المقالات

عندما تمثل الحكومة جماهيرها  

1261 2023-03-18

واثق الجابري ||

 

 ما عاد يستغرب المواطن العراقي، عندما يشاهد  رئيس مجلس الوزراء، وفي أكثر من مرة،  يتصل مباشرةً على برنامج في القناة الرسمية العراقية، ليسمع شكاوى المواطنين  ويجيب عن استفساراتهم ويأخذ أرقامًا، وعدم الاستغراب هذا ناجم من يقين صار لدى هذا المواطن، بأن الحكومة  عازمة على متابعة كل زاوية من البيت العراقي، ويقينًا لم يعد يظن أن ما قاله هو كلام على الهواء سينتهي مع نهاية بث البرنامج، بل هناك من سيتابع أدق التفاصيل.

أبسط وصف للحكومات الديمقراطية، إنها نابعة من الجماهير وتمثلهم، وعندما تكون ساعية لذلك فلابد لها أن تتبع شتى السبل  للوصول الى تطلعات هذه الجماهير ، وترصد أبعد زاوية لتحقيق برنامجها، لذا سعت حكومة السوداني  الى البحث عن وسائل للتواصل مع الجماهير.

أطلقت  الحكومة العراقية فريقاً للتواصل الجماهيري، يرتبط بمستشارية رئاسة الوزراء، لاستقطاب المفكرين والكفاءات والنخب والجماهير، لغرض ايصال الاقتراحات والأطاريح والطموحات الى رئاسة الوزراء مباشرةً، بعيداً عن حلقات الروتين والبيروقراطية  والحواجز بين الحكومة وجمهورها.

شرعت الحكومة  وبإشراف مباشر من رئيس وزرائها ومستشاريها، بسلسلة اجراءات  تمنع العوائق والعراقيل والمصدات، التي تُبقي الأفكار حبيسة  لدى الأشخاص، وتُنهي افتراضات عدم تحقيق الطموحات، وهذا التواصل سيردم الهوة  بين الحكومة والجماهير، ويفتح لها عيونًا  ومساعدين وأفكارًا من واقع حاجتها،  تراقب وترصد وتقدر ، ليأتي دورها بالتنفيذ بعد إزالة كل الحواجز مع الشعب  وتعزيز الثقة بالمسؤول، وأصبحت الحكومة تفكر بعقل جماهيرها وترى بعيونهم وتنفذ بما تمتلك من قدرات.

الديمقراطية الحقيقية، عندما تسمع  وترى الحكومات ما تقوله الجماهير،  وتتواصل معهم بوسائل متعددة حتى تحمل كل ما أُنيط بها من مسؤولية، وتحمل كل ما عليها من واجب.

سيعزز عمل فريق التواصل الإجتماعي، رفد الحكومة بالمقترحات والأفكار والحلول النابعة من الواقع،  وسيشجع الكفاءات والمفكرين والنخب  والجماهير، على الإدلاء بأفكارهم،  ورغم الثقة التي تولدت في الفترة السابقة من جدية العمل الحكومي، إلاّ أن فتح باب  سماع الأفكار واستشارة الجماهير،  سيعطي الحكومة مصداقية أكثر بأنها جادة لحل كل المشكلات، وأنها بالفعل حكومة تمثل جماهيرها، وبذلك تصبح لا حاجة للمواطن أن يشتكي ويظن أن لا حلَّ لشكواه، بل يصبح مشاركاً بالبحث عن الحلول، وفعلاً أن الشعب مصدر القرار.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك