للكاتب :حسن علي (غزة)
يطيب لكثيرين من حملة الهم التاريخي من أبناء هذه الأمة والغيورين على واقعها ومستقبلها أن يهاجموا الآخرين الذين هم سبب تعاستنا وبؤسنا؛ ولكن البوصلة تحيد أحيانا ، وتتملك الضبابية رؤياهم وتطيش سهامهم فلا تصيب عدوهم ... العدو الذي أصبح مع الزمن حليفا لشعورهم بالدونية تجاهه، بل ويقاومون عوامل التغيير لهذه المعادلة من باب التسليم للقضاء والقدر؛ بينما هم في حقيقة الأمر يتوحدون مع المعتدي من باب المثل القائل " الإيد التي لا تقدر على كسرها بوسها ".. وفي هذا السياق نستطيب أن نستعدي كل صاحب همة ينهض ويزيل ركام التاريخ عن كاهليه ليستعيد دوره التاريخي ويعيد للأمة مجدها التليد ...الفرس ، الشيعة ، المجوس ، هذه هي "الفزاعة" الحديثة التي تفتقت عنها عقلية أبناء يعرب الجديدة ، والعجيب أن حكام العرب اليوم يتشدقون بحرصهم على المذهب السني وقد تحول الواحد فيهم من دجال عميل تخرج من المحفل الماسوني بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى إلى خريجين من معاهد أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل .. برز ذلك أخيراً في حرصهم على سنة لبنان وكأنهم - أبناء المومسات - حاملو لواء المذهب السني .. أوليست الشعوب التي يسحقونها في مصر و" السعودية " هي شعوب سنية ؟؟ أوليست طوابير شهداء رغيف الخبز في شوارع القاهرة هي طوابير سنية ؟؟ فليحترموا شعوبهم السنية أولا قبل أن يتباكوا على سنة لبنان الذين لا يكن لهم إخوانهم شيعة لبنان إلا كل تقدير وود واحترام .. لاحظوا أن صدام حسين قد خاض حربا لمدة ثمان سنوات ضد إيران لم يكن الوقوف في وجه (الزحف الشيعي) هو الشعار الإعلامي لهذه الحرب ، لماذا ؟ ببساطة لأن معظم جيش صدام هم شيعة..أما زعمائنا اليوم القائلين بالوقوف في وجه المجوس القادمين من الشرق فهذا القول له ما يفنده : فإن كانوا مجوساً على اعتبار الملة قبل البعثة .. فإننا (وثنيون) على الاعتبار نفسه ..وفي الحقيقة لا يوجد ما يبرر هذا العداء لإيران رغم أن دولا عربية وعلى عينك يا تاجر تدعم إسرائيل ضد أحرار ومفخرة ودرة تاج الأمة الآن .. ولنصور مثلا أن " مصر العروبة " أردن البطولة " دول سنية بامتياز .. كيف هي وأعلام إسرائيل ترفرف في عواصمها ؟؟ .. طائرات الأباتشي .. الطائرات الحربية الصهيونية تقصفنا في غزة بالنفط المصري .. مخازينا نحن العرب .. فضائحنا .. مصائبنا .. مطرباتنا .. عهرنا .. كباريهات شارع الهرم" 932" كباريه وفق آخر الإحصاءات .. فنادق العهر في دبي .. ممثلاتنا البطلات .. زعاماتنا الورقية .. مشايخنا .. فقهاؤنا .. مشايخ وفقهاء الشقق المفروشة .. محلات بيع الخمور والويسكي الاسكتلندي .. وعالم الرذيلة الفاحش .. مواخير العهر المرخصة .. كل ذلك وأكثر .. ثم نتجرأ أن ننعتهم بالمجوس ؟؟ هؤلاء المجوس آخر ما ابتكروه مستشفى للنساء .. للنساء فحسب .. من بوابة المستشفى مرورا بكل شيء فيها طبيبات , ممرضات , إداريات , عاملات , كل من فيها هم من النساء .. هذا عالم المتعة ؟؟؟؟ أي متعة ؟؟ ما زلنا نعيش في عقد مر عليها 1300 سنة و" المجوس " يصنعون الطائرة المقاتلة والصاروخ والغواصة والدبابة ومشروع نووي هو مفخرة لكل حر في هذا العالم الظالم .. لا أعرف لماذا ما زلنا نفكر كأطفال ؟؟ لماذا لا نتحرر قليلا من عجزنا فنصبح كبارا .. أحرارا .. سادة ؟؟ ما هي مصيبتكم أبناء يعرب؟ هل استمرأتم الذل فعشقتموه .. ولا تقدرون الفكاك منه .. وفي الوقت الذي تقيم إيران مؤتمرا حول نهاية إسرائيل يخرج للضوء أصوات نشاز تهاجم إيران ؟؟ يبدو أننا يعز علينا التعايش مع حقيقة كوننا أصبحنا خارج التاريخ ونحسد الآخرين الذين دفعوا بابه الواسع بصدور لا تعرف الوجل .. لو سألنا أنفسنا أين موقعنا من خارطة العالم؟ نحن باختصار خارج المسرح وعلى رأي المثل اللبناني " لو عِلقت الخيل سنذهب بين حوافرها "..ألسنا نحن الذين نخاف من الحائط أن يسمعنا فنقضي بقية أعمارنا في أقبية الحاكم العربي .. أو جالسين في مقاهي الأرجيلة وطاولات الزهر .. وملاعب كرة القدم .. هل أصبح للعربان بطولات ليلية غير الترنح على نغمات نانسي عجرم وروبي وفخر الصناعة العربية الراقصة المعجزة دينا و فيفي عبده .. من أنتم ومن نحن ؟؟ هذا هو السؤال. العرب في واقعهم اليوم أمة خارج التاريخ وكما قال أحد المؤرخين : العرب أمة دخلت التاريخ عندما عرفت الإسلام فلما تركت الإسلام خرجت من التاريخ ..إن على الأصوات النشاز هذه أن تسكت.. اسكتوا بالله عليكم .. ارحلوا .. اخرجوا من الذاكرة .. دعوا الأحرار ليصنعوا القرار .. تاريخكم سوق للكلام اسمه سوق عكاظ .. وتاريخ " المجوس " ابن سينا- الخوارزمي - الطوسي - سيبويه- الفارابي ... تقدموا أبناء " المجوس " وسحقا لكم يا أبناء " الوثنيين " ..
https://telegram.me/buratha