( بقلم : سامي جواد كاظم)
لايخفى على كل عاقل ومنصف ما اقدمت عليه الدولة الاموية من محاربة كل ما يحوي اسم او فكر (ابي تراب ) والتاريخ غني بالموبقات التي ارتكبها كل حكام بني امية يستثنى منهم عمر بن عبد العزيز ومعاوية بن يزيد الذي دامت خلافته اقل من شهرين ومن ثم اغتيل بعد ما اعترف واقر بموبقات ابيه وجده .
نعم وصل الامر الى الشاميين انهم لايعلمون من هو ابو تراب الذي يلعن من على منابرهم وحتى انه عند استشهاد الامام علي (ع) وسماعهم خبره بانه كان يصلي في المحراب تعجبوا وقالوا او كان ابو تراب يصلي ؟! هذا حال المجتمع الشامي الذي اعتبر مغلق تماما كما تغلق الدوائر في زمن صدام وذلك يعني بان الكل بعثية فالشام كلها اصبحت اموية .
واليوم ليت معاوية ينهض من قبره لعدة ساعات ليرى ويقرا ويسمع كيف هو حال مركز خلافته . صحيح ان امر التشيع والشيعة كان لا يقلق بقية الطوائف سابقا الا انه ومنذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران حتى بدأت تلوح في الافق اسماء اهل البيت (ع) من خلال وسائل الاعلام التي ما كانت تجرؤ على البوح باسم اهل البيت وشيعتهم . وجاءت الانتخابات العراقية مكملة لذلك بعد اكتساح شيعة العراق للسلطة في العراق ، يضاف الى ذلك افرازات الحرب الاخيرة لحزب الله مع اسرائيل . ومع كثرة المواقف والاحداث التي يكون فيها الشيعة طرف تكون الاعين محدقة على مايترتب عن ذلك من قرار او حدث .
ومنذ ان كان الفكر الوهابي يستخدم المال حتى يستطيع كسب اكبر عدد من ( المغفلين ) وهو يتابع الازدياد في الانتماء الى المذهب الامامي والذي بات هذا الامر يقلقهم فما كان منها الا الانتقال الى اسلوب التكفير والتفجير .من جانب اخر هنالك عدة منظمات ومعاهد وهيئات تنظر بعين القلق الى التزايد الشيعي وكيف ان الذي يتشيع يتشيع بارادته ومن غير محفزات مالية مثلا .
وكان قدر معاوية ان تكون ارض خلافته التي سعى فيها على محو ذكر علي (ع) وشيعته ان محط اهتمام اتباعه اليوم فقد اعد المعهد الدولي للدراسات السورية ونوه خلال تقريره هذا الى الخطر الشيعي المتنامي وبسرعة جدا وذكر الارقام لعدد المتشيعين في سوريا فقد اعتمد على دراسته هذه على 1 -الجولات الميدانية2- وثائق رسميَّة3- شهادات متشيعين وشهود عيان4- الدراسات السابقة5- التقاريرالصحفية6- المقابلات مع شخصيات ذات علاقة بموضوع الدراسة7- الدراسات العامةعن التاريخ السياسي والاجتماعي لسورية بعد الاستقلال8- الدراسات السياسيةالمتخصصة بعهدي: حافظ الأسد (1970-2000)، والأسد الابن في الفترة (200-2007).وانتهى بنتيجة ماساوية حقا لمعاوية واتباعه حيث هدمت ما بناه طول كد العمر هو واحفاده .
وانتهت دراستها التي استغرقت سنة كاملة الى ان عدد المتشيعين الإجمالي في سورية في الوسط الاجتماعي السني وحده (ضمن المجال الزمني 1919-2007) هو 16000 شخصاً كحد أقصى، منهم 8040 تشيعوا في الفترة بين 1999-2007، أي بنسبة 50% من مجموع المتشيعين السنة السورين تشيعوا في عهد بشار الأسد.اما حركة العدالة والبناء السورية المعارضة فانها وصلت الى نتيجة مفادها أن تزايداً غير اعتيادي طرأ على نسب التشيع من السُنّة، ففي ثمان سنوات فقط تشيع ما يزيد على ضعف وثلث الضعف عن عدد الذين تشيعوا في ثلاثين سنة خلتها! ولو حال لسان معاوية يتكلم لالقى باللائمة على الوهابيين لعدم اتخاذهم التدابير اللازمة دون استفحال امر التشيع .
قالتها زينب عليها السلام ( انك والله لن تمحو ذكرنا ) عندما وجهت خطابها لصبي معاوية الدعي ابن الدعي في الشام وياليته ينهض من قبره اذا كان له قبر لينظرالى المرتع الاموي كيف هو حاله . فان القسم بالله عز وجل عن امر لم يكن قد حدث يكون هذا نابع عن الثقة المطلقة والعلم اليقيني اللتين تتمتع بهما زينب واللتان اكتسبتهما من ابيها عدو معاوية اللدود ، وحال اليوم شاهد على ما ادعته الحوراء زينب (ع) .
https://telegram.me/buratha