( بقلم : علي جاسم )
على الرغم من مرور خمس سنوات على التغيير السياسي في العراق وتولي أكثر من أربع وزراء لوزارة الكهرباء وتسنم منصبها وكرسيها، إلا انه يبدو أن المشكلة الكهربائية لدينا أزلية وسرمدية في آن واحد، رغم المليارات الكبيرة التي تم صرفها على هذا القطاع والحسرات الجماهيرية التي أطلقت بسبب أداء هذه الوزارة والتي غالبا ما ذهبت أدراج الرياح بسبب الفساد الإداري والمالي من جهة، وعدم وضع خط مدروسة بدقة لانتشال الكهرباء عما لحق بها من تدني وتأخر وظيفي من جهة أخرى.
المواطن لشدة يأسه وقنوطه من تحسن الأداء الكهربائي قد صار يتمنى في كل فترة تشهد تغييرا وزاريا أو إداريا في الوزارة أن يعمد المسؤول الجديد لا إلى تغيير سياسة الوزارة ودفع عملية أدائها إلى الأمام وتطويره، بل إلى المحافظة على مستوى ثابت غير متذبذب من الأداء حتى وان كان لا يلبي نصف الحاجة من الاستهلاك المحلي منه وعدم الخوض في أحلام تطوير مؤسسات الكهرباء وزيادة إنتاجها وأخيرا زيادة ساعات التجهيز على حساب ساعات القطع وذلك لعلم المواطن إن عمل الأمس (في وزارة الكهرباء) هو أفضل بكثير من عمل الغد، وان الحفاظ على ما يأتيه تحت ذرائع الوضع الأمني وكمية الوقود هو خير من الأحلام التي تتحقق في الوزارة ولان عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة!
بعض مسؤولي الكهرباء كانوا دائما يصرحون بأنه لو تم استثمار الأموال التي صرفت سابقا في قطاع الكهرباء على بناء وشراء محطات توليد عملاقة وجديدة لكان الحال أفضل بكثير من صرفها على عمليات تأهيل الأبراج والخطوط الناقلة للكهرباء التي غالبا ما كانت تتعرض إلى عمليات تخريب واعتداءات إرهابية بعد تأهيلها اقصد بعد صرف ملايين الدولارات عليها، والمواطن يظل دائما وأبدا ينظر الى هذه التصريحات بعيون ملؤها الريبة والشك واليأس الشديد. نتمنى ان نشهد هذا الصيف تشغيل محطات كهربائية بصورة تمكن المواطن من الانتفاع منها ورؤية ( إنتاجها) الكهربائي إنتاجا ثابتا ونافعا دون ضياع وهدر الأموال العراقية بصورة غير مسؤولة .
https://telegram.me/buratha