( بقلم : تركي الدخيل )
الحقيقة أن القصة التي قرأتها في صحيفة الحياة يوم الخميس الماضي مؤلمة بشكل يصعب وصفه، وربما يتعذر شرحه. ثامر البليهد، شاب في الثالثة والعشرين من عمره، توقف عن دراسته فصلاً دراسياً في كلية أصول الدين، في جامعة الإمام في الرياض، وانخرط إثر تأثره بفتاوى ما يسمى بالجهاد في العراق، في تنظيمات سهّلت له التسلل إلى العراق، بمقابل خمسين دولاراً في معظمها.
اتصل ثامر بوالده عبدالله البليهد، مدير مكتب العمل في حفر الباطن، ليحدثه عن مأساة من أراد الجهاد، فتحول سلعة لباعة البشر في العراق. عندما غاب ثامر اتصل من السعودية شخص بوالدته يخبرها أن فلذة كبدها غادر إلى العراق، وأنه سيشفع لسبعين من عائلته، في حالة قيامه بعملية استشهادية! لكن النتيجة كانت أن ثامر يقاد مع أكثر من سبعين سعودياً، بمنتهى الذلة من معسكر إلى آخر ومن حظيرة إلى أخرى، يقول ثامر لأبيه:"السعوديون يباعون ويشترون من جماعات مسلحة في العراق، ونساق كالبهائم، من منزل إلى آخر ومن ملجأ إلى وكر، وكل مجموعة تحصل على خمسين دولاراً أمريكياً، في مقابل عملية البيع"!إذاً الخمسون دولاراً ليست قيمة الواحد، بل القطيع! واحسرتاه على شبابنا...لا يزال ثامر في مكان مجهول، ونسأل الله أن يعيده إلى والديه، وأن يعيد إليه رشده.كان من الممكن أن أكون أنا أو أنت أو فلان أو علان في مكان ثامر، فكلنا نحمل هماً للأمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، أمس، واليوم، وغداً، وبعد غد...من يوقف اختطاف عقولنا؟!من يلجم لهيب المعركة الذي يتقد في دواخلنا، حتى لو كانت هذه المعارك تبعد عنا آلاف الكيلومترات؟
https://telegram.me/buratha