المقالات

فاطمة والعارضة السياسية


الشيخ محمد الربيعي ||

 

اعظم الله اجر كل المسلمين و المسلمات ، و الانسانية ، بذكرى شهادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .

محل الشاهد :

أنّ الزهراء (ع) كان لها دور ثقافيّ و دور سياسيّ .

الزهراء (ع) هي [[ أوّل معارضة سياسيّة في الإسلام ]] ، العمل السياسيّ هو الذي يكون موقفاً ضدّ حكم معيّن ، لمصلحة حكم معيّن ، للاحتجاج على واقع معيّن ، للمطالبة بمطلب معيّن .

الزهراء (ع) وقفت و طالبت بحقّ الامام  عليّ (ع) فيما نعتقده الحقّ ، و طالبت بإرثها من رسول الله (ص) في فدك ، و وقفت واحتجّت بمختلف الوسائل ، هذا عمل سياسيّ ، و خطبت خطبتها المعروفة في المدينة أمام الرّجال ، و كانت [[ أوّل امرأة مسلمة تقف خطيبةً على الرجال في المسجد]] .

وطبعاًو، عندما ندرس خطبة الزّهراء (ع) ، و عندما ندرس أحاديث الزّهراء (ع) مع نساء المهاجرين و الأنصار ، في نقدها لأزواجهنّ ، وفي ملاحظاتها على طريقتهم وعلى غفلتهم وعلى عدم وعيهم ، لوجدنا أنَّ الزّهراء كانت تملك وعياً سياسياً للقضيَّة التي كانت تدافع عنها بشكلٍ واسعٍ جداً ، وبشكل عميق جداً ، حتى إنها عندما خطبت وطالبت ورُدَّ عليها ، لم تسكت ، و إنما ردّت على الردّ .

محل الشاهد :

الآن ، القضايا التي يعيش بها العالم الإسلاميّ تترك تأثيرها سلباً على الرّجل و المرأة إن كانت سلبيّة ، و تترك تأثيرها إيجاباً على الرّجل و المرأة إذا كانت إيجابيّة .

لا يجوز للمرأة أن تقول لا دخل لي بالسياسة ، كما لا يجوز للرجل أن يقول لا دخل لي بالسياسة . الاستعمار حاول أن يبعد الرّجال و النّساء عن السياسة ، حتى تبقى السياسة لجماعة معيّنة من الناس يتوارثونها و يورّثونها أولادهم ، ويتدخّلون في مصير الأمّة، دون أن يفكّر أحد في أن يعارض أو أن ينقد أو ما إلى ذلك .

لا يُراد للشّعب أن يفهم سياسياً ، و أن يعي سياسياً ، و أن يتحرّك سياسياً ، لا للرّجل و لا للمرأة .

القرآن الكريم يقول : { وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }، يعني هناك عملية تكامل بين المؤمنين و المؤمنات في مسألة الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر .

ما هو الأمر بالمعروف ؟ هو الأمر بكلّ ما يحبّه الله مما يرفع مستوى الناس ، و العدل من أعلى عناوين المعروف ، و المنكر هو كلّ ما لا يريده الله للحياة و للنّاس ، و الظلم هو أعلى عناوين المنكر .

ولذا ، كان الإمام الحسين (ع) في ثورته يقول: ( خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ).

ولذلك انطلقت زينب (ع) مع الحسين في هذا الخطّ ، فكانت هي وليّة الحسين ، و كان الحسين وليّها ، يأمران بالمعروف و ينهيان عن المنكر .

لذلك، كلٌّ بحسب طاقته وبحسب إمكاناته ، إذا انطلق المجتمع في وعي سياسيّ ، و في وعي اجتماعيّ ، وفي وعي ثقافيّ ، كلٌّ يرصد الآخر ، و كلٌّ ينقد الآخر ، و كلٌّ يوجّه الآخر ، و كلٌّ يتكامل مع الآخر ، نستطيع أن نجعل مجتمعنا ينطلق من قاعدة للقوّة ، و يتحرّك في خطّ القوّة .

وهذا ما نتعلّمه من الزّهراء (ع) .

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

 

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك