسلامية وقال شهود عيان ان مسلحين استولوا على مكاتب حزب الدعوة في كربلاء المقدسة وبعض من مكاتب الحزب في النجف الاشرف ومن هنا تبدأ الحكاية وقبل ان تغيب الحقيقة فالكل يؤكد ان عناصر هذه المليشيات هم من ابناء التيار الصدري وعصابات جيش المهدي ولكن كيف يقاتل جيش المهدي تحت لواء الجعفري وكل المصادر تؤكد ان الجعفري انتسب الى التيار الصدري بعد ان صار رئيس للوزراء واتفق على ان يكون زعيمه مقتدى الصدر وان يرضخ ويعترف بمصطلح ( السيد القائد ) وان " يُقّبّلَ " يد مقتدى على ان يكونَ مديرَ التموين في تيار مقتدى
وهنا فعلا صار على الجعفري ان يجهز جيش المهدي بالسلاح والعتاد وان يقتطع من الاموال المخصصة لمجلس الوزراء وهبات الرعاية الخاصة المخصصة لرئيس الوزراء الاموال ليمول جيش المهدي كما ان الملايين التي تبرع الناس بها لعوئل ضحايا جسر الائمة انفق نصفها على جيش المهدي وادخلت اسماء اعضاء هذا الجيش تحت عنوان متضررين وسارت القضية حتى نزع المنصب من تحت رئيس الوزراء الجعفري
هنا صار على جيش المهدي ان يقدم للجعفري الاسناد ولكن في البداية كان جيش المهدي قويا فرفض تقديم اي شيء للجعفري ورفض اعادة الفضل لمموله الاول وكما يروى فان مقتدى الصدر قال للجعفري في اخر زيارة له ( ان ما حصل التيار عليه من اموال ايام توليكم المنصب كان استحقاق من الحكومة لجيش الامام) ولكن الامر تغير بعدما اندلعت احداث صولة الفرسان في البصرة ومدينة الصدر وصار جيش المهدي يبحث عن ملجأ او مغارة يختبأ فيها فكان الجعفري خير مغارة لهم وكان على مقتدى ان يجازي الجعفري فوافق مقتدى على ان يكون شريكا للجعفري في تياره على ان يضمن الحماية لمليشيات جيش المهدي
وفعلا على اثر ذك قرر الجعفري اعلان تياره فصارت مليشيا جيش المهدي خادمة لتيار الاصلاح كما ان التيار سينتفع منها على انها تقدم الغطاء او القناع فما ان اعلن الجعفري تياره حتي عاد للتيار رغبة العودة للقتل والخطف فكانت مكاتب الدعوة اول مستهدف لامرين الاول الرغبة الجامحة لدى التيار في رؤية الدماء والقتل وحرق المكاتب ولان رجال العصابات لايمكنهم الجلوس دون قتل او نهب ، والامر الاخر ان حزب الدعوة يعود لرئيس الوزراء المالكي وصولة الفرسان قادها المالكي فقتل اعضاء الحزب وحرق مكاتبه يمثل ثارا بين ابناء الدعوة الشرفاء وبين عصابات جيش المهدي
ويبدو ان المستفيد الوحيد من هذا الصراع هو المخلوع الجعفري الذي باع تاريخ الحزب بمجموعة تافهة من الملتحقين به والمسحوريين باكاذيبه وعن قليل سيستعبدهم وسينفرون منه ولعل انشقاق الحزب قبل انشاءه دليل واضح على ان كل من يتعرف على الجعفري عن قريب يصاب بخيبة امل ونكسة نفسية عظيمة والدليل ان مازن مكي اقرب مقربي الجعفري والذي استفاد منه كثيرا سرعان ما انفلت عن تيار الجعفري وانتج له حزبا اخر
وكما يبدو ان سبب ارتياح الجعفري لما جرى من حرق لمكاتب الدعوة يعود لبيان حزب الدعوة الذي فصل به الجعفري والذي وصف تيار الجعفري بصورة من صور التشرذم وان تيار الجعفري يمثل انقلابا عن مباديء السيد محمد باقر الصدر مؤسس الحزب وانقلابا عن افكار الدعوة والدعاة وان تشرذم الجعفري ليس خافيا ولكن بيان الدعوة وضع النقاط على الحروف فاغلب التعينات للمناصب القيادية في الدولة كان الجعفري هو الذي يقف بوجهها ويسيرها واليوم منع الجعفري من هذا الحق ما سيعطي حرية للدعوة في اختيار او منع تعيين حسب الكفاءة بعد ان انعتق الحزب من عنجهية وتسلطية الجعفري .
https://telegram.me/buratha