( بقلم : كريم النوري )
معيار الرفض والقبول لكل مشروع او اتفاقية تمس سيادة العراق واستقلاله يخضع لاعتبارات قيمية ومفاهيم سليمة وشروط موضوعية يحددها العقلاء والخبراء من المخلصين من قادة العراق الجديد. لا تتحدد هذه المعايير بصخب الشعارات وزحمة المزايدات والبكاء والعويل على سيادة العراق دون التدقيق والتحقيق في طبيعة أي مشروع او اتفاقية. الاتفاقية المرتقبة او المقترحة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية قابلة للدراسة والنقاش واحتمالات الرفض والقبول القائمة بعد اعتماد المعايير المطلوبة في توقيع اية معاهدة او اتفاقية طويلة الامد.هناك نمطان من الرفض والقبول ، نمط يرفض او يقبل الاتفاقية دون مراجعة او قراءة او تفحص لبنودها وهناك نمط يرافض او يوافق بعد دراسة مستفيضة ونقاشات مكثفة.
النمط الاول متوثب لكل مشروع سياسي يطرحها الاخرون وبقطع النظر عن اهميته وجديته او مفسدته او ضرره فانه يرفضه ليس بغضاً بالمشروع بل بغضاً باصحاب المشروع نفسه. ومقاسات ومعايير هؤلاء للرفض مبنية على ردود فعل غير منضبطة ومواقف متشنجة والمعيار عندهم موقف الاخر منه وفق قاعدة" مصائب قوم عند قوم فوائد او بالعكس فوائد قوم عند قوم مصائب" لا يهمنا رفض الاخرين او قبولهم بل يهمنا موقفنا الوطني والمبدئي المبني على الثوابت التي اكدناها في مسيرتنا السياسية.
والاتفاقية المرتقبة بين بغداد وواشنطن لدينا عليها تحفظات وملاحظات ضمن رؤيتنا الوطنية والمستقبلية العراق وقد اعلنا موقفنا صراحة وبلسان سماحة السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فاننا نتعامل مع كل مشروع وفق ما تقتضيه مصالحنا العليا وثوابتنا الوطنية.لم تكن مواقفنا انفعالية او ارتجالية تتحرك وفق مواقف متسرعة بل هي مواقف ثابتة ومبدئية مبنية على تقديم مصالح الوطن على مصالح الفئة او الجهة وتغليب مصالح البلاد ومستقبل العباد على مصالح التشكيل اوالفصيل السياسي.
https://telegram.me/buratha