( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
مرت مدينة الصدر الصابرة باكبر محنة في تاريخها نتيجة سيطرة القوى الارهابية على سكانها وترويعهم تحت تهديد السلاح .بدءت محنة المدينة حينما استولت العصابات الخارجة على القانون تدريجيا على مفاصل الحياة في المدينة بدء من محطات تعبئة الوقود ووصلا الى المقاولات . اصلحت المدينة تعاني من اسوء ايامها والسبب كان واضحا لان الدولة لم تلتفت الى محنة الاهالي واستفحال قوة العصابات الاجرامية. وما قصة اسواق جميلة وسيطرة تلك المجاميع عليها الا واحدة من تلك القصص فالعصابات كانت تفرض اتوات على الشاحنات الداخلة الى اسواق جميلة بمبلغ خمسين الفد دينار لكل عجلة؟ ولما سيطرة القوات الامنية على اسواق جميلة وطردت تلك العصابات بدت عملية القصف المستمر والحرق المتكرر لاسواق جميلة هذه محنة واحدة اما معاناة اهلنا هناك فكانت كبيرة جدا فمكتب الشهيد الصدر كان يسعر اسطوانة الغاز بعشرين الف ايام المحنة؟ ويسعر كيلو الطماطة 2500 دينار .
اذن اصبحت ارزاق الناس معلقة بما سيقوله صاحب المكتب هذه المعاناة كانت اكبر كلما اقتربنا من ساحة الاحداث فالبيوت مهدمة والعمارات محترقة والسبب لان سطوة هذه العصابات كانت كبيرة جدا فهم يزرعون العبوات الناسفة امام بيوت المواطنيين وامام العمارات التجارية ؟طبعا هم يعرفون نتيجة الفعل ويعرفون ايضا ان الابرياء لا حول لهم ولاقوة. اصبح سكان هذه المدينة الصابرة دروعا بشرية واسرى لدى هذه العصابات الاجرامية .ولكن العجب كل العجب من تصرف اعضاء البرلمان ممن يطلقون على انفسهم اعضاء التيار الصدري؟ فنائبة مثل مهى الدوري واسماء الموسوي توزع السلاح والحبوب المخدرة على ما يسمى جيش المهدي. فهل هناك عار اكثر من هذا العار حينما تتحول نائبة برلمانية تتقاضى من اموال النفط العراقي ثلاثين مليون دينارا بينما ملايين الشعب لايجدون فرصة عمل تقوم بتوزيع الحبوب المخدرة على صبية ومراهقين من اجل عرقلة عمل الدولة واسقاط الحكومة.
وهل يعقل ان نسمع عن مهى الدوري واسماء الموسوي كما شاهدنا الفيلم في المحمول وهي تردد الشعارات مع هولاء الصبية وهي تنادي بسقوط رموز العملية السياسية؟ وتكيل لهم السب والشتائم. اذا عرفنا هذه التصرفات سوف ندرك جيدا ان دور الحكومة في انقاذ المدينة الاسيرة كان امرا خطيرا جدا وقرارا ناجحا من اجل تطهير المدينة من افراد هذه العصابات ورموزها .
وسوف ندرك اخيرا لماذ ترتفع عقيرة هولاء النواب من اجل الدفاع عن هذه العصابات والزمر البعثية لا من اجل حفظ الدم العراقي بل من اجل المزايدة والبقاء في قبة البرلمان والحصول على ثلاثين مليون دينار والا كيف نفسر سكوت اعضاء ما يسمى التيار الصدري عن الزيادة في مرتبات اعضاء البرلمان وقبولهم في هذه الزيادة المليونية في حين تعاني مدينة الصدر من سوء الخدمات الصحية والاجتماعية وارتفاع حالات البطالة ومن الموت اليومي
https://telegram.me/buratha