( بقلم : سيف الدين احمد )
سمعت وسمع الكثير من المهتمين باحوال السياسة العراقية وشؤونها قبل اكثر من عام عزم رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور الجعفري تأسيس تيار اطلق عليه اسم " تيار الاصلاح " اسم عريض ومصطلح كبير فالتيار في عرف اهل السياسة هو ذلك الحزب الواسع القاعدة ويبدو ان هدفه كبير جدا هو الاصلاح وللناس ان تسمي ما تشاء مادام الاسم يستخدم للاستهلاك الاعلامي لكن ان يدعي صاحب هذه الحركة انه تيار فهذا مما لاينسجم وواقع حال هذه الحركة او الحزب فكم من الناس ينسجم مع هذه الحركة وهل لهذه الحركة تلك الجماهير والقاعدة حتى يطلق على نفسه تيارا وكم من التشكيلات يحوي هذا الحزب حتى يطلق على نفسه تيارا ، صحيح ان لكل سياسي وكما تعود الجعفري ان ينسب لشخصه ان الشعب اختاره كلما وجد نفسه وحيدا ولكن وكعقل تنظري كعقل الدكتور الجعفري ان يحدد انصاره وهو اعلم الناس بان انصاره هم القلة القليلة من المنشقين عن حزب الدعوة الاسلامية والقلة القليلة من المؤمنين بالكارزمة والذين لايزالون يحلمون بان المجتمعات لازالت تعيش في القرون الوسطى التي تؤمن بالقائد والزعيم المتفرد ، واعتقد رغم تنظيرية الجعفري الا ان نفسيته لا تزال تؤمن بعقلية العصور الحجرية المتحجرة ليطلق هذا الاسم العريض على مجموعة صغيرة من المريدين له وربما ان تجاوزنا مصطلح التيار للننتقل الى الاشكالية الاخرى وهي اشكالية الاصلاح التي اصبحنا كما بتنا نسمع كل يوم من يدعي الاصلاح في المجتمع واذا كان الكل مصلحون فلماذا نؤمن بمرجعية دينية وان قال لنا انصار الجعفري من الاسلاميين بان الوقت قد حان لنفصل ما لله لله وما للسياسة للسياسة وهو ما لم يؤمن به انصار الجعفري وما لانؤمن به نحن الان وغدا ولكننا وللمجارات نقول ان كان غرضكم الاصلاح السياسي فلما لم تصلحوا ايام جلوسكم على معبودكم الكرسي ولما اليوم تفكرون بالاصلاح وما هو منهج الاصلاح الذي تؤمنون به اهو استلام السلطة فقط او حتى استلابها ان كان الامر بيدكم ام منهج تؤمنون به واين هذا المنهج الم يكن الدكتور الجعفري يقول ان من يؤمن بمنهج معين فعليه ان يفصح عنه فلما الرمزية والايحائية دون التصريح اليوم .
تيار الاصلاح الجعفري سمعنا عنه قبل عام او اكثر وانتظرنا منهجه او نظريته لكننا لم نسمع لحد الان الا تصريحات لعل مطلقها يريد تشويقنا وعلى عادة تجار الاعلانات الذين يصنعون اعلاناتهم رمزية لجلب اكبر عدد ممكن من الزبائن واخرين اطلق الجعفري تياره فلم نجد من تياره غير الجعفري والجعفري فهو الخطيب وهو المرحب وهو الحزب وهو الافكار وكأنه القائد الضرورة وحشد من شعراء المديح الذين يكسبون من عرق نفاقهم .ولكن الحقيقة ايضا غير هذه لان من طبيعة عقول الكارزمة ان لاتصبر على الانزواء خلف الكامرات طويلا ولا تقنع بالقليل من الاعلام وهنا يطرح السؤال عن تأخر اعلان هذا التيار ان كان ليس للدعاية ! ولكم الحكاية ؟ وبعد انطلاقه انبثق هشا ركيكا وكلمن فيه مجهول الهوية والتأريخ فهل باع الجعفري تاريخه في حزب الدعوة من اجل شلة من المجهولين ؟
حاول الجعفري وبعد ان اُقصي من حزبه السابق عندما وجد المتسمون باتباع الشهيد الصدر من الدعاة ان المالكي سينفق على حزبهم اكثر مما ينفق رئيس الوزراء المنتهية ولايته ان يؤلف حركة يكون فيها الزعيم كما تعود ، فلفظ عن مكاتبه التي يمتلكها صور مفجر الثورة الاسلامية في العراق السيد الصدر كما لفظ شعاراته السابقة " ولعل المقربين من مكتبه يعرفون ما اعنيه من كلمة - لفظ شعاراته السابقة – " ، وراح يتنكر حتى ايحاءا لانتمائه للهذا المفجر العظيم ووجد ان اسمه سيبقى نكرة قبالة اسم محمد باقر الصدر ان بقي متمسكا بالصدر وراح يفكر في ان يعيد الصفعة لحزبه فجمع حوله من المستقلين والمترددين والمستفيدين والعلمانيين والمتأسلمين والمتسننين والمتشيعين مجموعة كبيرة وقرر ان يذهب بهم الى النجف ليأخذ من مراجع الدين الذين لايؤمن بهم الجعفري الا للوصول الى المنصب ولا يعرفهم الا عندما تنزل قريبا من كرسيه نازلة صك مروره ويا ليته لم يذهب فقد اعاده مراجع الدين حافي اليدين وقد اشار عليه احد المراجع العظام بالعودة الى كتلته صاحبة الفضل في بزوغ اسمه لكنه ابى فيما انفك عنه انصاره بعدما عرفوا ان هذا التيار يشكل انشقاقا على الجو العام وانقلابا على الاصلاح فتاخر انبثاق التيار ، لم يهدأ الجعفري ولم يتراجع فراح يبحث عن القاعدة الصدرية التي ظن انها ستكون سائبة له فراح يداهن ويقرب ويبعد ويصرح في الاعلام ويحتضن وينقلب كحال الصدريين في اتفاقاتهم لان الطيور على اشكالها تقع حتى وصل الى نتيجة مفادها ان القاعدة الصدرية لن تؤمن به ولن يؤمن بها زد على ذلك اكتشافه ان هذه القاعدة اصلا ليس لها وجود حقيقي عندما يستقر الامن وهم قلة لكن صوت سلحهم وقهرهم المرتفع يكثرهم في اعين الناس قليلا ثم لجأ الجعفري الى الكفاءات العلمية وراح يسترضيهم ويقربهم لكنهم اصحاب معرفة وليس للجعفري ان يغلب عقولهم لا في بغداد ولا في المحافظات بعد ان ايقنوا انهم ان وضعوا ايدهم بيده فلن يجنوا الا الكلام وان المواثيق التي سيوقعها معهم ستذهب بعد انتهاء يوم الانتخابات كما لفظ مواثيقه السابقة مع حزبه وكتلته وابناء جلدته .
لازال الجعفري يفكر حتى هداه عقله الى السلفيين فراح يواصلهم ويحول لهم كلما تجود به ايدي رفاقه في الحكومة ويقتطع لهم من هيئة الحج نصيبا ومن المؤسسة ... نصيبا ومن الاخرى قطعة لكنه لم يستطع وحتى الان ان يجمع سواد ولا بياضا للخروج به على الناس وما خرج به اهزل من ان يعلن على الاعلام او تفرد له بوقه الفضائي ( بلادي ) هكذا من الوقت الفارغ ؟
هذه حكاية ذلك التيار الذي يبحث عن انصار تقوده الى الانتخابات فقط وان اعلان انبثاقه سيطول اكثر مما يتصور الدكتور الجعفري نفسه جوهرا وان الدعاية بان هذا التيار يضم الكفاءات اقرب الى نكتة السيد الدباغ عندما خرج قبل اعوام بتياره الذي سماه تيار النخب والكفاءات لكنه لم يحصد من الانتخابات السابقة غير صوته واصوات القليل من اقرباءه المقربين وانصاره المصلحيين المفسدين ورجع الى ابواب الحكومة يقبل اليدين من اجل منصب يأسف الناس اليوم انه تسنمه ولعل لعبة ( المتحدث ) تليق بالجعفري والدباغ ما داما يفقهان لغة الشعارات وعبادة الكراسي !
https://telegram.me/buratha