المقالات

موقفان يتضحان من موقف في ذكرى وفاة السفير الثاني للحجة (عج)

1375 15:08:00 2008-05-30

بقلم : سامي جواد كاظم

تعتقد الوهابية انها تجد ضالتها عندما تعثر على كاتب او منتقد للشيعة من الشيعة وخصوصا اذا كان له حضور في درس او تدريس في الحوزات العلمية الشيعية مضافا الى ذلك العائلة التي يعود لها منشودهم خاصة اذا كانت معروفة في الوسط الشيعي ، ومثالنا الذي ينطبق على كلامنا هذا هو الكاتب احمد الكاتب الان وعبد الرسول لاري سابقا الذي كثيرا ما تعقد له لقاءات وندوات من قبل الوسائل الاعلامية المعروفة الاتجاه فالكاتب يوجد متسكعا في المستقلة والحوار والعربية .

وكان للكاتب لقاء مع العربية يوم الثلاثاء 27/5 ولست بصدد الرد على سفاسفه لانها باتت من الامور التي اكل وشرب عليها الدهر واصبحت لا تصمد اما اضعف دليل ضدها المهم الذي اريد ان اتطرق اليه هو الصفات الكبيرة والهالة الاعلامية التي تصحب تقديم هذا الكاتب ،( كاتب شيعي كبير ، مدرس في الحوزات العلمية الشيعية يقول ، المفكر الشيعي يتحدث ، وهلم وجرى ..)، الان احتفظوا بهذا الموقف .

الموقف الاخر وهو يخص علمائنا الافاضل فعملية منح الاجتهاد ممكن الحصول عليها الا ان المرجعية التي يرجع اليها عامة الشيعة ليست بالامر الهين وان المتعاقبين على المرجعية في النجف ياتي تسلسلهم وتسليمهم واستلامهم بطريقة لايمكن للايادي الخبيثة ان تخدشها او تتدخل فيها فاذا ما دس دخيل فانه سرعان ما يبان للملأ ماهيته ، اما يكون هنالك مجتهد له مقلدين هذا امر ممكن . فسلسلة اساطين المراجع في النجف الاشرف معروفة بالرغم من ازدهارها بعدد غير قليل من المجتهدين الجهابذة ، فالاصفهاني ثم الحكيم ثم الخوئي فالسيستاني وهكذا ، هذا الموقف الثاني احتفظوا به .

الان اذكر المونة في المقال ففي اواخر هذا الشهر الكريم جمادي اول تمر علينا ذكرى وفاة السفير الثاني للامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف الامام محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس سره الشريف صاحب اطول فترة زمنية عاشها مع الامام الحجة (ع)دون سائر الخلق الى حد الان حيث سفارته الممتدة الى خمسين عام كانت حافلة بالعلم والتقوى والورع الذي استفاد منه مريدوه وشيعة امير المؤمنين ويكفيه فخرا شهادة الامام العسكري عليه السلام له ولوالده .

ساعة وفاته التي تمر ذكراها في اخر جمادي اول كما ذكرت حدث موقف يربطنا بالموقفين اعلاه وهذا الموقف هو شخصيتان ملازمتان للامام السفير محمد بن عثمان الاولى العالم الشيعي نعم العالم الشيعي محمد بن علي الشلمغاني بن ابي عزاقر والثاني العالم جعفر بن احمد بن متيل الذي كان ذراعه الايمن ولايفارقه طيلة يومه الا في النوم والكل اصبح على يقين انه المتولي للامر من بعده وفي ساعاته الاخيرة حيث يجلس جعفر عند راسه وابو القاسم حسين بن روح عند قدميه ومع غفوة قصيرة لابن عثمان فقال لجعفر ابتعد عني ونادى على ابي القاسم حسين بن روح حيث قال لهم لقد امرت ان ابلغكم بان النيابة ستكون لحسين ابن روح من بعدي فارجعوا اليه في امور دينكم ودنياكم، هنا المستجد في الموقف هو العصيان الكامل من قبل الشلمغاني والامتثال الرائع من قبل جعفر .

ومحمد بن علي الشلمغاني لم يكن رجلاً من السوقة أو رجلاً من العاديين، إنما كان عالماً من علماء الطائفة، كان وجهاً من وجوه المذهب، وكان قد صدرت عنه تصريحات ضالّة وانحرافات، فوقف منه الامام سلام الله عليه ونوابه موقفاً صارماً، وكان كثير التأليف، كانت كتبه تملا المكتبات الاسلامية، فكانت مشكلة للشيعة في ذلك الزمن، رجل يملك هكذا قدسية وهكذا علمية وهكذا فضيلة ينحرف بهذا الشكل، يصعب على كثير من الاذهان أن يتقبل هذه الفكرة، فلهذا سألوا الحسين بن روح النوبختي عن هذا الموضوع أنّه يسأل الامام سلام الله عليه.فخرج التوقيع بتحريم قراءة كتبه وأنّها كتب ضلال، حينئذ سألوه: ما نصنع وبيوتنا مليئة من كتبه؟يعني ما من بيت إلاّ وفيه كتاب من كتب ابن أبي عزاقر قال: أقول لكم كما قال الامام العسكري سلام الله عليه في بني فضال. وبنو فضال بيت من البيوت العلميّة الشيعيّة، ولكن هؤلاء ابتلوا بأنّهم صاروا واقفية من الشيعة المنحرفين. «خذوا بما رووا وذروا ما رأوا» .

رواياتنا الموجودة في كتبهم خذوها، لا سيما وأنّها كانت أيّام استقامتهم، وأما آراؤهم فلا تأخذوا بها، خذوا بما رووا وذروا ما رأوا، فكان في الواقع أزمة واجهتها الطائفة، أزمة من ادعى السفارة كذباً، ومنهم محمد بن علي بن أبي عزاقر الشلمغاني. سبب الخطأ الذي وقع فيه الشلمغاني هو حب الرياسة الذي اشرت اليه مرارا وتكرارا الى ما اكد عليه الامام الصادق عليه السلام من ان هذا المرض لايدع لصاحبه مجال في تصحيح مواقفه كما كان هو عليه الحال مع ابي حنيفة ، هذا الامر ينطبق بعينه على هدف الوهابية المنشود احمد لاري الذي لا يقاس بعلم العاصي الشلمغاني فالعبرة ليس بما كان عليه الرجل العبرة بما سيكون عليه يوم يلقى ربه .

الامر الثاني هو كيفية اختيار النائب الثالث والذي جاء بامر الامام الحجة (عج) ولم يؤخذ بالاعتبارات التي كانت تدور في خلد معاصريهم فان امر المرجعية والرياسة هو يعتمد على ملكة خاصة لمن تاتيه المرجعية لا هو يذهب اليها كما هو عليه الحال عندما اتت النيابة لابن روح النائب الثالث وهو بعينه ينطبق على سلسلة المراجع الذين تنتقل منهم واليهم المرجعية وفق معايير وموازين إلهية لا سيما وانهم حجج الامام الحجة (عج) على العباد ومن خلال اكثر من رقعة بعثها الامام الحجة (ع) للعلماء يحثهم على الافتاء وانه هو الذي يسدد خطاهم ، طبعا العلماء الذين يحثهم هو ليس كل من هب ودب ولكن وفق اعتبارات يراها هو الامام الحجة (عج) دون غيره . هل تعلمون ان الشيخ اسحاق الفياض حفظه الله كان غالبا ما يشاهد على يمين السيد الخوئي قدس سره ولكن الامر آل الى السيد السيستاني دام ظله.

اخر رشقة هي ان اسم السفير الثاني ،حيث اسم ابيه ابو عمرو وجده هو عثمان فهل سيبنون الوهابية علي ذلك استنتاجات ذات مدلول وهابي اسوة باسماء ابناء امير المؤمنين (ع) ام لا الامر مستبعد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك