المقالات

ديمقراطية مع ضباع وثعابين


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

لا يمكن إيجاد نظام ديمقراطي مستقر بدون إيجاد حلول دائمة للصراع القومي والمذهبي، وإيجاد نظام مقبول يحكمه دستور يضمن حقوق جميع المكونات التي يتكون منها المجتمع، الديمقراطية مع الضباع لايمكن ان تتم ابدا، طبيعة الضباع الغدر والقتل والخيانة، حتى في السيرك يتم ترويض حيوانات أليفة وجعلها ترقص، لذلك لايمكن لأبطال  السيرك ترويض خنزير أوضيع ابدا.

مانراه من رفع شعارات الديمقراطية هي  مسرحية يؤديها لاعبون الكثير منهم عملاء إلى دول طائفية ومخابرات دولية لديها صراعات مع دول كبرى في ساحتنا العراقية.

 شعارات الواجهات السياسية للعصابات البعثية الوهابية التكفيرية مكشوفة لكل صاحب عقل حر، لكن شعاراتهم يستطيعون بها  في إبهار السذج والاغبياء من خلال الخداع والكذب، وهناك من يشعر بعقدة العبودية يبقى يحن للجلادين،  إنها بالحقيقة ما نراه  لعب سياسية، تأليفاً وإخراجاً وأداءً، صنعها من رسم حدود دولنا بعد انتصاره بالحرب العالمية الأولى ونصب علينا أنظمة يقودها أشخاص وعوائل تخدم المستعمر بالدرجة الأولى وليس الشعوب، وهذه اللعب والاكاذيب  هي أهم مستلزمات بقائهم يسيطرون على بلداننا من خلال أدواتهم التي ابتكرها الاستعمار الحديث، الذي نزع أسلوب الاحتلال المباشر والتجأ إلى طرق  حديثة في دعم انظمة مجرمة تنشر التكفير والقتل لخلق فوضى وعمليات إبادة إلى ملايين البشر وغالببتهم من العرب والمسلمين لخدمة مشاريع المستعمر.

نشاهد ونقرأ تصريحات دولية في محاربة الإرهاب والتطرف، لكن نفس هذه القوى العالمية تدعم أنظمة البداوة الوهابية الناشرة للتطرف  والكراهية والقتل، هناك حقيقة لم تكن المطالبات من أجل إجبار تلك الأنظمة في إلغاء عقائد التكفير وإيجاد أنظمة سياسية ديمقراطية  ، بل كل المطالبات كانت كاذبة وإظهار تلك القوى القبيحة بمظهر الحسن الجميل

ورفع  الحرج الذي سيقع فيه قادة الدول العظمى الاستعمارية  حين يضطرون إلى الدفاع عن دول البداوة والتخلف من دول الرجعية العربية،  انظمة فاشيت تقتل وتضطهد مواطنيها ولنا بقضية جمال خاشقجي دخل لقنصلية بلاده كبشر وذاب ولم يعثر عليه أحد، وقيل تم إخراجه في أكياس معلبات.

كيف توجد ديمقراطية في دول تحكمها اسرة، وتسمي البلاد في اسم الاسرة، دولة لافيها برلمان ولا دستور ولا مؤسسات دستورية حاكمة، أحد الوجوه الكالحة شيخ سلمان العودة تلوثت اياديه بالدم العراقي، أفتى بأمر من الحاكم ومعه ٥٥ شيخ وهابي ومن ضمنهم القرضاوي لقتل شيعة العراق، سلمان العودة انتهى دوره، مجرد كتب تغريدة تم اعتقاله وتم اصدار حكم إعدام بسبب تغريدات تؤثر على الوضع الامني.

نحن بالعراق كيف نبني ديمقراطية مع فلول البعث وهابي المتورطين بقتل مئات آلاف المواطنين بسنوات ارهابهم، ليث الدليمي تم اعتقاله متورط بعمليات ارهابية طائفية، بسبب ضغوطات راعي الديمقراطية تم إطلاق سراحه والان عضو مجلس نواب، اذا كان متورط بتفجير مفخخات وقتل مواطنين وتم عرض اعترافاته بالصورة والصوت والأخ الان مشرع بالبرلمان، الحلبوسي قام بعزله لأسباب خلافية وليست بسبب تورطه بالإرهاب، بايدن قال ذهبنا إلى أفغانستان ليس لنشر الديمقراطية، في خطاب تسليم الشعب الأفغاني إلى طالبان الوهابية التكفيرية، فكيف نثق بوجود مشروع دعم ديمقراطية بالعراق إذا رأينا رئيس الدولة العظمى الراعية لنشر الديمقراطية يقول نحن لم نذهب لنشر الديمقراطية في أفغانستان.

غالبية ضحايا الإرهاب من الشيعة والاكراد واعني أصحاب العقول النيرة يعون أن لا امان مع البعثيين الطائفيين وانهم هم سبب مآسي العراق طيلة أربعين  عام من انقلابهم ضد الزعيم عبدالكريم قاسم عام ١٩٦٣ إلى يوم سقوط صنم هبل جرذهم صدام في نيسان عام ٢٠٠٣ ، وايضا اكملوا ذلك بسنوات ارهابهم التي شارفت على العشرين سنة، ستين عاما والشعب العراقي ينزف دم بسبب طائفية البعثيين والأشرار من مكونهم من دولة البعث الساقط من أجهزة صدام الأمنية والمخابراتية وحرسه الجمهوري والقوات المسلحة المرتبطة بصدام الجرذ عقائديا وروحيا ومناطقية.

في الختام  أن تقمّص فلول البعث وهابي دور المحب للوطن والمساواة كذبة كبرى، لكن شعاراتهم الكاذبة للأسف  يجدون  من يصدقهم ويستجيب لهم وهناك بعض العبيد من يُعجب بهم، على الصعيد المحلي فلول البعث اذل من اي ذليل، لكنهم استفادوا من الخلافات الحزبية والشخصية بين ساسة المكون الشيعي العراقي، لانريد نزرع روح اليأس، نتمنى من ساسة المكون الشيعي الكف عن الخلافات البينية وتبني مشروع موحد، والاتفاق مع الطرف الكوردي في دعم ساسة وشخصيات سنية شريفة قاتلت فلول البعث وهابي، وتوفير دعم مادي ومعنوي وتمكينهم من الحلول محل حثالات البعث في الدفاع والداخلية والوزارات العراقية والمؤسسات التابعة للدولة، لأنه لا يمكن بناء دولة ديمقراطية مع ضباع وافاعي فلول البعث وهابي.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

18/1/2023

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك