( بقلم : كريم النوري )
زيارة كوشنير وزير خارجية فرنسا للناصرية كأول محطة لجولته السياسية الى العراق تحمل مؤشرات ودلالات لابد من الاشارة اليها بنظرة متوازنة بعيداً عن التحليل المشحون بنظرية المؤامرة والتهويلات.- ان الخطوة الفرنسية جاءت توقيتاً ومكاناً لتعكس الدعم الاوربي للعملية السياسية للعراق ولتؤكد دور الاتحاد الاوربي في دعم العراق، خصوصاً انها جاءت بعد مؤتمر ستكهولم العالمي.- اكدت هذه الزيارة انفتاح العراق على المجتمع الدولي بتوازن ومسافات معقولة دون الارتماء في جانب دولي على حساب جوانب اخرى.- تؤكد هذه الزيارة ان العراق قد غادر سياسة المحاور دون رجعة وعلاقاته الدولية لا تخضع لتجاذبات سياسية وصراعات اقليمية.- تعدد الخيارات العراقية مع القوى الدولية المؤثرة وابعاد العراق من ظاهرة الاصطفافات الدولية والاقليمية.- اثبتت هذه العلاقات بين بغداد وباريس بان العراق هو البلد المنفتح على الواقع الدولي ولن يتأثر في التدافع الدولي والمصالح الغربية في المنطقة بل يؤثر على ايجاد علاقات متوزانة مع الجميع وضمن ما تفرضه مصالح العراق العليا.- هبوط طائرة وزير خارجية فرنسا في مطار الناصرية تبعث برسائل ايجابية تسودها سياسية الاستثمار والاعمار والدعم الفرنسي في بناء ما خربته السياسيات الخاطئة للنظام السابق.- تعكس هذه الزيارة طبيعة العراق الجديد واعتماده على المشي بقدمين ثابتتين بلا تعويل على قدم واحدة ورمي التمر العراقي في سلة واحدة.- العراق الجديد هو الذي يحدد علاقاته الدولية بلا ضغوط او شروط ولا يحتاج الى اذن من الاخرين في انفتاحه على المجتمع الدولي.- اختيار الجنوب العراقي والناصرية تحديداً وتجول الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية في شوارع الناصرية بمرافقة كوشنير وزير خارجية فرنسا رسالة بالغة التأثير امنياً واقتصاديا وان المرحلة القادمة ستشهد ثورة عمرانية في الجنوب وبقية المحافظات.- التنافس الدولي للحضور في العراق دبلوماسياً واقتصادياً هو المطلوب وان العراق لا يغلق ابوابه امام جميع المتنافسين الدوليين الذي يحسنون ممارسة التنافس الايجابي.
هذه الخطوة الفرنسية المثيرة نأمل ان تتبعها خطوات اوربية اكثر جدية وتحفز اشقاءنا العرب والمسلمين لدعم العراق والوقوف مع شعبنا بلا مزايدات وقراءات خاطئة مبنية على الاوهام والمخاوف.
https://telegram.me/buratha