( بقلم : علاء الموسوي )
هذا ما اعلنته الصحافة الاردنية امس الاحد في هجومها اللاذع على (مقترح) تسمية سفير اردني في بغداد على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني (المسكين) ناصر جودة، الذي يبدو انه قد تورط في البوح عن مقبولية المقترح لدى بعض السياسيين في حكومته، حيث اشار الكاتب في جريدة الرأي الاردنية (يومية شبه رسمية) سلطان الحطّاب في مقالته التي حملت عنوان (فـي العلاقة مع العراق ..) قوله (المطلوب الآن في رأيي مقايضة إرسال السفير بالنفط !!، ومقايضة المصالح لتكون المنافع متبادلة، طالما أن الصيغة القومية غير واردة !! ، وطالما أننا في أمس الحاجة إلى النفط الذي يتوفر في العراق بكثرة...). واضاف الكاتب (علينا أن نضع مصالحنا أولا ونجرب ونحاور من خلال ذلك حتى لا يتكرر دفع الثمن دون مقابل...) ولخص الكاتب في مقاله الذي جاء موافقا لاراء زملائه في المهنة الصحفية (الاردنية) الى انه: (لا حاجة أردنية لفتح سفارة في بغداد.. فلم يوضح وزير الخارجية الأردني ما هي الضرورة المستجدة التي حدت بالحكومة الأردنية لكي تقرر إرسال سفيرها إلى بغداد؟ . . . وماهي دوافعنا نحن؟.. وما هي الخطوط العامة التي سيعمل سفيرنا بموجبها في العراق?) .
اقول بغض النظر عن تمثيل هذا الكاتب لرأي حكومته، الا انه لايتجاوز نطاق التفكير العربي تجاه العراق الجديد، فضلا عن ان الكاتب قد اعرب عن قلقه المنبثق من هاجس وخوف الحكومات العربية، لاسيما من كان لها من الود والمحبة (دهن ودبس) مع النظام البائد في ارتجالاته القومية التي اهلكت الحرث والنسل، واوصلت الشعب العربي الى مهاوي التخلف والضياع الحضاري. التفكير بالمصالح الدولية شيء مقبول ومرحب به ، فالكلام عن الاهداف والمصالح واللغة المشتركة، لم يصبح لها وجود او اثر بحسب المفهوم العربي الجديد!، فاليوم الحديث عن قدرة الحكومات والانظمة عن انشاء تحالفات اقتصادية وامنية وسياسية لمواجهة التحديات والظروف الاقليمية المحيطة بها. الا ان الكلام بلغة المقايضات والمزايدات من قبل الدول المجاورة للعراق، وفي طليعتها (الاشقاء العرب)، يجعل الحديث منصبا في بوتقة المقارنة الموضوعية لحجم الربح والخسارة لتلك الدول بين اطفاء ديونها واعادة تمثيلها الدبلوماسي او عدمه في العراق، فلو كان الهدف العربي من مقاطعة العراق دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا هو بسبب آمركة العراق او صفويته او ضياع نفطه للاجانب ـ كما يدعون ـ فلماذا لا تسمح الحكومات العربية لشركاتها ومؤسساتها للاستثمار السياسي والاقتصادي في العراق، وسد المنافذ بوجه من يريد سلب العراق من احضان عروبيته التي لايزايدها عليه احد (لامن الاولين والاخرين). ولتكن الثروات العراقية للبلدان العربية، مادام شرها مأمون وخيرها موفور!، (فالاقربون اولى بالمعروف). وماهي المصلحة ـ برأي الكاتب الاردني ـ ترك العراق في مهبة النهب والسرقة والضياع السياسي ـ ؟.. الا يؤثر القرب الجغرافي بين العراق وبلده بتأثيرات سلبية ناجمة عن ترك العراق هكذا من غير مد اليد (البيضاء) الاردنية لحكومته وشعبه؟.
ما اتمنى ان يفهمه هذا الكاتب او غيره ، من ان العراقيين لايتباكون على فتح السفارات ومد يد العون والنصر من المترددين والخائفين والمزايدين جملة وتفصيلا، ولكن الدعوات التي تطلق من رجالات العراق الجديد وفي كل محفل سياسي واقتصادي، هو للوصول الى حقيقة جوهرية ما زالت الحكومات العربية قاصرة عن فهمها او هضم فكرتها، وهي ان اهمية الوجود العربي في العراق سيحقق الادراك العربي الحقيقي عن ما يدور في العراق، وسيبدد عن كل الهواجس والاوهام المعششة في فكر الكثيرين ممن ابتلوا بمرض المؤامرة وعقلية العمالة الفارغة، وهذا ما يريد العراق الجديد ان يعرب عنه ويخلص اخوته العرب من شر الوقوع في الاخطاء والهفوات السياسية تجاه القرارات المصيرية للامة.
https://telegram.me/buratha