المقالات

الخطاب والمصطلح

1181 21:59:00 2008-05-31

( بقلم : علاء الموسوي )

لعل ابرز الاشكاليات لدى الواقع السياسي والاعلامي في الوسط العراقي ، هو تباين الخطاب السياسي والمصطلحات الاعلامية المتقاذفة بين الحين والاخر وسط الاجواء المشحونة والمكهربة في الوسط المحلي على كافة الصعد .والظاهر ان السبب يعود إلى الاختلاف في الرؤية الصحيحة والمناسبة للشأن العراقي الجديد ، لاسيما وان المتغيرات التي شهدها الوضع لم تقتصر على جهة معينة ،وانما شملت كل النواحي اللوجستية لمظاهر المجتمع وسايكلوجية التعامل الثقافي مع المعطيات السياسية على الساحة.

بالامس القريب وفي خضم التناحرالسياسي بين المكونات المشكلة للعملية السياسية لمس المتابع العراقي بالتحديد مواطن التخندق الفئوي والحزبي – ان لم نقل الطائفي- في طرح القضايا المصيرية للواقع العراقي، حيث تزامن مصطلح الارهاب والمقاومة في آن واحد، وكذلك العمالة والوطنية ، والمشاركة والتهميش ، والوحدة الوطنية والطائفية .. إلى غيرها من المصطلحات والشعارات المختلفة حول هويتها وتحديد المكان والزمان المناسب لاستخدامها في الخطاب والطرح.

ولكن في الوقت ذاته ادرك ذلك المواطن المتخم بعقلية التكتلات حقيقية الواقع الصحيح في طرح الرؤية المناسبة في تسمية معطيات الشأن العراقي، إذ من غير المنطق ولا المعقول ان تسفك الدماء وتنتهك الحرمات بأسم المقاومة والجهاد المزيف، وكذلك لايمكن توظيف الواقع الذي يهدف إلى بناء البلد بعيدا عن المهاترات الصبيانية والمغامرات الشيطانية بأسم العمالة والرضوخ ، ناهيك عن تشخيص المظلومية المصطنعة لدى بعض الجهات معروفة الوسط المحلي في فسحة فرض القانون والبدائل المطروحة في المشاركة السياسية.

فعلى الرغم من الحقائق التي يكشف عنها الزمن بمرور الوقت وتظافر الجهود الخيرة من ابناء هذا الشعب ، تعمل جهات مشبوهة بتخندقها السياسي والاعلامي الطائفي لاجهاض الانجازات العظيمة في كل قضية تمر بها البلاد ،لتعمل على استخلاص النتائج المشوهة لتزييف الحقيقة، وهذا ما كان واضحا في المواجهة الاعلامية والسياسية من ناحية الطرح والمصطلح لتنظيم القاعدة الارهاب وفلوله من الصداميين وجماعات ما يسمى (بفصائل الجهاد والمقاومة) على سبيل المثال، لتكتمل الصورة اليوم وتعاد الكرة من جديد في توصيف الطرح المناسب لتسمية اي حراك سياسي او اعلامي يمكن ان يخرج العراق من بوتقة الوصاية والهيمنة السياسية، بتسميات ما انزل ـ الله بها من سلطان ـ لا لشيء سوى التناحر والاختلاف، واثبات عدم القدرة على فك الاختناقات السياسية التي تحصل بين الفينة والاخرى في الشأن العراقي. ولعل ما يثار اليوم من نزاع مفتعل بين المكونات السياسية حول الكثير من القضايا المصيرية على الساحة، هي بسبب تناقض وازدواجية الخطاب والمصطلح لدى تلك المكونات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك