( بقلم : ناهدة التميمي )
من المعروف انه في زمان النازية وهي تعني العرقية او الوطنية او القومية فان هتلر عمل بيوت خاصة لتنشئة الاطفال من الجنس الاري الالماني الخالص اطلق عليها بيوت العرق الاصيل .. وفيها يؤخذ الاطفال من كلا الجنسين وممن لديهم مواصفات خاصة جدا وينشؤونهم على حب هتلر والمانيا وانهم ذوي صفات فوق كل البشر .. هذه الصفات تحددها لون البشرة والشعر والعيون .. فجعل علماء النسل والعرق في مؤسسته يقسمونهم على اساس هذه الصفات .. فجعلوا اولا وفي اعلى سلم الاجناس ذوي الشعر الاصهب والعيون الزرقاء الصافية والبشرة البيضاء ثم ذوي الشعر الاشقر والعيون الزرقاء الصافية والبشرة البيضاء ثم ذوي الشعر الاشقر والبشرة البيضاء والعيون الملونة زرقاء غير صافية او خضراء او رمادي او صفراء وهكذا ..ووضعوا للاعراق والاجناس في العالم في سلم حسب كفاءاتهم ومقدراتهم وصفاتهم البشرية والعلمية ومقدرتهم على التكييف مع الزمن والتقدم والحضارة .. وعلماء الاجناس هؤلاء بدؤا دراساتهم هذه منذ القرن الثامن عشر في الدراسة الشهيرة بعنوان ( العرق كل شيء) ثم تبعتها في القرن التاسع عشر دراسة اخرى اعمق واشمل بعنوان ( اصل الاعراق ) ومن ثم جاءت الدراسات الدارونية والتي تعتمد على دراسة ( الاستيفاء الطيفي لداروين ).. جميع هذه الدراسات تقول ان ذوي الشعر الاشقر والاعراق النقية البيضاء هم القادرون على تحسين النسل والتقدم واحداث الحضارة وذوي عقل متقدم على باقي الاعراق والاجدر بالبقاء .. اما الاجناس الاخرى كالافارقة والزنوج والهنود والعرب وبعض الاعراق فقد تنبا الدارونيون بانهم الشعوب الخاسرة لانها لاتستطيع المنافسة ومصيرها الاختفاء والانقراض والموت التلقائي لانهم لايصلحون للعيش .. وهنالك كتب كثيرة في هذا المجال مثل الدارونية الاجتماعية وبحوث اجريت على يد عالم تحسين النسل ستيف جونز البريطاني وفيلهام وكالتون الالمانيين المعنيان بعلم الاعراق وجميعها تخلص الى نفس النتيجة من ان هذه الاجناس لاتصلح للعيش ولايجوز التناسل معها لان عرقها الرديء سيطغي على العرق الاصيل ويخربه.ويجب تنقية الاعراق المختلطة والمحافظة على نظافة العرق ( الوراثة ) لكالتون.
ومن هذا المنطلق فقد ترك اللورد لوتون الذي كان يحكم الهند في زمن الملكة فكتوريا مئـات الالاف من الهنود يتضورون جوعا ويموتون عندما حلت بهم كارثة اقتصادية وبيئية حين فاض البحرعليهم بينما كان هو يحتفل بعيد تتويج فيكتوريا وكانت الولائم لمدة اسابيع وكان الطعام والشراب في ذلك الاحتفال يكفي قارة .. ولكنه تركهم يموتون ولم ينجدهم من نفس المنطلق وقال انهم لايصلحون للعيش ولو كانوا يصلحون لعملوا شيئا لتجنب المجاعة والكارثة ولحسنوا اوضاعهم .. ومن نفس المنطلق ابيد الافارقة بالامراض والمجاعات المتكررة وجزيرة القرش التي كان كل من دخلها يعرف انه هالك لامحالة شاهد على ذلك .. وايضا ابيد سكان استراليا الاصليين على ذات الخلفية ..
نعود الى هتلر وتصنيفاته فهو استمر في تصنيف الاجناس حسب سلمه ولم يضع في اخر السلم لا الهنود ولا الزنوج ولا الافارقة ولا جنوب شرق اسيا ولا امريكا الجنوبية.. بل وضع علمائه العرب في اخر السلم يعني اقرب شيء الى القرود التي تطور منها البشر.. فهم يعتقدون ان العرب دونا عن الاجناس الاخرى خارج حدود الزمن والتطور والانفتاح والحضارة والانسانية والتكنولوجيا .. وها هي نظريتهم تثبت صحتها حين شمر الاعراب عن سواعدهم في ذبح البشر وتفجيرهم وحرقهم احياء او تعذيبهم بمختلف صنوف التعذيب التي لم تخطر على بال .. فهل رايتم غير العرب يفعلون ذلك وعلى مراى ومسمع من العالم.. واثبتوا انهم خارج حدود التقدم والحضارة والتكنولوجيا شعوب اكولة كسولة مستهلكة تستورد حتى ابرة الخياطة العادية فهل تصلح هذه الشعوب للحياة بعد انتهاء النفط الذي لم يجلب لشعوبها الرفاه بل الحروب والدمار والديون ..
حدثني احد الاصدقاء بانه اوفد في الثمانينات الى المانيا للاشتراك في دورة هناك حيث كان احد المهندسين في مشروع ضخم في العراق قال فوجئنا عندما وصلنا الى احدى محطات تعبئة الوقود في فرانكفورت.. هناك اعلان ضخم كبير يسد عين الشمس لرجل خليجي وقد ابتسم ابتسامة بلهاء وفترت ابتسامته الخرقاء عن اسنان مقززة ذهبية ويرتدي الغترة والعقال وامسك بيده حقيبة دبلوماسية مفتوحة مليئة بالدولارات .. وهذا الاعلان يقول للالمان استهزاءا .. اموالكم تذهب الى هذا .. فاقتصدوا بالبنزين وحافظوا على نقودكم .. هكذا ينظر الغرب والالمان للعرب.. فهل يعرف العرب اين صنفهم علماء الانساب والاعراق .. ام ان مراجلهم على فقراء العراق وشيعته .. الا سحقا لكم من عرق رديء ..
https://telegram.me/buratha