المقالات

المودة و المحبة


الشيخ محمد الربيعي ||

 

يظن العديد من الأشخاص أنّ المودة والمحبة هما كلمتان تحملان نفس المعنى، لكن بالحقيقةِ هما كلمتان تختلفان في المعنى بشكلٍ بسيطٍ، رغم ارتباطهما الدّائم مع بعضهما؛ فالمحبة هي صفةٌ نفسيّةٌ تنبع من القلب، والمودة هي صفة عمليّة تقع بعد وجود المحبة.

المودةُ لا تأتي إلا بعد المحبة، فالمحبة أثرٌ سلوكي وعملي يأتي بعد وجود عاطفة المحبة، فقد جاء في القرآن الكريم آية تبيّن العلاقة بين الزّوجين على أن تكون علاقةَ مودةٍ، فقال الله تعالى:(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21]، إذن فالمودة هي عبارةٌ عن سلوكٍ متبادلٍ بين الزّوجين والحبيبين، فيجب أن تسكن المودة والرّحمة قلب الزّوجين للشّعور بالاستقرار والطّمأنينة، وبناء أسرةٍ سعيدة.

■ أنواع الحب

ذكر الحب في العديد من الآيات القرآنيّة، وتم تفسيره بالعديد من الطّرق والمعاني، فينقسم الحب إلى نوعين، وهما:

● الحب العقلي: وهو الحب الذي يأتي بعد تفكير بمنطق بعيدٍ عن التّفكير بالشّهوات، فقال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) [يوسف:33]، فجاءت هذه الآية تتحدث عن رفض سيّدنا يوسف لدعوة امرأة العزيز، ففكر بشكلٍ منطقيٍ، وفضّل السّجن عن فعل الفاحشة واتباع الشّهوات.

● الحب الحسّي: فقال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) [البقرة:165]، ويقصد في هذه الآية الكريمة الحب الحسّي الذي يحبه الإنسان لله تعالى، فمن أحب غير الله تعالى فقد ظلم نفسه؛ كحب المال والشّهوات والنساء، فلكل حب مكانٌ في قلب كل شخص، ويجب أن تكون محبة الله تعالى من أعلى مراتب الحب.

■ علامات الحب والمودة

للمودة والحب علامات كثيرة ومتنوعة ومنها ما يأتي:

الشّعور بالسّعادة عند التّواجد مع الحبيب؛ وذلك بسبب ارتفاع هرمون الدّوبامين الذي يزيد من تدفق الدّم، وهو الهرمون المسؤول عن السّعادة، وزيادة نشاط الجسم بالطّاقة الإيجابية.

التّركيز على اهتمامات الطّرف الآخر والتّفكير به بشكلٍ مطولٍ؛ بسبب إفراز هرمون النوربيفرين الذي يزيد من نشاط المخ بالتّفكير.

رؤية إيجابيّة ومحاسن الحبيب وغض النظر عن سّلبياته وصّفاته السّيّئة؛ فرؤية الحبيب بشكلٍ مختلفٍ عن باقي الأشخاص سببه إفراز الجسم لهرمون الدّوبامين الذي يزيد من حالة التّفكير المنطقي، والتّركيز على الإيجابيات.

تفضيل الحبيب عن أي شخص آخر، وحب الجلوس معه ومشاركته جميع الأسرار والأفكار المستقبلية، والسّعي دائماً لإرضائه بكل الطّرق والنّظر إليه مطولاً مع الابتسامة وإشعاره بالأمان.

اللهم احفظ الاسلام واهله

اللهم احفظ العراق و شعبة

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك