بقلم : سامي جواد كاظم
لدي ماخذ على غاندي وعلى كل من قال عبارات الثناء في الامام الحسين عليه السلام والتي كما اعتقد قيلت ليس بقصد الاساءة الا انها مبتورة والذين قالوها لايجب بل ولا يحق لهم قولها من غير التفكير في الابعد من ذلك فانهم بحاجة رؤية البعد لا رؤية عن بعد .
امران مهمان ينظر اليهما اذا ما ذكر الحسين عليه السلام وبغض النظر عن الاجحاف الذي تحملته سنين عمره الستين قبل الطف الامران هما الماساة والغاية التي من اجلها حصلت الماساة . ولو قمنا بتحليل وتقييم ما قدم المعنيون والموالون لاهل بين النبوة عليهم السلام حول هذه المسالة لنجد جهودا جبارة لايمكن لها ان تقاس بخصوص اظهار ماساة الحسين (ع) والتي كانت من نتائجها تعاطف الغير موالين للحسين (ع) وتحديدا من بقية الاديان والمذاهب الغير اسلامية مع قضية الحسين (ع) ، وطالما ان هؤلاء المتعاطفون مع القضية يعتبرون من الباحثين والكتاب والمنظرين لمذاهبهم او مللهم اذن الثناء الذي يصدر منهم يصدر بعد درجة عالية من التفكير لما يقولونه .
الامر اللافت للنظر هو ان هذه الرؤية جاءت من اغلب الذين قالوا في الحسين (ع) رؤية مبتورة أي انها صحيحة وجاءت نتاج ما اجهدوا انفسهم عليه محبي اهل البيت (ع) في اظهار ماساة الحسين (ع) . فمثلا هذه بعض الاقوال التي دونتها في ذكر الحسين (ع) من الباحثين الاجانب منها على سبيل المثال :غاندي : تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر..المؤرخ الإنكليزي جيبون : إن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الإسلامي هزاً عنيفاً، ساعد على تقويض دعائم الدولة الأموية..الباحثة الإنكليزية.. جرترود ب : لقد أصبحت كربلاء مسرحاً للمأساة الأليمة التي أسفرت عن مصرع الحسين..المستشرق الألماني.. يوليوس فلهاوزن : بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً، فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته، وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت (ع)..العالم الانثروبولوجي الأمريكي/ كارلتون كون : إن مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة..
هذه مجموعة من الثناءات التي كما قلت عنها مبتورة ، فالثناء الذي قاله غاندي فيه امران الاول وهو عبارة كيف اكون مظلوما ، فاذا ما صحت الترجمة ان غاندي قالها ولم تكن غير هذه العبارة فان الحسين عليه السلام لا يعلم الناس كيف يكونون مظلومين فالارادة التي تحقق المظلومية للغير تاتي من الظالم ويعمل الطرف المقابل على استرداد حقه واذا ما عجز عندها يكون مظلوم فاعمل على تهيئة النفس لان تكون مظلومة ليس هذا بالصحيح ، قد تكون العبارة التي قالها غاندي هي عندما اكون مظلوم وهي الافصح والاصح من ان اقول كيف اكون لان الكيفية تاتي من ارادة الشخص نفسه والمظلومية امر لا يتفق وطموح النفس نحو الحفاظ على الحقوق فسبب المظلومية هو الظالم .
الامر الثاني المهم الذي يتعلق بغاندي والبقية الباقية الذين اثنوا على الامام الحسين (ع) هو عدم سؤالهم انفسهم لماذا هذه الماساة وما الذي دعا الحسين (ع) لان يخرج بعدته وعدده القليل لمحاربة الطغيان الاموي فهذا هو الاهم اما انظر الى الجوانب المادية لحدث حصل قبل اربعة عشر قرن من غير دراسة الاسباب لذلك فهذه هي الرؤية المبتورة بعينها .
الشيء بالشيء يذكر ففي احدى محاضرات الدكتور المرحوم الوائلي تطرق لهذا الامر عندما طلبوا منه الاطلاع على ما سيقدمون عليه بعض السادة من احياء لذكرى استشهاد الحسين (ع) في لندن وانهم بصدد جلب بعير وتمثيل قصة السبايا في ساحة في لندن كما وتطرق الى السير على الجمر وما غير ذلك فقال وبعصبية هل هذه الاساليب تحي سبب اقدام الحسين عليه السلام الى كربلاء الحسين فكر الحسين مبادئ الحسين الاسلام الحسين الحياة فالذي يريد ان يعرف الناس بالحسين فليعرفهم لماذا استشهد الحسين لماذا هذه الماساة بدلا من الالتفات فقط للماساة .
وحقا من اراد ان يحي ذكر الحسين (ع) او يرضي الحسين (ع) عنه فليعمل على نشر مباديء الحسين (ع) .وكما قراتم اعلاه ان اغلب الباحثين والمفكرين يؤكدون على الماساة والتي هي الوسيلة اما الغاية في عداد المنسيين ، فهذا اما يعتبر كلام مبتور او ان نظرتهم الى الحياة نظرة مادية او لهم ابعاد لايعلم الا الله نواياها .يقولون قال غاندي ان لو لي عشرة اشخاص او مجموعة من الاشخاص كالذين مع الحسين (ع) ساغير العالم او احقق ما اريد اشارة الى ما يحمله اصحاب الحسين من تضحية وفداء وشجاعة ولكن لم يسال نفسه غاندي ان صحت هذه المقولة ما الذي حمل هؤلاء الاصحاب على بذل الغالي والنفيس في سبيل الحسين (ع) ماذا اعطاهم الحسين (ع) هل منحهم مال او منصب ؟ كلا لاهذا ولا ذاك بل لانهم يعلمون علم اليقين ان دينهم محفوظ بشخص الحسين فاذا ما سمحوا للاموين النيل من الحسين وهم ينظرون الى ذلك يكونون كمن يرى السارق يسرق دارهم وهم ينظرون اليه من غير ان يمنعوه .
عبارة المستشرق الألماني يوليوس فلهاوزن تستحق الرد ان كانت الترجمة صحيحة عندما قال (وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت (ع)..) فان كان لايعلم فلنعلمه وان كان امر ثان فلنرده ان اهل البيت (ع) لايريدون من يعطف عليهم بل نحن بحاجة لعطفهم علينا ولكن لو قال( ادت الى التعاطف مع مواقف آل البيت ) لكان اصح وابلغ واتت بالصواب .
عندما قال الحسين (ع) عن سبب خروجه الى كربلاء لم تنل هذه المقولة القدر الكافي من العناية والتطبيق غير ترديدها على المنابر والرد على من يتهم الحسين (ع) بانه طالب سلطة ، العبارة التي قالها الحسين (ع): (ماخرجت اشرا ولا بطرا ولكني خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ) اذن لماذا لا تكملوا المشوار وتصلحون ما اراد الحسين (ع) ان يصلحه ولو جزء يسير المتمكن منه ؟ !!!.
https://telegram.me/buratha