المقالات

الشيخ جلال الدين الصغير هل كان طائفياً؟

1500 06:42:00 2008-05-30

( بقلم : ميثم المبرقع )

سقوط النظام الصدامي في التاسع من نيسان سنة 2003 كشف عن قيادات عراقية جديدة تمتلك روحاً وطنية واسلامية لن تسكت عن حقوق المظلومين من المواطنين وتدافع عن حقوق العراقيين دون مجاراة لزيد او مداراة لعمرو. كما كشف الواقع العراقي الجديد عن شخصيات لا يهمها سوى مصالحها واغراضها الشخصية وتختزل الوطن بالشخصنة وتسير الى اهدافها على برك الدماء واشلاء الابرياء.

لا يهمنا النمط الثاني الذي اصبح مكشوفاً ومفضوحاً امام العراقيين جميعاً ولكن سنسلط الاضواء على النمط الاول الذي يختزل شخصيته ومصالحه من اجل الوطن ويوظف وجوده ومستقبله وحياته من اجل شعبه ولا يجامل ولا يغازل من اجل الحق ولا يهمها كم تفقده مواقفه الصارمة والحاسمة من رصيد من الجماهير التي يساق بعضها بمؤثرات العقل الجمعي والايحاءات الخاطئة.

من تلك الشخصيات التي اكدت حضورها في الواقع العراقي القديم المعارض الجديد بعد التغيير هو سماحة الشيخ جلال الدين الصغير هذا القيادي المؤثر الشجاع الذي يمتلك رصيداً فكرياً وجهادياً وسياسياً شهدت له محافل الساحة السياسية في العهد السابق والميدان العراق الجديد اللاحق بصوته وفكره وخطابه وروحه الوطنية المتوهجة.أٌقترن وارتبط اسم آل الصغير في رعاية مسجد براثا المسجد التأريخي وسط بغداد يحمل ملامح الامامة والتحدي وشخصية امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) وغاب عنه شيخ جلال الدين على غير رغبته وارادته بسبب مطاردة النظام الصدامي للرموز الاسلامية والسياسية من رجالات التحرك الاسلامي فانتقى مواقع اخرى تغيظ النظام وتقلقه وترهبه وتؤرقه فتحرك بين طهران وسوريا صوتاً معبراً عن ارادة شعبنا وقلماً مؤثراً لا يداهن الباطل او يداري الظلمة او يجاري الجائرين.

لم يستقر له بال او يهدأ ضميره فتواصل مع معاناة شعبه موظفاً كل قدراته وامكاناته العملية والسياسية من اجل نصره شعبه فكان له حضوره الفاعل في محافل السياسة والفكر والجهاد وكان من المؤسسين الفاعلين للمجلس الاعلى في المهجر كأطار سياسي يلم شمل المعارضة العراقية بكل اطيافها الاسلامية والوطنية ضد النظام البعثي البائد.

وبعد سقوط الصنم لم يتردد الشيخ جلال الدين الصغير من الحضور الفوري وسط اهله وابناء وطنه في بغداد العاصمة وفي براثا ليعتلي منبره ليكون صوتاً صادحاً بالحق ومنادياً بالصدق غير مكترث بتهديدات الارهاب وتحديات الامن المنهار في بداية السقوط. فكانت كلماته المعبرة معولاً يهدم صرح الارهاب والتكفير فحاول اعداء العراق من عصابات القاعدة التكفيرية من اسكات هذا الصوت فدسوا اليه مفخخاتهم واحزمتهم الناسفة داخل مسجد براثا لاسكات هذا الصوت الهادر ثم استهدفوه اكثر من مرتين عبر انتقاء اساليب ماكرة في ادخال مجانين الانتحار التكفيريين لكنهم فشلوا فاستمر الصوت الهادف ليداهم قوى الارهاب والتكفير.

ومن مسجد براثا الى مجلس النواب كان الشيخ جلال الدين الصغير عمامة تؤرق اقطاب الطائفية وتهزم حشود التكفير وكان اسداً في قاعة البرلمان وفي منبر الجمعة كلما اراد ان يداخل في نقطة نظام هدأت قاعة البرلمان فلا تسمع الا همساً فكانت نبرة صوته الشجي وانسيابية عبارته وتلقائية خطابه تهز مشاعر المحبين وتهز مضاجع المعاندين فاذا تحدث سكت الحاضرون واذا حضر غاب الساكتون. الشيخ جلال الدين الصغير لا يؤمن بالتنظير الذي يفتقد التغيير ولا يتفاعل مع الشعارات المتباعدة مع الشعور ولا يحب الاقوال غير المقارنة للافعال.

صحح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي اثارها المغرضون على علمائنا ورموزنا الدينية فكان متصدياً في الميدان السياسي والفكري ولن يتخلى عن دوره الريادي في توجيه مسار الجماهير باتجاه المشاركة في الانتخابات فبادر للحضور في منطقة الجنوب وسط الجماهير . من ميزاته وخصائصه انه ينشط في الازمات وفي الشدائد ويضع النقاط على الحروف غير مكترث بردود فعل الاخرين من المخطئين والخارجين على القانون فكلما اعتلى منبر الجمعة ضخ روح الحماس والامل في نفوس متلقيه الذين ينشدون اليه بكل اصغائهم واسماعهم حتى كأنه يمسك بتلابيبهم وهم لا يتمنون بانصرافه عن خطابه وهم لا يسئمون ولا يتضايقون. ولانه شجاع ولا تأخذه في الحق لومة لائم فقد اغضب وازعج الطائفيين والخارجين عن القانون ولانه فقد اعجابهم لاسباب هو نفسها مورد اعجابنا به.اتهمه الاغبياء بالطائفية وهو ليس طائفياً وشكك الحاقدون بانتمائه الوطني وهو عراقي اصيل لا غبار على عراقيته كما لا شك في عراقيته.

مشكلة الطائفيين انهم يخلطون بين الانتماء للطائفة والدفاع عنها وبين الممارسة الطائفية فثمة فرق كبير بين الانتماء للطائفة والممارسة الطائفية عبر اقصاء والغاء فالشيخ جلال الصغير ينتمي الى طائفة لا يخفيها بل يفتخر بها لكنه لا يمارس الاقصاء الطائفي فهو في موقع تشريعي ونيابي لم يسمح له باية ممارسة طائفية.وهذا الفخ المفهومي لمعايير الطائفية وقع به الكثيرون حتى توهموا بان الدفاع عن مظلومية اهل البيت وذكر مناقب امير المؤمنين ومظلومية الزهراء البتول بنت الرسول او احياء ذكرى شهيد كربلاء الامام الحسين هو من مداليل الطائفية بينما السكوت عن هذه القضايا وطمس حقائقها هو خضوع للطائفية فمتى كان امير المؤمنين الذي قال عنه الرسول الاكرم "علي مني بمنزلة هارون من موسى" و"من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه واخذل من خذله" ومتى كانت مظلومية الزهراء التي قال عنها النبي الاكرم "فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني" ومتى كانت شهادة الامام الحسين في مواجهة الانحراف الاموي من الطائفية؟

الشيخ جلال الدين يوالي علياً ويقدس الزهراء ويعشق حسينياً ويتباهى بذلك دون استعلاء او استحياء وليس عاراً او عيباً ان يكون كذلك لكن المخجل ان يتنكر الاخرون لاهل بيت العصمة والنبوة مجاراة لغيرهم الذين لا يعترفون بهم وان تخلوا عن مبادئهم بل يتهمونهم بالتقية والتورية فيخسرون ولاءهم وانتماءهم لاهل البيت من جهة ولن يربحوا ثقة هؤلاء الطائفيين من جهة اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك