( بقلم : الدكتور سلمان كاظم الجميلي النعماني )
القنوات الفضائية والصحافة العراقية والاقليمية : نقلت هذه الوسائل خبر اعلان الدكتور ابراهيم الاشيقر الجعفري لحزب جديد اطلق عليه تيار " الاصلاح " ومؤيدا هذا الافتتاح السياسي الجديد بالآية القرآنية : ( .... ان أردت الا الاصلاح ...من الآية : 88 _ هود ) وخطب الجعفري في مؤتمر صحفي ضمّ جمع من مؤيديه قائلا ان تياره يضم كل شرئح الشعب العراقي وبعيدا عن الطائفية وان حزبه لايتناقض مع كونه داعية في حزب الدعوة الاسلامية وهو يعتز بالحزب ولازال يرتبط به ، وتناول في خطبته شئ من اهداف وبرنامج تياره الجديد . انتهىالتعليق :
1_ ليست هناك جهة في العراق ( الديمقراطي الجديد ) تستطيع أن تمنع الدكتور الجعفري أو أيّ شخص آخر ، وحسب الدستور ايضا من ان يؤسسوا احزابا او تيارات سياسية ، فالباب قد فتح على مصراعيه بعد سقوط النظام المقبور لتأسيس كل ماخطر على بال البشر من كيانات ومنظمات واحزاب وجمعيات وتكتلات وكتل ومؤسسات واقاليم سياسية وجغرافية ودويلات ظهرت بعض ملامحها الآن ولم تتشكل بعد ؛ طائفية وعنصرية تحميها وتقاتل دونها ميلشيات وجيوش وعصابات مسلحة ، يقف ورائها ويدعمها وسائل اعلام وقنوات فضائية واموال ضخمة سرقت من قوت الشعب العراقي وامواله ويدعمها ايضا تمويل اقليمي ودولي وجدفي كل ذلك وسيلة ناجعة لتدمير العراق ومنع استقراره ونهوضه من جديد .
2 _ من يطل على المشهد السياسي العراقي ويتمعن في تفاصيله ، يجد ان الساحة العراقية مشبعة وطافحة بانتاج كل ماهو ردئ من مصانع السياسة ومطابخها ، مغلفة بالفشل والارتزاق وركوب موجة الاثراء السريع من خلال تبؤ المناصب في الحكومة والبرلمان ، وهي ان وصلت الى شئ من اهدافها والتي لاتلتقي مع اهداف الشعب العراقي ولاتلامس حاجات فقرائه ومحروميه ؛ لن تصل الا من خلال التكتل او الخداع او العمالة لجهة خارجية داعمة ، وليجرب هؤلاء في النزول فرادى او بقوائم احزاب مفتوحة الى الانتخابات القادمة وليس بقوائم كتل مغلقة ، لسوف نرى الفضيحة الكبرى في النتائج والنهايات ، وان غد الانتخابات العراقية لقريب ان حدثت او جرت .
3 _ ما اريد ان اقوله من خلال النقطين اعلاه ، ان العراق العزيز والمظلوم ليس فيه سياسة ولاسياسيون ، انما بلطجة وبلطجيون ومرتزقة وطامعون ، وتافهون حفاة صنعهم الاحتلال وكونهم من لاشئ ( الا القليل طبعا ) وهم ان تحركوا واسسوا ونشطوا فليس من اجل العراق واهله ، بل من أجل مصالحهم ومصالح اسيادهم ، والا قل لي بربك اذا استثنينا امكانات العراق النفطية فما الذي قدمه هؤلاء للعراق واهله غير النهب و الفساد المالي والاداري والتقاتل على المنافع وتصفية الحسابات وتعطيل حركة العراق في مجالات التنمية والاعمار ، وما هو موجود وملحوظ من استغاثات العراقيين ومطالباتهم ومناشداتهم ومستوى الفقر المدقع ، وكمية العاطلين والجائعين والمهاجرين بالملايين وعدد القتلى وحجم الفساد المالي والسرقات ، والتهريب والصفقات المشبوهة ، والعقود التي لاتتناسب مع المبالغ الهائلة ، ونوعية الاعمار الكاذب والردئ وسرقة اموال بلغت ارقاما فلكية ، ووزارتان فاسدتان هما التجارة والكهرباء صرفتا خلال سنوات بما لايقل عن ثلاثين مليار دولار دون ان تقدما للعراق وشعبه لحد هذه الساعة شيئا يذكر، واستهتار السياسي العراقي وفشله وجهله ولاأباليته بآلام الشعب ، كل ذلك وغيره الكثير ، الا ادلة صارخة ودامغة على أن هؤلاء السياسيين ومن كل الاصناف والاطياف هم بلاء العراق ودائه العضال .
4 _ لانفاجئ اذا نقلت لنا وسائل الاعلام من العراق ان هنا او هناك من عقد مؤتمرا صحفيا ومعه جمع من اتباعه بكامل اناقتهم ليعلن عن تأسيس حزب او تجمع او تيار ويعلن بملأ فيه ان تياره من أجل العراق ولكل الاطياف والفسيفسائيات ويأتي لمعالجة الاخطاء ويصلح الامور ويرجع الاوضاع الى نصابها الصحيح ولابأس من ان تظهر خلفه الاسماء واللافتات ومسوح الدين من آيات وأحاديث وتصريحات المنتفعين من الافتتاح الجديد ، اقول لقد اعتدنا على ذلك ونعلم من غير شك أن هناك دكان سياسي قد قام وافتتح ، ولتتهيأ بقية الدكاكين اما لمنافسته أو التحالف معه لاقتسام الريع القادم ، وبالاخص اذا وصل اصحابه ( الامناء )الى دفة الحكم لاسامح الله .
5 _ نقول للدكتور الجعفري لقد رأيناك طوال سنين المنافي ، شخصا معارضا فقيرا تتجول في المنافي على الفقراء والمنفيين في حقبة ما قبل السقوط وتتكلم باسم الدعوة ناطقا وقياديا وأمينا على حركة اسلامية عتيدة قلّ نظيرها اليوم في عالم العمل والصدق والتضحية والاخلاص ضمت خيرة ابناء العراق وشهدائه ، لقد كنت بصراحة أفضل بكثير من سياسي وحاكم ثرثار ، وتاجر خطب عقيمة ومتخلي عن الامانة التي جعلها الشهيد الصدر بعنق كل الدعاة والشرفاء ، وافضل ايضا من سياسي مأزوم بالانانية وتصفية الحسابات وفقان المنصب ، ننصحك بالرجوع الى الله تعالى والتمسك بعرى وحدة المجاهدين والمضحين وعدم شق الصفوف وشرذمة الجموع وتشتيت الجهد وتضييع الفرص ، فالحاقدون واعداء العراق منك ومن الآخرين قاب قوسين أو أدنى ، ويعلم الله ليس لي عداوة معك فلطالما جالستك في ندوات تذكر الشهيد الصدر قدس في كوبنهاجن وكنا سعداء دائما ساعة تعتلي المنصة وتخاطب الناس الطيبين .
6 _ اعلم يادولة الرئيس السابق ، ان تأسيس الاحزاب والتيارات في الساحة العراقية مسؤولية شرعية كبيرة وراءها وقوف طويل أمام العلي القدير يوم الحساب ، وهي بحاجة الى اجازة شرعية لمن يلتزم بالدين والشرع وبحاجة الى أموال طائلة وخصوصا انك قد صرحت في مؤتمرك أنك ستدخل من وراء تيارك الانتخابات القادمة ، فمن اعطاك الاجازة الشرعية ؟ ومن أين لكم كل هذه الاموال والملايين التي تصرفونها ببذخ على القنوات الفضائية والولائم الملوكية وتقديم الهبات والجوائز لمن هبّ ودبّ وحولك بطون غرثى تحن الى القد ؟ راجع خطب نهج البلاغة لامام المتقين علي ع ان كنت في هذه الحقبة ترجع لمثل هذه الكتب وسترى انك في هذا العمر امام خطر كبير يتعلق بآخرتك اكثر مما يتعلق بدنياك الفانية .
الدكتور سلمان كاظم الجميلي النعماني
https://telegram.me/buratha