المقالات

ما بين العراق ولبنان

1244 15:02:00 2008-05-26

( بقلم : علاء الموسوي )

ثمة فوارق ومشتركات لطبيعة الازمة السياسية في العراق ولبنان على حد سواء، ولعل من ابرز هذه المشتركات هو الدور العربي الفاعل في توريث الازمات والقدرة على حلها بفترات زمنية متباينة، وفق المخاوف والمصالح الاقليمية والدولية التي تحاول من خلالها ابراز بعض الزعامات الخاصة في قيادة الحوار العربي في السلم والحرب. ما حدث في الدوحة مؤخرا من حوار سياسي بناء للوصول الى حل الازمة اللبنانية، كشف عن اوراق اللعبة السياسية للشأن الاقليمي العربي في صراعه المتنامي الاطراف مع الجمهورية الاسلامية في ايران، وهو القاسم المشترك في خلق الازمات لكل من العراق ولبنان، مع الفارق في طبيعة الخطاب والعمل السياسي لكل منهما. فالطائفية السياسية التي عملت عليها الدبلوماسية العربية مع العراق ولبنان وسوريا، هي بسبب مخاوف عديدة ابرزها، الشبح الايراني الراسخ في اذهان الزعماء العرب بفعل التسريبات المعلوماتية التي تروج عنها الادارة الاميركية في المنطقة، ناهيك عن الضعف الاقتصادي والسياسي الذي تشعر به اغلب الدول العربية في قدرتها على بناء روابط ستراتيجية مع بعضها البعض.

الا ان الفارق الوحيد بين لبنان والعراق من زوايا الحلول العربية المقدمة للازمة، هي طبيعة التغيير السياسي للتجربة العراقية الحديثة، من خلال قلبه للمعادلة الطائفية المعمول بها في الانظمة العربية، والتي لم تستطع هضمها او استيعابها طيلة السنوات الخمس الماضية، على الرغم من وجود بوادر امل جديدة بدأت افاقها تظهر للعيان، لاسيما بعد الزيارات الرسمية لرجالات العملية السياسية في العراق الجديد. فضلا عن الصراع الاقليمي بين القوى الثلاث في المنطقة (ايران، السعودية ،مصر) والتي رمت بظلالها على الدول التي تستعد للنهوض باحتمالاتها الوطنية في البناء والاعمار ومواجهة التحديات والصعاب، والتي منها على سبيل المثال كل من سوريا ولبنان، مع بعض التحفظات على السياسة الخارجية لكل منهما.

ما نود الاشارة اليه من خلال هذا الطرح، هو الغياب العربي الواضح لتقديم الحلول للازمة العراقية المفتعلة في الكثير من جوانبها من قبل الاشقاء العرب، ولعل الاشارات والتلميحات بخصوص عدم اطفاء الديون العراقية، واعادة فتح السفارات، واضحة وصريحة المحتوى بالقول ( دعونا ننتظر ما يصبو اليه الحكم في العراق... فاذا كان لايران اليد الطولى في ذلك فالى الجحيم!)، وهذا ما نلمسه في تصرفات الكثيرين لدى الاحزاب والتيارات السياسية، ممن جعلوا انفسهم اجندة مكشوفة للعبة السياسية الاقليمية في العراق، لاسيما قاطني الفنادق الفارهة في دبي وابو ظبي والاردن ....، الا ان الشيء الغائب عن تلك التوقعات المغلوطة، وذات الاثر الواضح في السياسة الخارجية المتبعة مع القضية العراقية، هو ان العراق لايمكن عزله عن الدور العربي المتنامي الاطراف، ليس لانه بحاجة مطلقة لاثبات وجوده في ذلك الدور، وانما لايوجد دور عربي اصلا بمعزل عن الارادة العراقية في المنطقة، ولعل هذا ما يميز العراق عن لبنان وغيره من الدول العربية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد عبد الحميد
2008-05-27
لماذا يتم تجاهل تركيا وريثة الدو لة العثمانية وحتى الاردن وريث العائلة الهاشمية بالاضافة الى كل من السعودية بالنيابة عن دول التعاون الخليجي ومصر نيابة عن الجامعة العربية وايران و.. ولكنه لم يبقى العراق بدون رئيس فهذا يدل على اهلية وشجاعة و عمق التفكير والتحدي والرغبة في الحياة التي يتصف بها الشعب العراقي رغم الظروف المعقدة للعراق وقدم القانون الدائم لتوزيع السلطات في لبنان بدون الحاجة الماسة للدور العربي او الاسلامي او الخارجي ولكن البعض ينتظر خروجنا من البند السابع لينقض علينا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك