بقلم : سامي جواد كاظم
الهروب من الماضي يعاني منه من عاشه اتعس حالاته من بؤس وكراهية واجرام ومهما هرب المرء فان التاريخ يؤرخ ولا يبالي بمن يرفضه ، نعم قد تكون هنالك اياد اثمة تحاول دس او مسح او تحريف ما لايروق لهم الا ان هذه الايادي سوف يكون للتاريخ وقفة معها ويثبت تاريخيا ما اقدموا عليه .
كان لي مقال سابق بهذا الخصوص عن انتهاكات الوهابية بخصوص التاريخ والمقال كان بعنوان ( المجرمون فقط يكرهون التاريخ ( الوهابية انموذجا ) . واليوم كثيرا ما نرى بدات الانامل الخفية الوهابية التي تحرك دمى الاجرام في شتى اشكاله من قتل وتشويه للتاريخ وتكفير ونبذ الاخر بدات تظهر للعيان ومعها تعالت صيحات الاستنكار والاستهجان اضافة الى من يطالب بمحاكمة الفكر الوهابي . ونتيجة لذلك بدات الوهابية تتقهقر وتتهاوى حيث بدات ترتسم صورة مغايرة عن الصورة المزيفة التي انخدع بها العالم .
ففي الوقت الذي كانت الجزيرة احادية الاتجاه بدات الان تتعالى اصوات المعارضة من بقية المذاهب وليست الشيعة فقط كما وان المعارضة السعودية هي الاخرى نبتت في الاراضي السعودية وخارجها وبدات تنشر وثائق عن ال سعود ومشايخها الوهابية ما كان لاحد ان يعلم بها خصوصا من الداخل .
ونعود للتاريخ الذي هو محور مقالنا فاشير لامرين الاول ان الوهابية كثيرا ما هدمت معالم التاريخ الاسلامي في مكة والمدينة بحجة البدعة والتوحيد اقرت في الاونة الاخيرة هيئة عليا للمحافظة على الاثار للحفاظ على التاريخ بعد ما اتضح لها اما جهلها او خوفها من ما تعرضت او ستتعرض له اكثر من السابق على افكارها العرجاء هذه ، والامر المهم في هذا الشان ان الباحثين الذين اوكلت لهم التحري والبحث عن الاثار التي هدمها مشايخهم هل سيتصفون بالنزاهة في تحديد هذه الاثار ، على سبيل المثال ان اثار خيبر كانت بالقرب من شارع رئيسي في المدينة بحيث ان المارين في هذا الشارع يستطيعون رؤية هذا الحصن الذي بطله الامام علي (ع) اقدمت السلطات السعودية الى تغير منحى الشارع ( حسب ما افاده صديق حاج لي ذهب خصيصا لمشاهدة حصن خيبر ) فجعلت رؤية الحصن معدومة ، مما اضطر صديقي هذا الى النزول من السيارة والسير راجلا لبلوغ الحصن ولم يستطع لشدة التعب والاعياء وبعد الاثر .اضف الى ذلك هدم قبر امنة بنت وهب رضوان الله تعالى عليها ام الرسول الاكرم (ص) ( لا اعلم هل هي شخصية شيعية من وجهة نظرهم ) في منطقة الابواء .
اما الامر الثاني فكان لقاء مع شخصية متخصصة بعلم التاريخ من قناة دبي هو الدكتور حاتم عمر طه المتخصص في اثار المدينة المنورة ، الحمد لله هذا الدكتور ليس شيعيا بل من ملتهم فالانتقادات التي ادلى بها ورد الوهابية بالدليل التاريخي الديني على ظلم ما اقترفوه بحق الاثار والمعالم الاسلامية تكون شهادة ادمغ واوجع على الوهابية . ففي حديثه من خلال برنامج حوار هاني والذي استضافه هو الاخر سعودي الصحفي هاني النقشبندي ، تحدث عن المرارة التي خلفتها الوهابية في السعودية فقد قال (فقد ذكر أن مسجد (بني قريظة) هدم وأزيل عن الوجود، رغم أن الرسول صلي الله عليه وسلم صلي فيه، ونزلت فيه آيات قرآنية وإرشادات نبوية، وقد أزيل في العهد السعودي الزاهر بحجة (تجاوزات بعض الشيعة)... مثلما أزيلت الكثير من الآثار الهامة الأخري بحجة محاربة البدع والشرك بالله، والتبرك بهذه الأحجار الصماء من قبل ضعاف النفوس حسب الاعتقاد الديني الذي استندت إليه السلطة السعودية في تعاملها مع آثار الجزيرة العربية!
وقد نفي الدكتور حاتم في حديثه الهام... أصول هذه النظرة العدائية للآثار في الإسلام، حين أورد حادثة رويت عن الرسول (ص)، الذي أمر بعدم هدم الحصون القديمة في المدينة المنورة حين هاجر إليها، رغم أنها كانت تعود لقوم مشركين، قائلا بما معناه إنها: زينة المكان! وفي هذه الرواية دحض لكل النظرية السعودية في حماية عقيدة التوحيد وسلامة المعتقد الديني... وخصوصاً أن الدكتور حاتم ذكر أيضاً، أن هدم الأثر، لم يمنع عشاقه من زيارة الموقع الذي كان به الأثر... وبالتالي فحتي حجة محاربة البدع والضلال عبر هدم الآثار لم تحقق مبتغاها علي أرض الواقع! ) .
التفتوا لمسالتين مهمتين في هذا الحديث الاولى حجية هدم المسجد وربطه بالمعتقدات الشيعية التي ان صحت فهذا يعني ان الشيعة تهتم بكل ما هو اسلامي بغظ النظر عن تبعيته للفكر الشيعي او لا بدليل ان المسجد فيه اثر لرسول الله (ص) وقاموا بازالته من الاساس فهذا يعني حقدهم على الاسلام وعلى كل ما يمت بصلة مع الاسلام وباكورة الاسلام هو شخص الاسلام محمد (ص) فالمسالة ليست مسالة شيعية .
المسالة الاخرى اكد الدكتور ان هدم الاثر لم يمنع عشاقه من زيارة الموقع وهذا ما يحصل الان بعينه بالرغم من هدم اضرحة الائمة في البقيع عليهم افضل الصلوات والسلام نجد الشيعة لازالوا يزورون البقيع والذي لم تسنح له الزيارة نجد قلبه وعقله متجه الى البقيع فعملية ازالة الاثر تعتبر ازالة مادية الا ان الذي يزيل هذا الاثر من وجهة نظره هي دوافع معنوية تمس العقيدة التي يعتقدها مخالفيهم .
اقول بالرغم من ان هذا البرنامج بث من قناة دبي وانه خطوة من خطوات حيث اننا نامل ان يبث من القنوات السعودية الا ان هذا الامر سيكون الشاهد على الضحية وهما كيان واحد انه التاريخ فهو الشاهد وهو الضحية .وشهادة التاريخ على هؤلاء ستبدا من ذويهم الشرفاء منهم ،حيث هنالك بعض الباحثين السعوديين الذين رفضوا الاذعان لاوامر الوهابية الهدمية بدأوا بالدراسة والبحث عن الاثار المهمة في المدينة المنورة لغرض تعينها وادامتها وجعلها معلم حضاري وسياحي وفي نفس الوقت شاهد على من تجاوز عليه . واعتقد انطلق هؤلاء الباحثون بعد ما تجاوزت الوهابية بحجة العمران على جبل احد التاريخي بالرغم من خسارة المسلمين فيه لمعركة مهمة الا انها تاريخ ولايمكن لنا ان نحذفه فهؤلاء الباحثون بداوا يخططون ويدرسون للوصول الى المكان الحقيقي للجبل
https://telegram.me/buratha