( بقلم : سعيد الحسني )
كنا قد قرأنا بعض الكتابات التي تشير الى ترشيح سعدون الدليمي ضمن قائمة مرشحي جبهة التوافق ، واذ كان ذلك مثار استغراب فان الامر الاشد استغرابا ان ياتي ترشيحه الى منصب وزير الثقافة ، وبعدما وردت تصريحات عديدة لشخصيات مسؤولة في جبهة التوافق وسواها اكدت بما لايقبل الشك صواب الكتابات التي اشارت الى ذلك الترشيح في وقت سابق .
وكان الكثير من الكتاب قد تناولوا صفحات من حياة سعدون الدليمي ، وليس لنا ان نضيف هنا الكثير من تلك الصفحات لكن الذي كان مثار الغرابة الأشد هو ان يكون عراب هذا الترشيح طارق الهاشمي !!نعم فلقد قام طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي والعضو القيادي لجبهة التوافق والمفاوض عنها اليوم مع رئيس الوزراء المالكي ، ونائب رئيس الجمهورية الذي صار اختصاصه متنوعا متغيرا تبعا لنظرية العرض والطلب ، فبينما واصل حضوره في الموصل للمشاركة في العمليات العسكرية هناك نراه يغادر الى الاردن ليكون مهتما باللاجئين العراقيين واكثر اهتماما بالاقتصاد العراقي وعارفا بصفقات تجهيز العراق للاردن بالمشتقات النفطية باسعار تفاضلية ، وبين كل ذلك فهو من طبل وزمر يوما ضد حكومة واصفا اياها بالطائفية بقيادة الجعفري متهما اجهزتها الامنية بقتل الابرياء !! وتلك الاجهزة يقف على راسها يوم ذاك المرشح سعدون الدليمي !!
كان يصرخ الهاشمي ومن خلفه العجوز ابو مكي الدليمي ان اهل السنة يقتلون كل يوم بايدٍ الحرس الوطني (والذي كان يطلق عليهم الهاشمي وجبهته الحرس الوثني) متناسيا ان الحرس الوطني حينها كان بامرة سعدون الدليمي !! اما اليوم فان الهاشمي يذهب الى ابي مكي الدليمي يعرض عليه ايقاف طلب رفع الحصانة البرلمانية عنه مقابل ترشيح سعدون الى وزارة الثقافة ثم يعرج الى خلف العليان ويدعوه الى دعم هذا الترشيح مقابل ان (.......) !!!ترى هل نسي الهاشمي كل شعاراته تلك ؟؟ ام هل نسي عدنان او خلف ؟؟؟ ان كانوا نسوا فلنذكرهم عسى ان تنفع الذكرى:
سعدون ضابط الامن العراقي في العهد البائد والزمن المقبور ، وسعدون من القى باحد زملائه في كلية الاداب الى غياهب السجون ثم الى ركن النسيان والضياع بعد ان كتب عنه تقريرا سريا لضابط امن الكلية النقيب (... الجبوري ) مدعيا ان زميله اشار الى صورة (القائد الضرورة) بعبارات بذيئة بينما السبب الحقيقي كان احدى الطالبات التي نقلت لسعدون اعجابها بذلك الزميل وشخصيته وهي اليوم حية ترزق وتتذكر ذلك الموقف تماما وكيف علت الابتسامة وجه سعدون يوم غاب زميله عن الدوام غيابا دائما ، وسعدون هذا المسؤول الاول عن صفقات السلاح التي يعرفها القاصي والداني ، وسعدون من اصبح العوبة بيد الجعفري حتى توج ولائه له بالانتماء الى تيار الاصلاح الجعفري ليكمل مالم يكمل عندما كان وزيرا لديه في وزارة الدفاع ، وسعدون من اخفى حقائق اعضاء جبهة التوافق عندما وقعت بين يديه الدلائل القاطعة على قيامهم بما يقومون به انذاك من قتل وتهجير للابرياء ، وربما يعود اليوم مهددا اياهم باستخدام هذا الادلة اداة مقابل ترشيحه الى منصب جديد والا فالويل لهم !!ايها الناس دماء الابرياء سنة وشيعة من قتلوا بحجج لاصحة لها ومن شردوا وعذبوا وهجروا لاغراض يندى لها الجبين ، ان لم يكن احد لها فالله ناصرها ( وكفى بالله وكيلا )
...................سعيد الحسني
https://telegram.me/buratha