( بقلم : زهراء الحسيني )
التيار الاصلاحي الجديد للجعفري هو حق ديمقراطي مشروع لا غبار على اصل القرار وجميع العراقيين احرار فيما يعتقدون ويؤمنون. ونشاة تيار الاصلاح الجعفري ثمرة طبيعية للمسيرة الديمقراطية في العراق وحق سياسي لا يمكن انكاره او تجاهله. ولسنا في سياق البحث عما في الصدور والنوايا فان هذا مما يعلمه الله وحدة ولا نحاسب الناس على عما تخفي صدورهم ولسنا مخبرين او شرطة سرية على عقول الناس وقناعاتهم. ولكن يمكن ان نتساءل او نضع استفهامات امام هذا التيار الذي نتمنى له المساهمة في انجاح العملية السياسية وترسيخ دولة المؤسسات والدستور..
من تلك الاستفهامات والتساؤلات هي مالذي دعا دولة رئيس الوزراء السابق الدكتور ابراهيم الجعفري الى تشكيل هذا التيار الاصلاحي وهو ضمن حزب عريق مر عليه اكثر من نصف قرن فلماذا لم يكرس الاصلاح داخل حزب الدعوة نفسه؟ لو كان الدكتور الجعفري في رئاسة الوزراء بدلاً من المالكي فهل كان يفكر بهذا التيار فعلاً؟ ماذا سيصلح الدكتور الجعفري في تياره هذا فهل سيعمق تحالفه مع الصدريين ضد المالكي وحزب الدعوة؟لماذا لم يبادر الدكتور الجعفري الى تكثيف الاصلاحات في سلوكه ويغادر الشخصنة والنرجسية والطاووسية وهو الذي كان يردد دوماً "ميدانكم الاول انفسكم فان قدرتم عليها اصبح على غيرها اقدر ولو عجزتم عنها فانكم على غيرها اعجز"؟
هل وضع الجعفري في حسابه بان هذا الانشقاق من داخل الدعوة سيخدمه اكثر في أي تحالف قادم وستكون حصة الدعوة حصتين وليست حصة واحدة كما تحولت الدعوتان الدعوة المركزي وتنظيم العراق الى حصد اكثر من ثلاثين مقعداً في الائتلاف العراقي الموحد بينما المجلس بسعته ونفوذه وقوته لم يخصص لها سوى خمسة عشر مقعداً؟الدكتور الجعفري تعملقت لديه عقد السلطنة والشخصنة والزعامة الفريدة وقد اعجبه تلقائية خطابه وانسيابية كلامه الموغل بالاسفاف والاطناب وانتقاء عبارات ومفردات مغرية البعيدة عن البلاغة والايجاز والتأثير.ليس المشكلة في القدرة على الكلام وتوزيع العبارات الرنانة والخطابية فان المشكلة الحقيقة في مطابقة الاقوال للافعال ومقاربة الشعارات للشعور!
لدينا نماذج قريبة ومعاصرة كانت لا تمتلك قدرة خطابية او بيانية ولكنها تمتلك وعياً عملياً كالراحل الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان والملك السعودي عبد الله فهؤلاء جعلوا بلدانهم تشبه الجنان وانعكس عقلهم العملي على الواقع الميداني فطوروا بلدانهم وشعوبهم واما الكلام المنمق والمزوق فلا يشبع جائعاً ولا يكسو عرياناً ولا يرسخ اماناً ولا ينقذ انساناً؟ بل لدينا نموذجاً حياً ليس عنا ببعيد هو السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فهو لا يرغب بالشعارات الرنانة ولا يتقن الخطابات الفارغة ولا يبالغ في العبارات الحماسية ولكنه يمتلك افقاً بعيداً ورؤية متبصرة ومصداقية عالية فساهم في انجاح العملية السياسية والحفاظ على قوة الائتلاف العراقي الموحد في وقت اراد اخرون من اصحاب الخطب الحماسية من افراغ الائتلاف من محتواه المؤثر ودوره المعبر.
الدكتور ابراهيم الجعفري قد ورطه الاخرون فنفخوا في مدحه وبالغوا في تصنيمه فضللوه ولم ينصحوه حتى اوقعوه في فخ الانزلاق الى هاوية السقوط المبكر. كان على الدكتور الجعفري اخر من يتكلم عن الفساد الاداري والمالي وان لا يتاجر بهذه الملفات لانه جزء المشكلة او ركن اساسي منها فلا نريد ان نفتح الملفات المتعلقة بالاموال المخصصة لموسم الحج الذي كان هو مسؤولاً عنه فاين الاربعون مليون دولار المختفية في عهده واين الاموال المخصصة لمجلس الاعمار لمدينة الصدر وكيف وزعها لمن يتظاهر له في ازمة الترشيح لرئاسة الوزراء قبل اقصائه وصعود المالكي؟ ثم من الذي وزع ممتلكات رئاسة الوزراء للعصابات الخارجة على القانون 200 سيارة مونيكا واكثر من عشرة ملايين دولار من اجل انتخابه في المعركة الترشيحية داخل الائتلاف؟
وهل نسى الدكتور ابراهيم الجعفري مواقفه المنافقة في دعم العصابات الخارجة على القانون والوقوف ضد دولة القانون والحكومة في الازمة الاخيرة؟ لدينا الوثائق التي تكفي لفضح الدكتور الجعفري ولكننا لا نتعجل بنشرها ونتمنى ان لا يتاجر بالمواقف النزيهة ويكف عن المزايدات الرخيصة فانه من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر.
https://telegram.me/buratha