( بقلم : حامد جعفر )
مجاميع من طلاب الجامعات البعثيين المنتمين سلفا للامن والمخابرات تتظاهر زاحفة نحو السفارة الايرانية في الصالحية .. في المقدمة تسير الصفوة من كبار كاتبي التقارير التي تكسر رقاب الابرياء من خيرة الطلبة الوطنيين المخلصين.. في وسط هذه الصفوة المنحطة يسير الرفيق طارق عزيز ابو زياد والهتافات المغرضة تتعالى من حوله وهو يمشي كالديك الرومي لاتكاد تحمله الارض ولاتسعه السماء ,, بالقرب منه فتاة بعثية متهتكة تدعى فريال تلوح بقبضتها ويعلو زعيقها كنعيق الغربان !! ماتكاد هذه الجموع التي تجيد التمثيل تدنو من سفارة ايران حتى يعلو صوت انفجار مفبرك, ورجل يهرب كالفارة الى السفارة الايرانية , ولكن يلقى القبض عليه من قبل الغيورين طبعا من اعوان الامن والمخابرات من الطلاب النشامى ...!!
بعد ذلك يعلن الاعلام البعثي ان الرجل الذي القى القنبلة هو عراقي من التبعية الايرانية وقد اعترف انه عميل لايران ... اما الناس فقد كانوا بين مصدق ومكذب ولكنهم اجمعوا على ان هذه لعبة اعلامية بعثية لاتختلف كثيرا عن لعبة عدنان القيسي او ابو طبر..!! وعندما اعلن الاعلام البعثي الكاذب دائما ان طارق عزيز اصيب بجروح طفيفة بيده وان الطالبة الماجدة فريال قد استشهدت كذب بعض الناس هذه الرواية رغم ان طارق عزيز ظهر على الشاشة وقد ضمدت كفه .. قالوا ان الطالبة فريال اكذوبة بعثية وانما هي عضوة مخابرات قامت بمهمتها واختفت وان القنبلة كانت صوتية وحسب ولم يجرح حتى عصفور ولم تتضرر حتى شجرة وقال اخرون غير ذلك ولكنهم جميعا اتفقوا على انها لعبة بعثية ..
لحد هذه اللحظة كانت الامور طبيعة وتدخل ضمن الحرب الاعلامية بين العراق وايران ولكن... ويالها من لكن.. ظهر شيخ الاجرام صدام على الشاشة في احدى اخطر تمثيلياته الاجرامية ليتحدث كالعادة لمن حوله من القتلة والمنافقين, ولكن هذه المرة كان هجومه الوحشي منصبا على فئة التبعية من العراقيين .. اتهمهم بانهم ايرانيون وليسوا عراقيين وانهم ينعمون بخيرات العراق ثم يخونونه, على اعتبار ان الرجل المزيف الذي القى القنبلة كان من التبعية .. ثم جاءت الجملة الخطيرة التي يجب ان يحاسب عليها العالم كله لعدم مبالاته ورضوخه لما تبعها من ابشع جريمة في التاريخ الحديث عندما اعلن صدام انه سيقذف بالتبعية على الحدود الايرانية حفاة شبه عراة كما جاءوا الى العراق حسب زعمه فقراء لايملكون شيئا ,,
نفذ صدام قراره الطائفي هذا ..اصدر امره للبعثيين الاوغاد الذي يريد اليوم علاوي ان نتصالح معهم بالهجوم على دور هؤلاء المساكين واخراجهم منها بملابسهم المنزلية على ان لاياخذوا معهم حتى منديلا او كاسا لشرب الماء..!! دسوهم في حافلات كبيرة واخذوهم الى الحدود المليئة بالالغام مع ايران والقوا بهم في العراء. لم يرحموا عجوزا ولامريضا ولاطفلا ولا امراءة ولاحتى مختلا عقليا .
وهنا لااريد ان اسرد المزيد من ماسي هذه الجريمة الكبرى لان الداني والقاصي قد الم بها, ولكني اريد ان اقول ان المجرم الاول الذي قام بهذه التمثيلية وشارك بكل تاكيد بكل جرائمها التي يندى لها الجبين هو طارق عزيز ابو زياد.. بيد اننا نرى اليوم انه يحاكم على جريمة اخرى اقل وطأ بكثير, رغم انها جريمة نكراء, من جريمة التبعية ومآسيهم الكبرى التي هي ابادة جماعية وطائفية لهم ولشبانهم الابرياء ونأخذ على قياديي الاحزاب الفيلية ونقول لهم: لماذا هذا البرود ولماذا لاتقدمون شكوى الى المحكمة الجنائية ضد هذا الخائن والمجرم الدموي..
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha