المقالات

شهر رمضان شهر العطاء


الشيخ محمد الربيعي ||

 

أيّام شهر رمضان، في مفهومنا الإسلامي، هي مناسبةٌ للبذل والعطاء، كيف نعيش من خلال القرآن روحيَّة العطاء؟

يريد الله سبحانه تعالى للإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأةً، أن يعيش روحيَّة العطاء، وذلك بما تمثّله كلمة الصّدقة من مفهوم العطاء قربةً إلى الله تعالى، فيقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ المُصَّدِّقِينَ وَالمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ [الحديد: 18]، حيث يحثّ الله الإنسان على أن يوظّف بعض قدرته الماليّة للإنفاق على الفقراء والمساكين، لأنّه قد لا يملك الفرصة في أن يتصدَّق على الفقراء والمحرومين في المستقبل، ويقول له بأنَّ الصدقة عبادة؛ فأنت إذا أعطيت إنساناً فقيراً محروماً قربةً إلى الله تعالى، فإنّ عطاءك هذا صلاةٌ تصلّيها، فكما أنّ الصلاة تكون بالأذكار والحركات من ركوع وسجود، فإنّها تكون بالصّدقات أيضاً. وهذا هو الذي جعل عليّاً (ع) يتصدّق بخاتمه وهو في حال الرّكوع، لأنّه كان لا يرى فرقاً بين الصدقة والصلاة، بل كان يرى أنّه عندما يكون في حال ركوع وسجود بين يدي الله، يكون في حالة صلاة، وكذلك عندما يتصدَّق، يرى نفسه في حالة صلاة أيضاً، فهناك صلاة الرّكوع، وهناك صلاة الصّدقة.

ثم إنّ الله تعالى يقول بأن لا تعتبر الصّدقة عندما تتصدّق بها خسارة؛ لأنّ الله سبحانه يعتبر صدقة المتصدّقين والمتصدّقات قرضاً حسناً في حساباته، والصّدقة عندما تعطيها للفقير، فإنّها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير، كما جاء في بعض الأحاديث، فالله يستقرض منك بالفائدة، والفائدة عند الله ليست كفوائدنا نحن، بل يعطيها مضاعفةً، ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[البقرة؛ 261].

وهذا هو الذي يدفعنا لأن نفكّر دائماً في انتهاز فرصة إمكاناتنا، حتى نُعين الناس الذين يحتاجون إلى معونتنا. وقد يعتبر الكثيرون منّا حاجة النّاس إليهم عبئاً عليهم، ولكن: «من نِعَمِ اللهِ عَلَيْك، حاجة النّاس إليك»؛ لأنّ الناس عندما يحتاجونك وتعطيهم مما أنعم الله به عليك، فإنّ ذلك يرفع درجتك عند الله سبحانه وتعالى. وقد ورد في الأحاديث عن بعض أئمّة أهل البيت(ع)، أنهم كانوا إذا جاءهم سائلٌ أو صاحب حاجة، استعجلوا قضاء حاجته.

اللهم احفظ الاسلام واهله

اللهم العراق و شعبة

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك