( بقلم : جميل الحسن )
ما تشهده هذه الايام مناطق مدينة الثورة والشعلة والعبيدي وبغداد الجديدة وسائر محافظات الجنوب الاخرى من استقرار انما هو نتيجة لارادة الدولة وسعيها لفرض النظام والقانون وانحسار سيطرة الزمر الخارجة عن القانون من عناصر جيش المهدي التي احالت الاوضاع في المدن العراقية المختلفة الى جحيم من خلال محاولاتها الفاشلة والمرفوضة لفرض سيطرتها وهيمنتها وقوانيها الخاصة تحت مزاعم تطبيق الشريعة وفق منهج متشدد يقوم على مصادرة حرية الاخرين والتدخل في شؤونهم الخاصة ففي احد الايام قامت مجموعة من زمر جيش المهدي في منطقة سوق مريدي بوضع نقاط تفتيش وسيطرة عند مدخل السوق لتقوم بتفتيش اجهزة الهاتف النقالة ومعاقبة كل شخص يتم اكتشاف وجود اغاني اوتسجيلات غنائية في داخل هاتفه النقال وكذلك الزام اصحاب المحلات والاكشاك بببيع وعرض الاقراص الليزرية التي تتغنى بالبطولات الكاذبة وتمجد مقتدى وتبجل افعاله بطريقة مشابهة لطريقة وزارة الاعلام في العهد البعثي البائد لدرجة ان هذه الاقراص تمثل ازعاجا كبيرا للمواطنين المارين بهذه الشوارع وبهذه المحلات ووصلات الردح التي تصم الاذان وعاقبة كل شخص يرفض ذلك . ان هذا الاستقرارالامني الكبير الذي تتمتع به حاليا مناطق الثورة والشعلة والمحافظات االجنوبية الاخرى انما هو صدى للرفض الجماهيري الواسع الذي قوبلت به الانشطة التي كان جيش المهدي يمارسها وفي مختلف المناطق ومحاولة تطبيق قوانينه الخاصة وبالقوة وعبر اعمال التهديد والقتل المنظم والتي شهدتها محافظة البصرة قبل مدة . وذلك من خلال عمليات الاغتيالات الواسعة للنساء تحت مزاعم باطلة وغير صحيحة ومطاردة النسوة المسيحيات تحت مزاعم عدم الالتزام بشروط الحجاب الاسلامي وتطبيق الشريعة الاسلامية والتي تعيد الى الاذهان ماكانت تقوم به عصابات طالبان في افغانستان من اعمال مرفوضة ومدانة من خلال القوانين الجائرة التي اصدرتها هذه العناصر الظلامية المتخلفة من خلال منع النسوة من حقهن في الذهاب الى العمل ومطاردة المواطنين الافغان ومنع حلق اللحىاوارتداء الزي الغربي والاستماع الى الموسيقى ومنع اقامة حفلات الزفاف وكذلك العمل على اتلاف وتهديم الاثار في ارض افغانستان ؟ هذه الممارسات تكررت عندنا في العراق والتي قامت بها عناصرجيش المهدي وباسلوب مشابه لا يختلف كثيرا عن سلوك العصابات الطالبانية في افغانستان .
وبلا شك فان هناك نوع من التقارب السلوكي الذي يجمع بين عناصر طالبان وجيش المهدي من خلال الاساليب والوسائل التي يتشابهان بها ومحاولة فرض قوانينهم واجنداتهم السلوكية الخطيرة فالتشدد في محاسبة المواطنين وقتلهم على الشبهات تصرفات قامت بها عناصر جيش المهدي في السابق وكذلك عملية تدمير التماثيل والنصب في العراق تحت مزاعم مخالفتها للشريعة الاسلامية .
ان هذا السلوك المتشدد ممن جانب هذه العناصر خلق فجوة كبيرة ووضع علامات استفهام كبيرة حول سلوكها الذي اصبح مرفوضا ومنبوذا وادى الى هزيمتها وبهذه السهولة التي جرت بها وسط فرحة الناس الكبيرة وعودة جميع المظاهر الحياتية الاخرى الى كافة المناطق بعد ان كانت هذه العناصر وفق نهجها المتخلف قد منعتها وحاربتها .كما تؤكد رخاوة الارضية والقاعدة التي تقف عليها عناصر جيش المهدي من خلال حملها للافكار الظلامية المتخلفة والمناداة بها .
https://telegram.me/buratha