( بقلم : علاء هادي الحطاب )
مما لاشك فيه ان العراق بعد التغيير الذي حصل في خارطته السياسية ونظام الحكم فيه صار الخبر رقم واحد على شاشات التلفاز ووسائل الاعلام الاخرى (عربيا وعالميا) كما كان وما زال المادة الدسمة التي تملأ ساعات البث وهذا ما فسح المجال ايضا امام الساحة العراقية للتوسع في مداركها الاعلامية ، لاسيما مع وجود الملاك الفعّال في هذا المجال ، وسجلت بعض البرامج التلفزيونية حضورا متميزا بين المشاهدين كونها برامج جماهيرية وناطقة باسم المواطن لا المسؤول في ظل وضع ضاغط بكل تفصيلاته.
من هذه البرامج المتميزة والعالقة في ذهن المتلقي برنامج (خلي نسولف ) للصحفي (فائق العقابي ) وحسب اعتقادي كمراقب ومشتغل في هذا المضمار ان البرنامج شكل رقما مهما ومتقدما في مجال التسابق المهني حول الافضلية في الطرح والمتعة في المشاهدة والقرب معنويا من المتلقي وسّر نجاح هذا البرنامج يكمن في مخاطبته المسؤول بشكل مباشر وصريح دون خوف او تردد وبمهنية لاتُخرجه عن الذوق العام حتى لدى ذلك المسؤول رغم التضييق الذي وقع عليه خلال المرحلة السابقة من عمر البرنامج الذي دخل سنته الخامسة عرضا تلفزيونيا.قبل ايام ضيّف البرنامج (بسام الحسيني) مستشار رئيس الوزراء حول موضوعة تجميد الحكومة انشطة المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية وكانت ادارة العقابي للبرنامج وطرحه هموم المواطن امام المسؤول بنفس طريقته التي اعتاد عليها دائما وصراحته وجرأته المعهودة في نقده البناء للاداء السلبي في بعض المرافق التنفيذية ، بل واستثمر وجود المسؤول على الهواء مباشرة لمحكاته من خلال المواطن وتأشير الجوانب السلبية في الاداء الحكومي ، والاجمل من طرح العقابي شفافية السيد الحسيني وروحه الرياضية في استقبال كل ذلك .
ما اريد ان اصل اليه اننا اليوم بأمس الحاجة الى اعلام جماهيري يحاكي الواقع ويعيش صراعات المرحلة الراهنة بين المواطن والمسؤول والفاصل الزمني ، لاسيما بعد الاعلان عن جعل هذا العام عاما للاعمار والبناء من الى جانب ان المواطن صار اعلاميا من حيث التلقي والمشاهدة ، ومدركا لحقيقة الطرح البرامجي لما يشاهده من برامج ، فضلا عن كونه (المواطن) سياسيا من حيث التجربة المعاصرة والادراك لحقائق الامور .صحيح ان هناك وضعا ما زال ضاغطا على المؤسسات الاعلامية والاعلاميين كافراد في اغلب الوسائل الاعلامية بأعتبار عدم استقلالية معظم تلك الوسائل وثمة امور اخرى سواء من قبل المسؤول اومن خلال ادوات القتل اليومي ، لكن هذا الضغط لايمنع من ظهور هكذا برامج اذا توفرت الارادة لدى المؤسسة والمهنية لدى الاعلامي اذا علمنا ان هكذا برامج تكون بالنسبة لسلطات الدولة الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) سيفا ذا حدين كونها تنقل هموم المواطن مباشرة الى المسؤول عبر هذا المربع الصغير المباح للجميع رؤيته دون قيود ذلك المسؤول ، ونفس ذلك المربع اطاح بملوك وامراء ودول.
يبقى على المسؤول ان يفهم ان هكذا برامج ك(خلي نسولف) يجب ان يحتفى بها وتكرم على الدوام كونها تنقل الى المسؤول ما يخالج المواطن من هموم ومشاعر اتجاه عمله وادائه وتضع بين يديه عيوبه وكما قال احد الائمة ع (( رحم الله من اهدى لي عيبوبي)) ليس اخرا مبارك لبرنامج خلي نسولف (منبر الشعب) ومبارك للعقابي هذا الاستمرار والنجاح المتميز.....................................................كاتب واعلامي عراقي
https://telegram.me/buratha