( بقلم : اسعد راشد )
يحلوا للاعلام السعودي والطائفي المرتبط به في العالم العربي تسمية ما قامت به المعارضة اللبنانية في بيروت من عصيان مدني وتحريرها من عصابات البغي الطائفية والمافوية التابعة لانظمة العهر العربية بانها "غزو شيعي" او كما يسميه بعض الكتاب المرتزقة بانها "غزوة" حزب الله كنوع من التجييش الطائفي ضد شريحة من المواطنين في لبنان وكمادة اعلامية للتحريض السياسي في الغرب ضد حزب الله كفريق مذهبي .
يجمع المراقبون في الغرب ان ما جرى في لبنان لم يكن غزوا ولا تمردا بل انتفاضة نظيفة رغم بعض الضحايا قامت بها شريحة من المجتمع اللبناني لتخليص البلاد من حالة الانهيار المجتمعي فيما اعتبره البعض الاخر بانها خطوة للامام من اجل حلحلة الازمة اللبنانية التي وصلت الى طريق مسدود وبعد عجز القوى التابعة لفريق السلطة من ايجاد اي تقدم في الملفات السياسية والاقتصادية والامنية في البلاد .
المفارقات ليست في ان حزب الله قام بعملية "غزو" كما يسميه الاعلام السعودي الطائفي وانما في طريقة ادارة المعركة الاعلامية من قبل ذلك الاعلام بالطريقة التي تناسب اجندة الدولة الوهابية التي غزت عصاباتها الولايات المتحدة خاصة مدينة نيويورك بطائرات مختطفة تقل الابرياء من نساء واطفال ورجال لتدك بها اهم معلم اقتصادي في تلك المدينة وتقتل الالاف من المدنيين وقد بادرت تلك العصابات السلفية الوهابية باطلاق تسمية "عزوة منهاتن" على تلك العملية الاجرامية‘الغريب في الامرين ان المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله عندما سيطرت على بيروت لم تقم بنصب المشانق ولا اصدار احكام اعدام ولا اطلاق صفة "الغزو" او عنوان "الاجتياح" على فعلها على عكس السعوديين الوهابيين الذين اطلقوا بكل "فخر" و"اعتزاز" وعنجهية على عملياتهم الارهابية في 11 سبتمبر بانها كانت "غزوة" فيما اللبنانيون وباغلبيتهم اعتبروا انما قامت بها المعارضة بقيادة حزب الله كانت عملية اصلاحية اودت الى اتفاق الدوحة ودخول حتى من اعتبرهم الاعلام السعودي بانهم "غزاة" في عملية الحوار والمصالحة وبالتالي تنصيب رئيس للجمهورية فيما الارهابيون الوهابيون السعوديون والسلفيون مازالوا يرفعون شعار الغزواة لمدن العالم ومازالت مضاعفات غزواتهم السابقة تتفاعل سياسيا وامنيا فبدأ بـ"غزوة منهاتن" ومرورا بغزوة بالي ومدريد وليس انتهاءا بـ"غزوة" انفاق متروا وغيرها في بريطانيا.
لا نعرف كيف يمكن ان تكون احداث بيروت التي سقطت خلال ساعات بيد المعارضة اللبنانية وبطريقة اعتبرها المراقبون المحايدون بانها كانت مذهلة وخالية من اي عملية استعراض للقوة او اعتداء على الممتلكات بل ولم تستولي على السلطةولا حتى تصفية قادة فريق السلطة الذين كانوا في قبضتها وفي حصارها نعم كيف يمكن ان تكون "غزوا" وفقا للعقلية الطائفية التي يحملها الاعلاميون المرتبطين بالنظام السعودي والحال ان "الغزاة" عادة في كل العالم عندما يغزون بلدا او منطقة يحرقون الاخضر واليابس ولا يطأون ارضا الا حولوها الى جحيم وجعلوا اهلها اسرى بايدي عصاباتها كما فعلت وتفعل القاعدة في العراق حيث اَثار جرائمهم وجرائم حلفائهم من الوهابيين في مدن العراق مازالت قائمة وتندي الجبين ‘ فقد غزوا الفلوجة والانبار وغزو "ديالي" وقراها احرقوا بيوت الامنين وقتلوا الابرياء ووذبحوا حتى النساء والاطفال وقطعوا الرؤوس ورموا بها على قارعة الطرق وهاهم اليوم يهددون بغزو موصل بعد ان وصل فرسان "ام الربيعين" الى اوكارهم وهم يدكون بها ويخرجونهم منها أ ذلاء او يفرون كالفأران .
اذن لماذا اتى التجييش السعودي طائفيا لما حدث في بيروت ولماذا وصف الاعلامه القذر ما قامت بها المعارضة اللبنانية بانه "غزو شيعي" ولم يسمي في حينه ما قام الارهابيون السلفيون السعوديون في 11 سبتمبر في امريكا بانه "غزوسني" رغم اعتراف حلفاءهم وخاصة تنظيم القاعدة بان عملياتهم الارهابية كانت "غزوة" ؟
في الحقيقة ان وصفة "الغزوة" هي في الاساس من نتاج سعودي وهابي لم يألفها العالم قبل 11 سبتمبر وقد ابتدعها الوهابيون للاعتداء على العالم كون انهم يعتبرون ان نصف العالم كفار ونصفه الاخر مشركون ومنحرفون لذلك تجدهم يطلقون صفة "الغزو" على اعمالهم الارهابية في العالم ومن هنا ايضا نفذوا "غزوة" منهاتن و"غزوة بالي" و "غزوة مدريد" وغيرها..
والغريب ان مدرسة "الغزوات" قائمة في المؤسسات الرسمية السعودية وتدرس كمناهج في اهم جامعاتها وابرزها جامعة "الامام محمد ابن سعود" وهي بحق "جامعة الغزوات" لانها مصدر افكار الغزوات يتخرج منها سنويا الالوف ممن يحملون تلك الافكار والمعتقدات التي تكفر الدنيا كلها باستثناء خريجوا تلك الجامعات والمدارس الوهابية التي يرعاها النظام السعودي ‘ تلك الجامعات التكفيرية غدت مرتعا خصبا لنموا الارهاب وبروز المتطرفين وتدار من قبل اهم شيوخ التكفير والارهاب كابن جبرين الذي يصدر فتاويه النارية التكفيرية ويرتاد تلك الجامعات باستمرار ليحرض اتباعه على مثل تكل المواقف وتبني تلك المعتقدات الارهابية .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha