المقالات

لقد أبدت لي الأيام يا صاحبي .. وها هي مليشياتك تهوي

1281 07:29:00 2008-05-30

غريب هو الإنسان في سلوكه و طبيعته و تزداد غرابة هذا الكائن حين ينغلق فكره و يرزح عقله تحت قيود شتى فلا يبصر عندها غير ما يريد أن يراه و لا يعترف بحقيقة على الأرض إلا تلك التي يتمناها .  بُعيْد ذلك الاتفاق الذي عقد بين وفد الائتلاف و قادة الصدريين بقليل كان ثمة أخ من ذوي الميول للتيار الصدري قد جادل في حقيقة الاتفاق الموقع بين الطرفين و أصر على أن اغلب البنود الواردة لا سيما تلك التي تُقرأ من خلالها حقيقة الإقرار بهزيمة مدوية لمليشيا مقتدى الصدر و نصر واضح و جلي للحكومة و قواتها الأمنية حيث يتحقق من خلال تلك البنود التي وقع عليها من خوّلهم مقتدى شخصيا كامل الأهداف التي انطلقت من أجلها العلميات العسكرية و الأمنية من اعتقال المطلوبين و مصادرة الأسلحة الثقيلة و المتوسطة و دخول القوات إلى كل مناطق مدينة الصدر و فرض قانون الدولة و هيبتها على كل شبر وحل المحاكم غير الشرعية التي ابتدعت لها قانونا خاصا راحت تحاكم الناس بموجبه و كأنها جزء من دولة أخرى ، و قد بدى المكسب الوحيد للصدريين هو حفظ شأنية " مكتب الشهيد الصدر " أثناء عملية التفتيش وهو شيء لا بأس به . أقول لقد أصر ذلك الرجل على أن أغلب تلك البنود هي مجرد حبر على ورق و لا يعدو الاتفاق أكثر من كونه اتفاقا أمام الإعلام ، و عندما سألته عن جدوى ذلك للحكومة أجاب إنها تريد التخلص من ورطتها مع جيش " الإمام " !! لم يكن الجدل معه ليجدي و لم يجبني على عديد الأسئلة التي وجهتها إليه برغبة معرفة الحقيقة و اكتناه واقع الأمور بشكل معقول . و اكتفى بالقول ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا .. ذلك لفرط التأكيد على صحة قناعته و صدق ما قاله .

و قد مرت الأيام كما هي عادتها و كل يوم يضيف حقيقة تزيد ما قاله الشيخ خواءً و بعدا عن الواقع فيما تتعزز حقيقة إن الحكومة تحصد مكاسب الاتفاق و تمضي بقوة في تطبيق بنوده التي تعهد قادة الصدر بالإذعان لها . و منذ تطبيق هذا الاتفاق الذي تم بموجبه دخول القوات الأمنية لكل مناطق و أحياء مدينة الصدر استطاعت تلك القوات العثور على مخابئ للأسلحة و القنابل و اعتقال المطلوبين الخارجين عن القانون و إن فر بعض من كبار شياطينهم إلى الخارج و لكن في كلا الحالين تخلص الناس من ظلمهم و سطوتهم . و اليوم يأتي ما يؤكد بوضوح عدة حقائق يعنينا منها حقيقة أن الاتفاق المذكور تم العمل بمختلف بنوده و لم يكن صوريا و لا مجرد حبر على ورق . فقد نقلت إذاعة سوا عن قياديين في جيش المهدي و مسئول مكتب مقتدى في مدينة الصدر أن جيش المهدي يشعر بالغبن تجاه قبوله مبادرة الحكومة في وقف القتال و تسليم الأسلحة الثقيلة و المتوسطة و تسليمه بدخول الجيش و الشرطة إلى جميع مناطق مدينة الصدر و أن هناك انشقاقات حدثت بالفعل في داخل صفوف جيش المهدي وان البعض من القيادات الميدانية ذهبت إلى إيران أو المحافظات الجنوبية .

هذه التصريحات و المواقف تعبر كما قلنا عن أكثر من حقيقة ومنها مدى التفكك و التصدع الذي أصاب تلك المليشيا من جانب و من جانب آخر أن كبار القيادات هربت إلى مناطق آمنة ندعو الحكومة العراقية و القوات الأمنية و العسكرية إلى تعقبهم و إلقاء القبض عليهم و ثالثا إن الاتفاق تم تطبيقه و اتضحت المعالم الناجزة للنصر على حفنات من المراهقين و الشذاذ عاثت بالأرض فسادا مدة غير قليلة . و الحقيقة الأخيرة هي إن بيت الشعر الذي تمثل به ذلك الرجل صدق و لكن على قائله الذي احسب أن الأيام قد أبدت له ما كان يجهله أو ... يتجاهله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك