( بقلم : اسعد راشد )
غريب امر هذ النظام المسمى بـ"المملكة السعودية" الذي يمارس سياسة مزدوجة ومنافقة ازاء قضايا الامة ويعمل على تكريس الشروخ والتصدعات في المجتمعات العربية والاسلامية وينشر مفاهيم التكفير والاقصاء ضد كل من لا يلتقي معهم في الفكر والمعتقد الباطل ‘ عجيب امر هذا النظام السعودي الذي ضرب رقما قياسيا في انتهاكه لحقوق الانسان والبشر ليس فقط في بلاد الحرمين بل في كل العالم من خلال دعمه وتأييده لفتاوي التكفير والقتل التي يصدرها علماء يدورون في فلكه وفي فلك امراء المجون الذين يغدقون الاموال الكثيرة على مثل تلك الرؤوس العفنة المفتية بقتل البشر وابادة الانسان لتمويل حملاتهم الارهابية الجنونية الملونة بالدماء والملطخة بجرائم الابادة الجماعية في عدد كبير من البلدان بسبب فتاويهم الضالة المضلة والمنحرفة وبرعاية رسمية واضحة لا غبار عليها .
هل هي الصدفة ان يقوم 21 كلبا وهابيا وهم من اشهر كلاب((علماء)) مملكة ال سعود باصدار بيانا ارهابيا ضد الشيعة يتضمن اعلانا صريحا بالحرب ضدهم وتكفيرهم واعتبارهم "مشركين" قبل انعقاد مؤتمر "حوار الاديان" او كما سماه موقع الوهابي "العربية نت" بـ مؤتمر "شيعي سني" في مكة المكرمة ؟
ولماذا صمت النظام السعودي على مثل ذلك البيان والفتاوي الصفراء التي تضمنها ولم يبادر الى التنديد به او التملص منه خاصة وان البيان اعتبر ان "الشيعة الراوفض احدثوا في الامة شرك القبور" واتهموهم بانهم "يشركون في الرخاء والشدة"! والمعروف ان "الشرك" صفة توجب اخراج الموصوف بها من الدين والملة وبالتالي اباحة واستباحة دمه ؟
وفي مقطع اخر من ذلك البيان الشرس والقذر وهو من اخطر ماجاء في البيان يحمل نزعة عدوانية وتحريضية واضحة ضد الشيعة حيث يقول : ((وبهذا يتبين ان طائفة الشيعة الروافض شر طوئف الامة وأشدهم عداوة وكيدا لاهل السنة والجماعة))!
لماذا صمت النظام السعودي على مثل هذا الخطاب العدواني الذي لم يستثني حتى شيعة بلاد الحرمين الشريفين الذين يعتبرون من حيث القانون مواطنين يشكلون اكثر من 20% من سكان تلك البلاد ‘ فهؤلاء الوهابيون الذين يسمون انفسهم بالعلماء ومن ابرزهم اعمى البصر والبصيرة "ابن جبرين" ورديفه "البراك" لم يراعوا حتى حقوق المواطنة ولم يعطوا اعتبارا لهم كون انهم مواطنون يعيشون في كنف "دولة القانون" كما ان سكوت الحكومة السعودية على البيان يعتبر نوع من الرضى وقد اعتبر بعض المراقبين الموقف الحكومي الصامت هذا بانه "تواطؤ رسمي" مع علماء الارهاب والقتل ومن ضمنهم المعروف يالشيخ النازي "ناصر سليمان العمر" الذي يحظى بمكانة مهمة لدي امراء ال سعود والذي له مواقف شهيرة ضد شيعة "السعودية" منها دعوته الى ادخالهم قسرا في المذهب الوهابي او احتجازهم في معتقلات جماعية !
مصادر اعلامية تقول ان اجهزة المخابرات السعودية هي من اوحت الى كلابهم باصدار ذلك البيان وان الامر له علاقة بالتحولات السياسية الاقليمية وبتراجع الدور السعودي في المنطقة وانحسار نفوذه والفشل المستمر لسياسات النظام الوهابي الذي اصبح موضع الاتهام بدعم الحركات السلفية المتطرفة واسهامه بشكل مباشر او غير مباشر في خلق التوترات العالمية من خلال سلسلة من الاعمال الارهابية الدموية وعلى رأسها احداث 11 سبتمبرالتي شارك فيها 15 سعوديا من مجموع 19 عنصرا ارهابيا ‘ وتشير مصادر مطلعة ان بندر ابن سلطان يلعب الدور الاساس في تحريك المتطرفين السلفيين الوهابيين ضد الشيعة وان هذا الشخص وبعد تخليه عن منصبه كسفير لبلاده في واشنطن وترأسه حاليا لـ"مجلس الامن القومي" الذي يصنع السياسة الخارجية السعودية ويمسك بخيوط العديد من الملفات الامنية في المنطقة ويلعب دورا مهما في تحريكها وقت الحاجة وفقا لآجندة خاصة هذا الشخص ـ اي بندر ـ هو الذي يضع المخططات الجهنمية ويقود مباشرة الاضطرابا ت السياسية والطائفية في المنطقة ويرى في اثارة النعرات والتوترات والحروب الطائفية ضمانا لبقاء النظام السعودي المستبد.
في الحقيقة ان فشل السياسة السعودية والاخفاقات التي توالت على دورها التامري والسلبي على صعيد المنطقة والهزيمة الماحقة التي نزلت بحلفائها في العديد من البلدان وخاصة في العراق ولبنان وافغانستان دفعت بقادة "المهلكة الوهابية" الى تبني سياسة التحريض الطائفي والتصعيد في الخطاب المذهبي وبشكل فاضح تجلى ذلك بشكل غير طبيعي في الاعلام السعودي وفي كتابات بعض الاقلام "اللبيرالية" التابعة له أ والمرتزقة خاصة بعد سقوط معاقل العملاء في بيروت وانتصار جماعات المعارضة التي يقودها حزب الله وهذا الامر تم لمسه في بيان الشيوخ النازيون الـ22 والذي كفروا فيه الشيعة واعتبروهم مشركين و هاجموا فيه بشدة على حزب الله ودعوا "المسلمين والمثقفين والعامة الى عدم الانخداع بمزاعم ما يسمى بحزب الله لبنان"! وقد اعتبر عدد من المراقبين ان هذا الجزء من البيان دليل على طواطؤ المؤسسة الامنية السعودية وبشخص بندر ابن سلطان ال سعود في مثل هذا التحريض وفي صياغته بما يتناسب واجندة هذا الاخير الطائفية ومن هنا ايضا ابدى الكثير من السياسيين والمراقبين استغرابعهم من قيام "المملكة" السعودية باحتضان "مؤتمر الحوارو الوحدة الاسلامية" وهي راعية لمشاريع التفرقة والفتن والتطهير الطائفية وما بيان شيوخ القتل والفتنة الاخير والذي وقعه 22 شيخا ارهابيا وعلى رأسهم ذلك الطائفي الوهابي ابن جبرين والبراك والنازي ناصر سليمان العمر الا دليل على ارتباطهم بالمؤسسة الامنية السعودية وضلوع بندر المباشر في تحريك كلابهم وتحريضهم ضد الشيعة .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha