المقالات

مائة يوم على تشكيل حكومة السيد السوداني..!  


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

مضت أكثر من مائة يوم على تشكيل حكومة السيد محمد شياع السوداني، مانراه عمل دؤوب  في الميدان لانتشال واقع المواطنين العراقيين المزري، وذلك بسبب عدم وجود نظام حكم مستقر منذ ولادة الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ والتي رسم حدودها وحدود بقية الدول العربية قوى الاستعمار التي انتصرت بالحرب العالمية الاولى، نعم دول الاستعمار هي من رسمت لنا حدود، وسلطت علينا أنظمة قمعية متخلفة عميلة تعمل لصالح المستعمر، في بلدان تعاني   صراعات قومية ومذهبية مستدامة لتبقى دولنا فاشلة، يستطيع الاستعمار السيطرة عليها بسهولة، من خلال أدواته وعملائه.

أصل الصراع بالعراق قومي مذهبي، ساحتنا خصبة لصراعات الدول العظمى، من خلال دعم مكون ضد مكون آخر، للسيطرة والنفوذ، بل وصلت الخلافات حتى إلى ابناء المكون الواحد،  بعد تنصيب السيد السوداني رئيسا للحكومة، وللحق والانصاف، ما نراه عمل متسارع ، توظيف بالجملة لكل العقود  والمحاضرين المجانيين ،خدمات وصلت إلى الكثير من أحياء الفقراء،بالعاصمة بغداد والمحافظات العراقية كافة، مشاريع للبنى التحتية، ستبصر النور خلال الأشهر الستة القادمة، لكن الحكومة أمامها معضلة مهمة وهي قضية  سعر صرف الدولار وتأثيره على السوق العراقية، يحتاج ذلك  قرار حاسم وجرىء يستطيع تحجيم واصعاف القوى التي لها مصالح في قضية التلاعب بالدولار.

مانراه من أعمال مستمرة هو ‌‎نجاح لعمل الحكومة  رغم المطبات التي تقف أمام عمل الحكومة، البرنامج الحكومي يسير بالاتجاه الصحيح رغم التحديات والمتآمرين عليها، وجود حكومة سواء كانت فاشلة أو ناجحة أمر ضروري، لأن نهوض  الشعوب والدول الكبرى والنامية لابد من إيجاد استقرار، ولايوجد استقرار بدون وجود حكومة، حتى لو كانت هذه الحكومة عاجزة عن تحقيق تطلعات الشعب، ولابد من المطالبات تتظافر في الإصلاح الحقيقي، حكوماتنا نتاج دول صنعها الاستعمار لتبقى دولنا  فاشلة، لذلك الواجب علينا أن نوجد حكومة وتتظافر الجهود لعمل إصلاحات تؤسس لدولة مستقرة يحكمها دستور يقبل به كل ابناء الشعب العراقي، لا توجد حكومة فاشلة تبقى إلى مالانهاية فاشلة، تابعت قبل أكثر من ست سنوات عقد مؤتمر حول نجاح وفشل الحكومات، وكان من بين الحضور، دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، حيث قال،  أن جميع حكومات العالم تفشل في مواضع وتنجح في مواضع أخرى، ولا يوجد حكومات تتمكن من تحقيق النجاح في كافة الأوقات، مشيرا إلى أن نجاح أي حكومة يعتمد بشكل رئيسي على مدى شرعيتها، وضرورة توفر رؤية طويلة الأمد ومؤسسات قوية وتوافق اجتماعي لكي تصبح عملية الإصلاح أكثر سهولة.

وايضا كانت من ضمن الحضور السيدة  ماري روبنسون رئيسة أيرلندا السابقة ورئيسة مؤسسة ماري روبنسون العدالة المناخية، تحدثت عن ضرورة تحقيق التنمية البشرية في المجتمعات، مشيرة إلى أن 54 دولة تقع في أسفل قائمة التطور في العالم، نظراً إلى أنها تعاني من الحروب والنزاعات، وقالت إن المجتمعات المدنية يتعين عليها أن تتابع أداء الحكومات، وأن تطالبها بتنفيذ الإجراءات الكفيلة بتنميتها وتطويرها وأن تحاسبها في حال الفشل. انتهى كلام السيدة ماري روبنسون.

على الحكومة العراقية الحالية كسب فئات الشباب وعدم تركهم بدون عمل ودراسة ويجب توفير لهم سبل حياة كريمة ومحترمة، لأن شباب اليوم هم قادة المستقبل وبناة مجتمع عراقي ناجح ومنتج، يتعين على الحكومة  أن توفر للأطفال  وسائل التعليم الصحيحة وأن تكون مدارسنا وجامعاتنا مواكبة للتطورات التقنية المتسارعة بالعالم.

نحن كمراقبين وخاصة إذا كان المراقب مستقل غير مصاب بمرض التحزب، يكون كلامه واقعي، لأنه لاتوجد مصلحة خاصة، تؤثر على قول كلمة الحق، الواقع أن حكومة السيد السوداني تسير رغم اننا كشعب عراقي لاتوجد لدينا دولة ولادستور منذ أن رسم المستعمرون حدود بلدانا العراق عام ١٩٢١، ساحتنا ارض خصبة لصراعات الدول الكبرى بأدوات عراقية فاقدة للضمير والانسانية، لذلك ‌‎الحكومة بين الجيد و المتوسط ، السيد رئيس الحكومة لازال  صامد أمام الضغوطات الدولية والإقليمية والمحلية ، يواصل عمله  حسب البرنامج الحكومي الذي تم الاتفاق عليه، توجد  بعض الانجازات من البرنامج الحكومي قد تحققت، وسوف يتحقق المزيد  قريبًا انشاء الله، السيد السوداني لم يستاثر بالمناصب، بل لم يقوم بتبديل شخصيات بالحكومة السابقة تنتمي إلى فئات واحزاب وتيارات، بل ابقاهم بمناصبهم، علاقته ممتازة مع الأخوة بالتيار الصدري، هناك حقيقة رئيس الحكومة لايستطيع أن يعمل كل شيء بنفسه، يجب أن يكون هناك تعاون مابين الوزراء ومابين المسؤولين والموظفين ورفع شعار خدمة المواطن، خلال سفرتي الأخيرة للعراق راجعت دوائر الدولة وجدت تجاوب من بعض المسؤولين بشكل كبير مع المواطنين، على سبيل المثال مدير هيئة الفصل السياسي السيد الاستاذ رسول عبدعلي الإزيرجاوي يرأس هيئة الفصل السياسي بالأمانة العامة مخصص يوم بالأسبوع كل يوم خميس لسماع شكاوى المواطنين، يأتي إلى نصب الشهيد يبقى يقابل المواطنين إلى الساعة العاشرة ليلا لتسهيل معاملاتهم، حتى انا ذهبت إليه، الرجل قال لي تفضل أئمرني، قام لي بالواجب بأحسن صورة، نسأل الله أن يوفقه، ياليت الوزاراة والدوائر والمسؤولين بالحكومة العراقية يطبقون طريقة الاستاذ رسول عبدعلي مدير هيئة الفصل السياسي التابعة إلى الأمانة العامة لرئاسة الوزراء بالتعامل مع المراجعين لكان شعب العراق في الف خير.

‌‎حكومة السيد السوداني بدأت تحارب الفساد الذي كان مستشري، ولايمكن إلى أي أحد يجرؤ على التعرض للفاسدين، لكنه تعرض إليهم واسطاع استرجاع اموال، واعتقال أشخاص فاسدين وسراق، كافح تهريب العملة الصعبة، يبقى تهريب الدولار لكل دول الجوار واوروبا والعالم، لان التهريب يتم من خلال طرق شكلها شرعي، التهريب يتم من خلال استيراد البضائع، مضاف لذلك لا توجد ضوابط في قضية صرف رواتب لملايين العراقيين يقيمون في غالبية دول العالم، يفترض إلزام هؤلاء الذين يتقاضون رواتب تقاعدية في اصدار قانون يلزم صرف  الأموال  داخل العراق، وحتى لو سمح بإخراج الرواتب يطبق قانون أسوة بقوانين أوروبا يتم تقليل الراتب المسموح به إخراجه خارج البلد، الكل يصرخ ويحارب الفساد ويأخذ رواتب مليونية ويخرجهن خارج العراق، كلامي هذا يثير حفيظة الكثيرين ضدي، لكن كلمة الحق يراد أن نقولها بدون خجل من احد، العراق يستحق أن نضحي من أجله وإن خسرنا نسبة من اصدقائنا.

نحن كشعب عاش حروب وصراعات منذ مائة عام، يفترض يكون هدف الساسة إيجاد حلول دائمة لحل الصراع القومي والمذهبي، العمل على دعم القطاع الصناعي الحكومي، ودعم القطاع الصناعي والانتاجي للقطاع الخاص، وفرض ضرائب على الأرباح وإلزام القطاع الخاص في توظيف العمال والمهندسين والفنيين في معاملهم ومشاريعهم الزراعية والصناعية، أسوة بالتجربة الدنماركية والسويدية، بظل وجود البترول والمعادن يمكن تقليل الضرائب على القطاع الخاص إلى عشرة بالمائة فقط وهذه النسبة  جدا كافية، ويجب تشريع قانون يسهل الاستثمار وخاصة المستثمرين العراقيين.

ما نراه في وسائل الإعلام هناك  محاسبة الى لسراق امس القنوات الفضائية العراقية نقلت خبر ضبط  هيئة النزاهة مدير عام سابق لهيئة الضرائب سارق  بحدود (15) مليون دولار موزعة على شكل عقارات ونقد عراقي ودولار أمريكي، وهناك معلومات تؤكد أن أملاك هذا المدير السابق تصل إلى 50 مليون دولار.

في الختام شعب العراق عاني من صراعات دموية لذلك يحتاج إلى حلول دائمية تنهي كل هذه الصراعات ولنعيش مثل دول الجوار التي تجاور الدول العربية الفاشلة مثل إيران وتركيا.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 2/2/2023

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك