( بقلم : عماد الاخرس )
لا اعلم سيادة الوزير إن كانت الصرخة في عنوان المقال تُحْزِنُكْ أم تُفْرِحُكْ.. فان كانت تُحْزِنُكْ فهذا دليل على حبك لشعبك وحرصك على العملية السياسية الجارية في العراق الجديد.. وهذا ما أتمناه .. أما إذا كانت تُفْرِحُكْ فهذا يعنى انك إرهابي سادى ويجب أن تُصَنَفْ في خانة المجرمين وعلى الحكومة أن تُحيلُكَ إلى المحاكم المختصة بتهمة الإرهاب .. ولكن إذا عدنا إلى واقع حال وزارتك والانقطاع اللامتناهي للتيار الكهربائي في العراق كله وانعكاساته السلبية المريرة على حياة المواطن فإنها دلائل تشير إلى إنها تُفْرِحُكْ! .. وعلى العموم في كلتا الحالتين يسألك العراقيون الرحمة من عذاب هذا الانقطاع الدائم للكهرباء وفى جميع مدنهم وبلا استثناء.. عفواً .. تستثنى من ذلك المنطقة الخضراء !!
لقد تناقلت مؤخراً المواقع الالكترونية الخبر التالي.. وزير الكهرباء يرمى التهمه على وزير النفط بعدم توفير الغاز الكافي لتشغيل محطات الكهرباء..وتعليقنا على الخبر.. كريم وحيد يُعَلِقْ مصيبته على شماعة الشهرستانى .. والسؤال هنا .. أيهم المسئول الحقيقي عن مصيبة الكهرباء ؟ طبعا سيكون الجواب .. لا يعلم سوى الله .. وهنا يصح المثل القائل (( بين حانه ومانه ضاعت لحانه)) !! أما لماذا تم وصف هذا الانقطاع الدائم للكهرباء بالمصيبة ! فالغرض منه التعبير عن أهميتها في تعطيل وتدمير أي مجتمع معاصر .. فالكل يعلم الحاجة الكبيرة للكهرباء في كل قطاعات الدولة سواء كانت الخدمية أو الإنتاجية و توفير فرص العمل والقضاء على البطالة .. الدراسة وتطور العلوم كافه .. عودة السلام والرفاهية.. نجاح العملية السياسية وفزع الحكام العرب.. انتصار الديمقراطية وهزيمة الإرهاب.
ومن أهميتها هذه يكمن السر وراء تركيز الإرهابيون وقوى الشر الداعمة لهم على إلحاق الأضرار المستمرة بمحطات وشبكات الكهرباء العراقية أملا في إعاقة بناء وتطوير البني التحتية للعراق الجديد وإفشال العملية السياسية الجارية فيه . ولا اعتقد يخفى على السيد الوزير إن عدم مقدرة وزارته على تجاوز مصيبة الكهرباء تدل على إن هناك إرهاباً منظماً يستهدفها وتقوده زمر لها أهداف كبرى منفذوها من الداخل ومدعومة بقوه خارجية كبرى . وبما أن هذه الزمر مستمرة في تحقيق غايتها على أحسن منوال فهذا يعنى بأن سيادته إما عاجز عن مواجهتهم أو شريكا لهم و هذا امر أيضا لا يعلم به سوى الله!
ومن حق العراقي أن يَعْجَبْ للتراجع المستمر في خدمات الكهرباء على الرغم من مرور خمس سنوات على تغيير الحكم في العراق المحاصر والواردات النفطية التي تُعَدْ بالمليارات واحتلال تقوده أميركا العظمى البلد الأول في تصدير التكنولوجيا للعالم !! حقا انه امر يستحق العجب ومثير للشك يجبر المواطن العراقي على أن يضع آلاف علامات الاستفهام عن الجهات التي تقف وراء ذلك !!
ولأروى لقارئي الكريم هذه الواقعة التي كنت شاهد عيان عليها في العهد البائد.. لقد كنت اعمل موظفا في محطة كهرباء بيجى الحرارية عندما قامت قوات التحالف الثلاثيني بالعدوان على العراق عام 1991 على اثر غزو صدام للكويت .. لقد تم استهداف كل المواقع المهمة فيها بصواريخ موجهه أدت إلى تدميرها بشكل شبه كامل تقريباً .. ومن خلال رؤيتي لموقع الضربة كنت أتصور إن إعادة إصلاحها أمرا فيه ضرباً من الخيال .. وخلال وقت قياسي لا أتذكره تحديدا تم إعادة بناء المحطة بكفاءات عراقيه خالصة رغم ظروف الحصار ونفاذ الكثير من المواد الاحتياطية.. لقد تم انجاز هذا العمل بأشراف المدير الفني للمحطة المهندس (رعد الحارس) والذي يشغل الآن منصبا مهما في وزارة الكهرباء وبتنفيذ احد المهندسين المتميزين رئيس قسم الصيانة الميكانيكية آنذاك المهندس (رائد البياتى ) الذي تبرع بتنفيذ كل الخطط الكفيلة بإصلاحها اعتمادا على كفائتة وخبرته الفنية وزملائه من الكادر الهندسي والفني العامل في المحطة .. لقد كان انجازاً عراقياً فتاكاً حينها .. والسؤال هنا .. لماذا لم تتمكن الكفاءات العراقية ومعها المستشارين الأجانب الآن من إعادة إصلاح منظومة الطاقة الكهربائية برغم توفر الأموال والأدوات ألاحتياطيه وأسواق وخبرات الدول الداعمة وأولها أميركا العظمى ؟ حقاً انه امر يُثَير الحيرة والشك!!وأسئلتي للسيد وزير الكهرباء ابدأها ..
لقد وجهت اتهامك لوزير النفط الشهرستانى بعدم توفير الغاز الكافي لمحطات الكهرباء .. هل في تقديرك بان العراقي يقنع بوجود مثل هذه المشكلة في بلد يسبح على بحيرات من النفط ومليارات الأطنان من الغاز التي تتسرب دون الاستفادة منها ؟ قد تََدَعِى بأن الإرهابيين ينسفون محطات وشبكات الكهرباء ولكن هذا ممكن في المناطق التي ينتشر فيها مجرمو القاعدة أي الوسطى والغربية .. والسؤال هنا .. ماذا عن انعدام الكهرباء في المناطق الآمنة نسبيا من العراق ؟ ويمكنك أن تَدَعِى بأن البعض من المحطات والشبكات قد تعرضت للسلب والنهب..والسؤال هنا .. هل تعرضت إلى الصواريخ الموجهة الدقيقة في اختيار موقع إصاباتها كما تعرضت لها المحطة السابقة الذكر؟ هل يمكنكم تحديد سقف زمني لعودة الكهرباء إلى حالها الطبيعي أو على الأقل تحديد أسباب منطقيه للعجز في إصلاحها ؟ وعذراً سيدي من آخر أسئلتي .. من المعروف إن تعطيل إنتاج الكهرباء غاية يهدف لها الاحتلال وقوى الإرهاب العالمي المتمثلة بكل الحاقدين على العملية السياسية للعراق الجديد.. فهل تنسجم نواياك مع نواياهم ؟!
لذا أقولها للسيد الوزير .. لقد أصيب شعب العراق بالتخمة من التبريرات التي لا صحة لأكثرها ومن تعليق مصيبة الكهرباء على شماعة الآخرين.. عليكم تحديد أسباب العجز بشكل دقيق والمباشرة بإصلاحها فشعب العراق فقد كل قدراته على الصبر والانتظار.
أما أسئلتي إلى الحكومة .. فابدأها .. هل حقا حليفتكم أميركا بالتكنولوجيا المتوفرة لديها عاجزة عن إصلاح الكهرباء أو توقير البدائل لها ؟ هل يراد من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عقاب العراقي وقطع رزقه وإكراهه على الهجرة ومغادرة العراق ؟ نسمع الكثير ويوميا من العراقيين الذين أنهكتهم الغربة ويفكرون بالعودة للعراق هذه العبارة ( لن نعود إلى الوطن مادامت مصيبة الكهرباء قائمه ).. هل تفهم الحكومة بان عامل الكهرباء يأتي بعد عامل الإرهاب في منع عودة المهجرين من خارج العراق أم هذا هو المطلوب ؟! وأخير أسئلتي .. إذا كان الوزير غير قادر على تنفيذ المهمات الملقاة على عاتق وزارته بالشكل الصحيح إذن لماذا لا يتم ترشيح بديل غيره وما السر في استمراره بمنصبه وألا يدل هذا على انه مستمرا من اجل تحقيق مكاسب شخصيه له وربما لأخرين ممن يضمنون له البقاء في هذا المنصب ؟!
لذا فالحكومة ملزمه بالتخفيف من هذه العقوبة بحق العراقيين وإصلاح محطات وشبكات الكهرباء وعلى الأقل عودتها إلى حال ما قبل الاحتلال !!.. لقد أُصيبَ العراقيون بالملل من وعود خمس سنين ولازالت لم تظهر أي بوادر حل على الأفق القريب وشهر تموز قادم وارتفاع درجات الحرارة فيه فوق الطبيعي لن ترحم طفلاً ولا شيخاً أبدا وعليكم أن تتوقعوا ثورة أعصاب العراقيين جميعاً لدرجة قد لا يُحْمَدْ عُقباها!!
أخيراً أقولها .. تبا لكل من له يد في تفاقم مصيبة الكهرباء في عراقنا الجريح .. وهنيئا لقوى الاحتلال والإرهاب فوالله أنكم الفائزون إذا استمر الوزير وحيد يعلق مصائبه على شماعة الآخرين وحال الكهرباء على هذا المنوال !!
https://telegram.me/buratha