بقلم: عبد الرزاق السلطاني
إن اقوى الاسلحة فتكاً لا يمكن ان تصمد امام سلاح الارادة والوحدة الوطنية، فهما اقوى انواع الاسلحة لاعادة بناء واعمار العراق، واتاحة الفرصة الوطنية لكي تنتصر على الفئوية وتداعيات المراحل الماضية بما تحمله من صراع الارادات وحرب السجالات، والتخلي عن ثقافة الخطاب الراديكالي (المتشدد) الذي يحاول تكريس الاحادية والانغلاق، وما له من آثار وانعكاسات سلبية تهدد المجتمعات وتحول دون ديمومة تطورها، كما يضر بمبدأ التعايش وقبول الآخر، ومن هنا فان الساحة العراقية لا تخلو عادة من رصد الاحداث واختلاف القراءات وتبيانها الذي اعطى مساحة للتجاذبات التي قد لا تتطابق مع مسارات العملية السياسية،
فهنالك من يعتقد ان طبيعة الظروف والمواقف الاقليمية لا زالت تعيش هواجس ماضوية، واخرى مستقبلية ادت كلتيهما الى انتاج افرازات معينة، وبالتالي فلابد من تنظيم اوراق عمل لعلاقة تقنن وترشق البناء الحقيقي للقوى السياسية، ولكن ما نفهمه خلال السنوات الارعة الماضية انما يمثل افرازات طبيعية للمرحلة الجديدة، فكلما تقدمنا أكثر ازداد التلاحم والتماسك بما ينتاغم وتعزيز الثقة ويؤكد المصالحة والوفاق الوطني، فضلاً عن اخراج العراق من ولاية الوصاية الدولية الى واقع سيادة العراق وانهاء الفصل السابع، فهي الخطوة المتطورة لكي يأخذ العراق قراره بيده، ولعل اهم مصاديق البرنامج الوطني هو الوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين على اختلاف مشاربهم في فرض هيبة الدولة ونزع الاسلحة التي تتحرك خارج اطار المؤسسة الحكومية، فالمجتمع المدني هو مجتمع الدول المتطورة والحديثة التي تضمن حقوق مواطنيها كافة، وتكفل حقوق المواطنة السياسية والانسانية، فإن العنف ليس عائقاً امام الحداثة السياسية وحسب، بل امام الحداثة ككل.
وبالتالي كان لاستكمال العملية السياسية ضمن الجدول المقرر لها، تعد غير واقعية بمنظور بعض المراقبين والسياسيين، غير أن استكمال مفردات البرنامج الوطني هو نصر كبير للعراقيين بعد أن اقتنعت معظم المكونات العراقية الانخراط بالعملية السياسية والسير بالمسارات المحددة لها، واستطاعت أخيرا التكيف الى درجة كبيرة مع التحولات الاقليمية، وتجاوزت الكثير من المعضلات والمشكلات التي واجهتها، واحدثت تقدما استراتيجيا في الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية، وبما ان العلاقة مع بعض القوى لا زالت متعثرة الا انها افضل بكثير من المراحل السابقة، والحديث يسري كذلك على الدول العربية والاقليمية للمسير باتجاه احترام سيادة واستقلال العراق واحترام هويته العربية والاسلامية وشد الآصرة العربية من خلال الوقوف الحقيقي مع الشعب العراقي وارادته، واسقاط الديون المترتبة عليه لما تحمله من تركة عصابات البعث الاجرامية وتعزيز التمثيل الدبلوماسي اسوة بالدول الاجنبية التي شكلت انعطافة متميزة في تعاطيها مع الشأن العراقي وحكومته المنتخبة.
https://telegram.me/buratha